بدأت، مساء الثلاثاء، الحملات الدعائية للأحزاب الإسرائيلية المشاركة في انتخابات الكنيست المقبل، والتي تُجرى يوم 22 يناير الجاري، في الإذاعة والتليفزيون الإسرائيليين.
وشهدت برامج الأحزاب الإسرائيلية، تركيزًا واضحًا على الأمن، واستقطابًا بين معسكري اليسار واليمين، إضافة إلى إعادة طرح السؤال الذي لم تستطع إسرائيل الإجابة عليه منذ تأسيسها: «من هو اليهودي؟».
وتمول الدولة في إسرائيل تكاليف الحملات الانتخابية للأحزاب بحسب نسبتها في الكنيست، ويُحظر بث الدعاية الانتخابية في الإذاعة والتليفزيون قبل الانتخابات بستين يومًا، ثم يُفتح باب الدعاية فيهما قبل 14 يومًا من الانتخابات، بمعدل 10 دقائق لكل قائمة في التليفزيون، بالإضافة إلى 3 دقائق إضافية لكل نائب ف الكتل البرلمانية في دورة الكنيست المنتهية، كما تُمنح كل قائمة في الإذاعة 52 دقيقة للدعاية، بالإضافة إلى 6 دقائق إضافية لكل نائب ف الكتل البرلمانية في دورة الكنيست المنتهية.
وتركزت دعاية حزب الليكود، الذي يتزعم الائتلاف الحاكم على قضية الأمن و«التهديدات التي تواجه» إسرائيل، وقالت دعاية الحزب التي تم بثها في التليفزيون الإسرائيلي: «إسرائيل تواجه أخطار وتهديدات: إيران، الجدار العازل في الجنوب، متسللين من سيناء. يجب استكمال الجدار حول كل إسرائيل، ومنع إيران من الوصول للسلاح النووي، هذا هو الهدف الأهم، تقوية أمننا».
وواصل الحزب دعايته على لسان «نتنياهو» قائلًا: «القدس لن تُقسم للأبد، ستبقى عاصمة إسرائيل دون تقسيم. قلنا مرة واحدة لا للكارثة، وقصدنا ذلك، الكارثة لن تتكرر».
وتواصلت دعاية الليكود مشيرة إلى «تنياهو»: «نحتاج قائد يستطيع أن يدافع عنا، وحمى الأمن، ويقف أمام أعدائنا ويحافظ على إسرائيل. نقوي نتنياهو.. نقوي إسرائيل. تسيفي وافقت على تقسيم القدس انتبهوا. (في إشارة إلى تسيفي ليفني زعيمة حزب الحركة)، نحن بنينا الجدار الآمن، ونفتخر أننا نجحنا بوقف التسلح النووي لإيران وأوجدنا أماكن عمل وخفضنا البطالة، نفتخر بدمجنا بين الليكود وإسرائيل بيتنا، قوتنا في وحدتنا».
وكما حرض الليكود على معسكر الوسط الذي تعد «ليفني» أبرز رموزه، حرض حليفه «إسرائيل بيتنا» على معسكر اليسار، بهجومه على حزب العمل بقيادة شيلي يحيموفيتش، وقالت دعاية «إسرائيل بيتنا»، الذي يتزعمه وزير الخارجية المستقيل، أفيجدور ليبرمان، والذي يخوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع «نتنياهو»: «إسرائيل تحتاج أن تكون قوية وموحدة. نتنياهو وليبرمان هم الدمج الأفضل للشرق الأوسط. انتبهوا يحيموفيتش صوتت في السابق للجبهة»، في إشارة إلى الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وهي حزب يساري، من أحزاب فلسطينيي 48.
واعتمد حزب شاس، الذي يعبر عن اليهود الشرقيين (السفارديم) المتدينين في إسرائيل في دعايته على خطاب ديني وآخر موجه للفقراء، وثالث معادٍ لحزب «إسرائيل بيتنا»: وقالت دعاية الحزب: «نحافظ على القيم والتراث اليهودي. نحارب الفقر. من أجل من ليس لديهم إمكانيات. نهتم بالمستضعفين والفقراء. من أجل الطبقات الضعيفة والفقراء. ضد ضائقة السكن. مع تحديد من هو اليهودي. الروس (الإسرائيليون القادمون من روسيا، ويشير الحزب إلى حزب إسرائيل بيتنا الذي يعبر عن هذه الفئة) ليسوا يهودًا، هم متهودون. نحن نحافظ على تراثنا».
وفيما تركزت دعاية حزب «يش عاتيد»، الذي أسسه الإعلامي، يائير عاتيدـ، مؤخرًا على الدفاع عن الطبقة والوسطى والوقوف ضد «استغلال المتدينين والمستوطنين»، تركزت دعاية حزب كاديما على الجانب الأمني، متأثرة بشخص رئيسه شاؤول موفاز، وتاريخه العسكري، وجاء في دعاية الحزب: «ليس للآخرين تجربة أمنية مثل موفاز. حارب الانتفاضة بنجاح. هو الأقوى في الأمن. واحد مننا. قائد جيش سابق ووزير دفاع سابق، ولديه خبرة عسكرية وأمنية».
وكما ركزت دعاية «نتنياهو» على التحريض ضدها، هاجمت رئيسة حزب الحركة، تسيفي ليفني، التي عادت مرة أخرى للساحة السياسية بعد اعتزالها مؤخرًصا، بنيامين نتنياهو (بيبي)، في دعايتها الانتخابية التي جاء فيها: «عدت لأطبق وأكمل ما بدأته. عدت كي أقول أن بإمكاني القيام بذلك، بيبي وعد كثيرا لكننا نشعر بسوء، ما يؤكد أنه يعد فقط ولا يفعل أي شيء».
وركز حزب «البيت اليهودي»، وهو حزب ديني قومي، دعايته على «روح المقاتل» و«قيم التوراة»، وجاء في دعاية الحزب الذي تشير استطلاعات الرأي إلى حصوله على 14 مقعد في الكنيست المقبل، رغم حصوله على ثلاثة فقط في الكنيست الحالي: «في دولتنا نصوت للقيم. بعد خطف جنودنا في لبنان تبين أن المشكلة ليست نقص عتاد أو سلاح، وإنما نقص في روح المقاتل، ليس عند الجنودـ، وإنما عند القادة. نحن من أجل إسرائيل، من أجل كل طفل متدين وغير متدين، يمين ويسار، يجب أن نأخذ عن آبائنا والشريعة اليهودية، وأن نطور القيم فقط. من يحب الشعب، يحب إسرائيل وتوراتها وجيشها وقيمها وتقاليدها».