«زويل»: التعليم يحتاج لإعادة هيكلة.. ولن نتقدم إلا بـ«مشروع قومى»

كتب: اخبار الثلاثاء 16-02-2010 18:17

رهن الدكتور أحمد زويل، مستشار الرئيس الأمريكى للبحث العلمى فى الشرق الأوسط، تقدم مصر بوجود مشروع قومى يلتف حوله الشعب، واصفا الثروة البشرية المصرية بأنها «كنوز».

وقال زويل، خلال ندوة المركز الثقافى الأمريكى لطلاب الجامعات والمدارس، بالتعاون مع مركز الإسكندرية للإبداع، مساء أمس: «لا يمكن أن تتقدم مصر ونشاهد فيها نهضة علمية حقيقية دون مشروع قومى يلتف حوله كل المصريين بمختلف انتماءاتهم الفكرية، لبناء قاعدة علمية حقيقية ننطلق من خلالها إلى آفاق أوسع».

وأضاف: «مثل هذه المشروعات تحتاج (إرادة قومية)»، مذكّرا بأن هذا أمر ليس كثيرا على مصر، لأننا مارسنا ذلك كثيرا ونجحنا فى العديد من المشروعات القومية بفضل الثروة البشرية التى أسميها أنا «كنوزا مصرية».

وتابع: «نحن قادرون على استكمال المسيرة لعمل نهضة حقيقية سواء فى العلم أو الفن أو الاقتصاد والسياسة». واستدرك: «لكن ينقصنا منظومة حقيقية يتبناها المفكرون والعلماء المصريون، يعنى اللى عايز يبنى لازم يبنى بنفسه، وبأيدينا نحن المصريين وليس بأيدى أحد آخر».

وأكد زويل أهمية التفاؤل وعدم اليأس، رافضا أسلوب التعامل مع الناس بنظرية المؤامرة، مشيرا إلى أن العالم لن يقف فى طريق عالم «لمجرد أنه مسلم أو عربى أو مصرى». وشدد على ضرورة استعانة الحكومات بمعاونين ومستشارين من خارج المنظومة الحكومية، ممن لا مصلحة لهم داخل إطار الحكم، بحيث يتلقى النظام الحاكم المشورة والخبرة من مختلف التخصصات، على ألا يتقاضى هؤلاء المستشارون أو الحكماء أجرا من أحد.

ودعا لإعادة هيكلة مناهج التعليم المصرى بالكامل ليتناسب وروح العصر، منوها بأن «عصر التلقين والمقررات والحفظ والطرق التقليدية التى اعتدنا عليها قد انتهت من دول العالم المتقدم منذ عشرات السنين».

وقال زويل: «ماينفعش عدد الطلاب يصل فى الفصل الواحد لأكتر من ستين طالب، وماينفعش كلية معاملها تكون مش شغالة». وشدد على أن الجامعات المصرية لا يمكن على الإطلاق أن تتقدم بوضعها الحالى، وهو ما يتطلب بذل المزيد من الجهد المستمر لدفع عجلة التقدم من خلال هيكلة جديدة وإنفاق أكثر خاصة فى ظل وجود كفاءات ممتازة تصلح كنواة جيدة لإقامة بحث علمى متميز فى مصر.

وأكد أن العالم العربى لا يمكن أن يتقدم دون تقدم مصر، مطالبا بالاقتداء بالتجربتين التركية والهندية، مشيرا إلى أن الأولى نجحت خلال 8 سنوات فقط بالنهوض بالمستوى التعليمى، بينما نجحت الثانية فى إعادة هيكلة النظام التعليمى ولها تجارب ناجحة لابد أن نتوقف أمامها، منوها بأن الهند حاليا تعد ثانى دولة فى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية فى التقدم العلمى.

وقال زويل: «المصرى يعمل المستحيل، بشرط أن توفر له الفرصة والمناخ الصحى للعمل، ثم انتظر النتائج»، مشيرا إلى أن الجو الحالى للتعليم المصرى لا يتيح تخريج طلاب للقرن الـ21 حتى ولو كانوا متفوقين.

واختتم زويل كلمته بسؤال الحاضرين: «من كان منكم يأخذ دروسا خصوصية فليرفع يده بكل أمانة»، فرفع أكثر من 95% أيديهم، ثم نظر كل منهم للآخر، وضجّت القاعة بالتصفيق