25 فيلماً فقط قى 2012.. والمتهم الرئيسى «كابوس الأحداث»

كتب: أميرة عاطف الجمعة 04-01-2013 18:47

تراجع حجم إنتاج السينما المصرية فى العام الماضى ووصل مؤشر الإنتاج إلى أدنى مستويات بـ25 فيلماً فقط طبقاً للإعلان الرسمى لغرفة صناعة السينما وهو رقم هزيل لا يتناسب مع تاريخ السينما المصرية. التراجع لم يقتصر على الكم بل امتد إلى نوعية الأفلام المنتجة والتى غلب عليها الطابع الكوميدى والغنائى مثل «حصل خير» و«جيم أوفر» و«مهمة فى فيلم قديم» وأفلام البلطجية مثل «الألمانى» و«عبده موتة».. فهل تمارس السينما سياسة تغييب الجمهور بتقديم أعمال لا تتلاءم مع الأحداث السياسية الملتهبة التى يعيشها المصريون؟

المؤلفة مريم نعوم أكدت أن الوقت مازال مبكراً على كتابة فيلم روائى يتناول الأحداث السياسية الحالية، لأنها لابد أن تفهم ملابسات ما يدور حولها فى أى ظاهرة، لكى تطرح وجهة نظرها، موضحة أن الأفلام التسجيلية هى الأنسب للحظة الراهنة، لأنها تكون وليدة اللحظة، ولو حدثت اختلافات بمرور الزمن فإن ذلك لا يعيب الفيلم التسجيلى عكس الفيلم الروائى الذى يريد صناعه أن يحمل رسالة تصلح لكل وقت.

وقال المخرج عمرو سلامة: السينما فى الأساس صناعة، أهم جزء فيها الإنتاج، والمنتجون بعد الثورة يعملون بنسبة 5% من قوتهم، وأغلبهم اتجهوا للدراما التليفزيونية، كما أن هناك تخوفاً من وجود رقابة صارمة خاصة أن الرقابة على الأفلام الأجنبية أصبحت أكثر تشدداً.

وأضاف عمرو: «قدمت بعد الثورة فيلم (التحرير 2011) بهدف التوثيق، لأن الفيلم الروائى يحتاج لبناء وجهة نظر مكتملة عن الحدث الذى تتعرض له فى الواقع، وللأسف لم تكتمل لدينا أى رؤية لأى موضوع بعد الثورة، فالسينما رغم ما بها من خيال لكنه لابد من الحياد فى نقل الواقع.

وقال المنتج محمد العدل: ليس من الممكن تقديم فيلم روائى يعبر عن الفترة الحالية التى تمر بها مصر، لأن الفيلم الروائى يحتاج لوقت لكى نستوعب الأحداث والتفاصيل التى يمر بها المجتمع، إلى جانب أن الكتابة واختيار الشخصيات الملائمة للأدوار تأخد بعض الوقت، لكن الأفلام التسجيلية من الممكن أن تعبر عما نعيشه حاليا، ومع احترامى للأفلام التى تم تقديمها وقيل إنها تعبر عن الثورة إلا أننى أراها غير ناضجة بالشكل الكافى.

وأكد العدل أن السوق السينمائية مغلقة تماماً حالياً، وأن المنتجين الذين كانوا يجدون متنفساً فى الدراما التليفزيونية لم يحددوا موقفهم حتى الآن من تقديم أعمال تليفزيونية جديدة.

من جانبه قال المخرج سعد هنداوى: الفيلم التسجيلى موجود على الساحة الفنية بشكل مستمر، بل أكثر من الفيلم الروائى، ويمثل مصر فى المهرجانات الدولية بصفة دائمة، ولكن للأسف لا يوجد اهتمام به من الإعلام أو النقاد، فالاهتمام يوجه دائما للفيلم الروائى.

وأوضح أن الفيلم التسجيلى يحتاج إلى وقت ودراسة، مشيراً إلى أن هناك نوعاً من الأفلام التسجيلية يسمى الفيلم الإخبارى الذى يسجل الأحداث يوماً بيوم وهو ما تظهر أهميته فى تأريخه للأحداث بعد 50 سنة، ولذلك هناك فرق كبير بين الفيلم التسجيلى والتقارير الإخبارية. وأضاف هنداوى: الجمهور لديه تشبع مما يرى ويسمع فى برامج الـ«توك شو» والقنوات الإخبارية، لذلك يجب أن نقدم له شكلاً مختلفاً يوجد به مساحة من الإبداع والخيال لكى نقدم شكلاً يخرجه من كابوس الأحداث التى تلاحقه.