أكراد سوريا ينشرون خريطة مستقبلية لإقليم خاص بهم يفوق مساحة لبنان

كتب: بوابة الاخبار الإثنين 31-12-2012 09:11

رسم مركز دراسات يتخذ من مدينة بون الألمانية مقراً له، خريطة جغرافية لما سماه بـ«إقليم كردستان سوريا» في المنطقة التي يشكل الكرد غالبية سكان مدنها شمال سوريا. وتبدأ حدود الإقليم الكردي، حسب الخريطة التي أعدها مركز «ياسا» الكردي للدراسات والاستشارات القانونية، من قرية «عين ديوار» التابعة لمدينة «ديريك» في محافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا، وتمتد بمحاذاة الحدود التركية لتصل إلى أقصى الشمال الغربي عند لواء إسكندرون.

وتظهر الخريطة، التي نشرها موقع «العربية. نت»، مدن الشمال السوري الرئيسة، مثل «ديريك، رميلان، تربه سبيه، قامشلو، عمودا، الحسكة، سري كانيه، كوباني، عفرين»، ونسبة كل قومية فيها من كرد وعرب وآشوريين، حيث يختلط السكان في المدن الرئيسية بينما يعيشون بشكل منفصل في القرى. ولم تحدد الخريطة مساحة الإقليم ولا امتداده، تاركة ذلك للمرحلة الثانية التي تستوجب دراسات دقيقة غير ممكنة حالياً، بسبب الوضع الأمني، ولكن في كل الأحوال تبدو مساحة الإقليم أكبر من مساحة لبنان.

إلى ذلك، قال رئيس مركز «ياسا»، الحقوقي جيان بدرخان، في حديث لموقع «الكردية نيوز»، إن «الخريطة تتناقض مع التقسيم الإداري للدولة السورية، لكنها تتوافق مع الوجود الكردي الحالي في مناطق يقطنونها منذ قرون». ويبلغ عدد كرد سوريا، حسب «ياسا»، 3 ملايين أغلبهم يعيشون في مدن الشمال السوري، وتشاركهم أقليات عربية ومسيحية.

ويوضح «بدرخان» أن «أعداد العرب ضئيلة في المدن الكردية، وهم على عدة أنواع، فمنهم الموظفون وعائلاتهم الذين استقدمهم النظام من مدن الداخل، والعرب المغمورون»، إضافة إلى أبناء العشائر الذين عاشوا في المنطقة منذ عقود طويلة، وكذلك المسيحيون وهم من السكان الأصليين للإقليم الكردي».

وفيما إذا كانت الخريطة تعكس مشروعاً سياسياً كرديا مستقبليا، أجاب «بدرخان»، أن «الكرد يطالبون باللامركزية السياسية، وهذه الخريطة تمثل الإقليم الذي تخضع إدارته للكرد مع مشاركة المسيحيين والعرب الأصليين في ذلك والتركمان في بعض القرى التي يتواجدون فيها غرب الفرات».

وأضاف الحقوقي الكردي، جيان بدرخان، تعليقًا على تسمية خريطة بـ«إقليم كردستان سوريا»، أن «للكرد وجودا قوميا في سوريا لا يمكن إنكاره أو غض النظر عنه، لكن هذا لا يضر بالتعايش السلمي ضمن دولة سوريا، ولقد قرر الكرد السوريون ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم ضمن دولة سوريا، وهذا القرار يتم احترامه من قبل الكرد في أجزاء كردستان الأخرى ويلقى قبولا دوليا، كما أن المعارضة السورية متفقة أيضا مع الكرد في حق إدارة مناطقهم، لكن الخلاف هو على شكل هذه الإدارة».

كان الكرد السوريون قد حصلوا على حقهم في إقامة دولتهم في مناطق تواجدهم عبر اتفاقية «سيفر» بين الحلفاء والعثمانيين عام 1920، إلا أن توقيع اتفاقية جديدة عرفت بمعاهدة «لوزان» أطاحت بحلمهم القومي بعد أن تجاهل الحلفاء مطلبهم نزولا عند رغبة الأتراك وحصولهم على دول ناشئة من بينها سوريا والعراق.