أخطار الفكر المتشدد

الجمعة 15-03-2013 22:42

إن التيارات المتشددة تتخذ كل الطرق والأساليب لنشر فكرها بين الناس، ومحاولة السيطرة على عقول الشباب، ومن ثم الوصول إلى السلطة بعد أن تتحول الشعوب العربية إلى قطيع يردد أفكارهم وينشر مبادئهم المنشودة، عن اقتناع تام راسخ فى العقول!!..

 لقد لجأت إحدى النساء المسلمات مستغيثة بعدما سألتها طفلتها بعد أن صرحت الطفلة بحرمة التليفزيون: لماذا لا تلبسين نقاباً؟ ولماذا أبى ليس له لحية كبيرة؟ ولماذا لا يلبس جلباباً قصيراً؟ ولماذا لا يخرج إلى الجهاد؟.. إلخ وأسئلة كثيرة تعلمتها فى المدرسة التى كنا نعتقد أنها ستعلم الطفلة القراءة والكتابة فقط فإذا بها تعلمت كيف تكفّر كل شىء حولها.. هذا مثال حدث بالفعل مع طفلة فى سن السادسة، فالحذر كل الحذر من هؤلاء المعلمين الذين يتعاملون مع الأطفال فى سن غاية فى الخطورة، لأن عقل الطفل فى هذه السن يكون كالصفحة البيضاء، التى لم يرسم فيها أى شىء قط، وبالتالى ترسخ فى ذهنه تلك الصورة المطلوبة، التى من المستحيل أن تمحى أو تتغير، كما تقول الحكمة: «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر»!..

أطفالنا أمانة، وهم ثروة المستقبل، وللأسف الشديد الكثير من أولياء الأمور ينخدعون بهؤلاء المعلمين والمعلمات، لأنهم بالطبع يتحدثون باسم الدين، والمصرى بطبيعته عاطفته تغلب عقله، دون أن يدرى ما يخبئه له القدر ولأطفاله فى المستقبل.. هذا الفكر كالسوس أو كالسرطان الذى ينخر فى الجسد ليقضى تدريجياً على الجسد كله، لذا فإنى أرى حتمية مواجهة الفكر السلفى المتشدد بمشروع حقيقى يهدف إلى توضيح صحيح الإسلام بعيداً عن التشدد، مشيراً إلى أهمية إعمال العقل فى مواجهة خرافات الفكر المتشدد والرجوع إلى الحكمة فى الدعوة، فالإسلام دين السماحة والوسطية، وسيظل ويبقى دين السلام والأمن والأمان رغم أنف المتأسلمين والحاقدين!!.

 أسيوط - المشرف العام لمجلة روح الإسلام