الشباب يعلنون «التعبئة» لاستعادة شرعية الميدان

كتب: محسن سميكة الأحد 30-12-2012 20:50

«الإخوان لا عهد لهم، وبسبب أفعالهم وأكاذيبهم ومراوغتهم أصبحوا العدو الاستراتيجى لنا، ونحن قادرون على المعركة معهم ولكن بشكل سلمى مستخدمين الهتاف واللافتات فى مواجهة الميليشيات التى اعتمدوا عليها فى مواجهة المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية».. بتلك العبارة حدد عدد من شباب القوى الثورية مستقبل العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، وقالوا فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» نحن مدركون أن الجماعة تسير وفق مخطط الهيمنة والسيطرة على مقدرات الأمور فى البلاد وأن تزوير الاستفتاء على الدستور أظهر ذلك بشكل لا لبث فيه، لكن رغم ذلك فإن لدينا قدراً هائلاً من التفاؤل، خاصة بعد نتيجة الاستفتاء الذى أظهر تفوق غير الإسلاميين من خلال المقاطعة والتصويت بـ«لا» لأن حاصل جمع الرقمين يعكس ذلك التفوق، واتفقوا على أن المعركة ستبدأ من جديد مع جماعة الإخوان، والرئيس محمد مرسى، وأن موعد انطلاقها يتزامن مع إحياء الذكرى الثانية للثورة يوم 25 يناير المقبل، والذى سيكون شعاره إسقاط الدستور أولاً، وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية ودرجة استعدادهم لها، اعتبروا أن المشاركة فيها تكسبها شرعية وأنهم مازالوا يدرسون المشاركة فيها أو مقاطعتها.

قال شادى الغزالى حرب، عضو جبهة الإنقاذ: «هناك نوع من الإدراك أن الإخوان يسيرون وفق مخطط الهيمنة والسيطرة على البلد كله، واتضح ذلك من تزوير الاستفتاء الفج، ومن قبله محاصرة المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى فضلاً عن إرهاب الإسلاميين للإعلاميين، وهذا يرسم خطاً واضحاً لخطتهم وسعيهم للهيمنة على مقدرات الأمور، وكل ذلك متوقع أن يزداد فى الفترة المقبلة تحت مسمى التطهير وإعادة الهيكلة، وأن تتكرر مذبحة القضاء مع الإعلاميين، ووزارة الداخلية، وأخشى أن يصل السيناريو إلى القوات المسلحة.

وأضاف حرب: «الإخوان أصبحوا العدو الأول والاستراتيجى لنا، وقررنا خوض المعركة ضدهم لإسقاط الدستور الباطل ولعل أهم أهداف تظاهرات 25 يناير المقبل هو تحقيق ذلك المطلب، ولم يعد هناك مجال للحوار مع جماعة الإخوان بعد أن رأى الجميع حيلهم وألاعيبهم بل وكذبهم»، وأضاف: أنا شخصياً من الذين وقفوا بجانب الجماعة ومساندة الرئيس مرسى فى اجتماع «فيرمونت» الشهير، وبعدها اكتشفت أنه لا جدوى من الحوار مع الجماعة لأنه لا عهد لها، ولذلك فإن شباب الثورة مستمرون فى مواجهة الجماعة والنضال ضدها بشتى الوسائل السلمية.

ويرى مصطفى شوقى، أمين مساعد التنظيم بالتيار الشعبى، أنه برغم المشهد الحالى السيئ لكن شباب الثورة يمتلكون جرعة عالية من التفاؤل على مستقبل الثورة، مشيراً إلى أن أعداد الناخبين فى الاستفتاء، والتى تحدد حجم المقاطعين له، ومن قبلهم الرافضون تؤكد أن أنصار تيار الإسلام السياسى وفى مقدمته جماعة الإخوان المسلمين ليسوا أغلبية، لافتا إلى أن الجماعة وبعد 80 سنة من تاريخها وسعيها للسلطة خسرت عدداً كبيراً من مؤيديها الذين كانوا يتعاطفون معها.وأضاف شوقى: «من ينظر إلى نتيجة استفتاء 19 مارس 2011 والاستفتاء الأخير يكتشف أن شعبية الإخوان وقدرتهم على الحشد تتآكل، مقابل قدرة القوى المدنية التى اكتسبتها عقب الإعلان غير الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى فى حشد الملايين بالقاهرة والمحافظات، موضحاً أن سلاح الردع الذى تعتمد عليه جماعة الإخوان انتهى مع بدايته، لافتا إلى فضح مليشيات الإخوان فى فض اعتصام قصر الاتحادية فى الداخل والخارج، ومن ثم فإن الجماعة ستفكر ألف مرة قبل تكرار تلك الموقعة».

واشار شوقى إلى أن استخدام المنابر فى حشد المواطنين لم يلق قبولاً، خاصة بعد حالة الاعتراض التى أصبحت تحدث من بعض المصلين داخل المساجد وآخرها واقعة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، موضحاً أن جماعة الإخوان كانت فى لحظة من اللحظات سياسية والآن أصبحت جماعة سلطة، وليس من حقها استخدام مؤسسات الدولة فى الترويج لسياساتها مثلما كان يفعل النظام السابق، لافتاً إلى أن مشاركة شباب الثورة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة تخضع للمناقشات حالياً، خاصة أن المشاركة فى تلك الانتخابات تكسبها شرعية وتكسب الدستور الذى يرفضه الشباب بشكل خاص وعدد كبير من المصريين بشكل عام، اعترافاً به مؤكداً أن هؤلاء الشباب هم الصانع الحقيقى للأحداث وما يتعلق بالشارع والسيطرة عليه، وأنهم أثبتوا أن دمهم أمر بسيط فى الدفاع عن الثورة وعن مستقبلها.

وقال عبدالرحمن فارس، عضو حزب التيار المصرى، إن الوضع العام مضطرب بسبب سياسات جماعة الإخوان المسلمين، لأنهم يحكمون ولا يمتلكون حلولاً لمشكلات مزمنه ومتراكمة قالوا إنهم سيقضون عليها أثناء الحملة الانتخابية للرئيس من خلال ما أطلقوا عليه مشروع النهضة، مشيراً إلى أن رهان الجماعة بشكل خاص والقوى الإسلامية بشكل عام على تحالف الإسلاميين فى الانتخابات فاشل، وسيؤدى بمصر إلى طريق مسدود، خاصة مع التراجع الملحوظ فى شعبيتهم. وقال طارق الخولى، رئيس حزب 6 إبريل (تحت التأسيس)، إنه لا يصح الا الصحيح وهذا الصحيح يؤكد أن الثورة قامت لتحقيق أشياء ولفظ أشياء، الأولى خاصة بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ولم يتحقق منها شيىء فالحرية محاصرة خارج مدينة الإنتاج الإعلامى والعدالة غائبة فى ظل غياب دولة القانون والكرامة الإنسانية تنتهك على يد ميليشيات الإخوان، أما الثانية والمتعلقة بالأشياء التى لفظها المصريون وأسقطوا بسببها نظام الرئيس السابق حسنى مبارك فما زالت مستمرة فى ديكتاتورية مرسى ومحاولة هيمنة الإخوان على مقدرات الأمور، وزواج المال بالسلطة، وهذا ما يفعله غالبية أعضاء مكتب الإرشاد.

وقال عصام الشريف، منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى، إن نهاية جماعة الإخوان اقتربت بقدر خسارتهم الشارع، وفقد التنظيم الذى عاش لمدة 80 عاماً، مشيراً إلى أن الجماعة التى لا تمتلك رؤية واضحة للأمور وتتعامل على أنها فصيل معارض، وليس جماعة حكم لا تستطيع أن تقدم شيئاً بسبب وهم نظريات المؤامرة للقضاء على غير المنتمين للتيار الإسلامى بحجة التطهير من الفلول، وأصبح شعارهم من ليس معنا بالطبع ضدنا، مشيراً إلى أن ثورة التصحيح اقترب موعدها وأن 25 يناير المقبل سيكون له قول الفصل تجاه سياسات الجماعة.