مصر تحتضن الجميع

الجمعة 22-02-2013 20:22

تتجلى العظمة الحقيقية لمصر فى محبتها واحتضانها للجميع بدون تمييز. هذا ما تجلى بوضوح عندما توجهت نخبة متميزة من المصريين الوطنيين من الإسكندرية، أقباطاً ومسلمين «الأغلبية كانت من المسلمين والمسلمات» وتوجهوا جميعاً وأيديهم متشابكة وقلوبهم متآلفة إلى أديرة وادى النطرون يوم الجمعة 15 فبراير 2013، ففى دير البراموس العامر التفت المجموعة حول الآباء الرهبان يستمعون ويستمتعون بالروح النسكية الصادقة المتجلية بوضوح فى أقوال وأفعال رهبان الصحراء.

تجول الجميع فى أنحاء الدير بحرية كاملة حتى إن أحدهم قال لى بدعابة لطيفة: «لم نر أسلحة مكدسة كما سبق وقال أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية!». وعندما حان وقت الصلاة قام «ربيتة» الدير - أى مدبر الدير - بتخصيص قاعة كبار الزوار حتى يتمكن الإخوة الأعزاء من مسلمين ومسلمات من أداء شعائر صلاة الجمعة، وكما قال أحدهم: «إنها لحظة تاريخية فارقة أن نؤدى صلاة الجمعة بداخل دير البراموس فى وسط ترحيب وبهجة من رهبان الدير». ثم توجهنا لزيارة دير السريان العامر، حيث تعرف الجميع على الحياة الرهبانية الأولى. بعد ذلك توجهنا لزيارة دير الأنبا بيشوى وبعد جولة فى أنحاء الدير ومشاهدة معالمه وزيارة المزار الخاص بالبابا شنوده الثالث «1923 - 2012» علقت قبطية وقالت: «ياريت هذا المنظر يتكرر دائماً، ده إحنا كلنا واحد ومالناش غير رب واحد».

 اصطحبنا أحد رهبان الدير إلى مأدبة الطعام لتناول طعام الغداء وكانت المائدة فى المقر البابوى الذى سبق أن أقامه قداسة البابا شنودة الثالث، ولأن اليوم كان جمعة - حيث يحرص الأقباط على صوم يومى الأربعاء والجمعة أسبوعياً - فكانت هناك مائدتان متجاورتان إحداهما عليها لحوم وخضروات وفواكه والأخرى شوربة عدس وطعام صيامى. تناول الجميع الطعام بشهية طيبة وفرح فائق ومودة معهودة. وعند غروب الشمس عدنا إلى الإسكندرية. فى اليوم التالى اتصل بى مدير دير البراموس وعبر لى عن سعادته وسعادة الآباء الرهبان بتلك الزيارة، وطلب منى تكرارها كل شهر أو شهرين، وأضاف قائلاً: «المكان مكانكم ونحن فى خدمتكم بكل الحب». من هنا أوجه الدعوة لأصدقاء محرر باب «السكوت ممنوع» لنقوم بنفس الزيارة.

أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية والجامعة الأمريكية

minab@aucegypt.edu