آخر سيل ضخم اجتاح منطقة العريش كان منذ قرابة ثلاثة عقود، وتمت تعلية سد الروافدة جنوب العريش عام 1985 لمواجهة السيول.. للسيل مجرى معروف صنعه عبر عقود وقرون.. ويجب ألا يكون هناك أى عائق فيه.. وعند حدوث السيل تتجمع المياه وتندفع باتجاه السد، فإذا تجاوزته اندفعت فى المجرى إلى البحر بدون خسائر كبيرة!!
مع مرور الوقت وعدم تكرار السيل أقامت محافظة شمال سيناء سوقاً تجارية للباعة الجائلين من أكشاك غير ثابتة حوالى 400 كشك، ولكنها جميعا «فى مجرى السيل»!!.. ونقلت موقف السيارات الرئيسى من منطقة وسط العريش «إلى مجرى السيل»!!.. وتم إنشاء مخيم الشباب الصيفى «داخل مجرى السيل» قرب نهاية المصب!!.. وقامت جامعة قناس السويس باستبدال جزء من الخيام بمبان خرسانية ثابتة «داخل مجرى السيل»!!..
ثم كان إنشاء المدينة الشبابية بالعريش «مجاورا لمجرى السيل»، وللعلم قام معهد بحوث الموارد المائية التابع لوزارة الرى بإجراء دراسة تفصيلية بناء على طلب المحافظة والمجلس القومى للشباب، وتجاوزت تكلفة الدراسة مبلغ مائة ألف جنيه.. وقد اعترض المسؤولون بقطاع المياه الجوفية بشمال سيناء على إنشاء معسكر الشباب عند مصب العريش.. ولا فائدة فلم يؤخذ برأيهم.. فماذا حدث؟
حاتم فودة