على قدر ما يحزن القلب، وتدمع العين حينما نرى دول العالم تتوحد وتتقارب، وتزيل الحواجز فيما بينها رغم التباين بين ثقافتها وديانتها ولغتها، وعلى قدر غفلتنا عما يحاك لنا من أعدائنا من الداخل أو الخارج، وعلى قدر عدم قراءتنا للتاريخ - وعبره قراءة جيدة، وعلى قدر تناسينا مقولة: «فرق.. تسد»، إلا أن راية هذا الوطن العظيم ستبقى عالية خفاقة رغم ما يصادفها من أزمات.. وستظل دعوته الأصيلة لأبنائه بالجد والعمل زاحفة سباقة رغم ما يقف فى طريقها من عقبات، نعم.. الدواء مُر.. لكن إن شاء الله سيعقبه الشفاء، وستزول الغمة، وستعود مصرنا إلى ريادتها ومكانتها الطبيعية، فمهما طال الليل لابد للشمس أن تشرق من جديد.. لا نملك ونحن على أبواب عام جديد إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى المولى بأن يُصلح ذات بيننا ويؤلف بين قلوبنا، ويوحد كلمتنا، ولا يجعل فى قلوبنا غلا لأحد.
اللهم اجعل بلادنا سخاء رخاء.. اللهم من أراد بمصرنا خيراً فوفقه، ومن أراد بمصرنا سوءاً فاجعل تدبيره تدميره، واجعل الدائرة عليه.. اللهم اجعل مصرنا آمنة مطمئنة، وارفع عنا الغلاء والبلاء والهم والحزن.. اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، ووفق ولاة أمورنا إلى ما فيه الخير للبلاد والعباد.. اللهم آمين.
معلم خبير بمدرسة جناكليس الثانوية للبنين - الإسكندرية