دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، السبت، إلى إقرار أسلوب جديد لحل الصراع «الفلسطيني- الإسرائيلي» وعدم الاكتفاء بإدارته كما يجري منذ سنوات.
وقال «العربي»، في مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله، إنه «لا يمكن الاستمرار في الترتيبات والأسلوب المتبع منذ 20 عامًا لحل القضية الفلسطينية»، وأضاف أن «هذا أسلوب يضيع الوقت ويحقق فقط مطالب وأهداف إسرائيل التوسعية».
وذكر «العربي» أن الهدف الرئيسي لزيارته رام الله برفقة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، هو تقديم التهنئة إلى عباس على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بترقية مكانة فلسطين إلى صفة دولة مراقب غير عضو في 29 من نوفمبر الماضي.
وقال: «بحثنا مع الرئيس عباس الخطوات المحددة التي ستلجأ إليها فلسطين بتأييد تام وكامل من الدول العربية وبالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي والدول الكبرى لتغيير المعادلة بعد قرار الأمم المتحدة».
وذكر في هذا الصدد أن مشاورات سياسية ستُجرى مع مجلس الأمن الدولي والدول المؤثرة التي يمكن أن تساعد وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الزيارة بعد شهر على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بترقية مكانة فلسطين إلى صفة «دولة مراقب غير عضو» بتأييد 138 دولة وامتناع 41 دولة عن التصويت ورفض 9 دول، بينها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
من جهة أخرى، قال «العربي» إن تعهدات الدول العربية بتوفير شبكة أمان مالية للسلطة الفلسطينية بقيمة 100 مليون دولار شهريًا «لم يتحقق منها شيء حتى الآن».
وذكر أنه اتفق مع عباس على خطوات عملية ومحددة لمطالبة الدول العربية بالوفاء بتعهداتها «حيث سيتم التحرك خلال الأيام المقبلة وسنرى النتيجة»، وحذر الأمين العام من أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على أداء مهامها في ظل أزمتها المالية.
وتعهدت الدول العربية في قمة بغداد في مارس الماضي بتقديم 100 مليون دولار شهريًا لخزانة السلطة الفلسطينية التي تواجه عجزًا ماليًا بأكثر من مليار دولار، بسبب نقص المساعدات الخارجية وحجز إسرائيل لأموال عائدات الضرائب.
ومن جهته، أعلن وزير الخارجية المصري أنه نقل دعوة من الرئيس المصري محمد مرسي إلى عباس لزيارة القاهرة في أسرع وقت ممكن، «حيث اتفقنا على إتمام الزيارة قريبًا بعد انتهاء التزامات الرئيس عباس فيما يتعلق بأعياد الميلاد».
وجدد «عمرو» إصرار بلاده على إنجاز المصالحة الفلسطينية قائلاً «فنحن نؤمن ونعتقد والعرب جميعًا أنه من دون المصالحة سيظل شيء ناقص في المعادلة والمسيرة نحو الوصول إلى تسوية تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
وأوضح أن زيارة عباس المقبلة للقاهرة «ستمثل إعلانًا لانطلاق عملية المصالحة الفلسطينية التي نرجو أن تتوج بالنجاح في القريب العاجل».
وتحدث خلال المؤتمر وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، الذي وصف زيارة «العربي» ووزير الخارجية المصري بالتضامنية المهمة مع الشعب الفلسطيني.
وحث «المالكي» على دعم سياسي ومالي عربي للشعب الفلسطيني، في ظل ما يواجه من خطط استيطانية غير مسبوقة لمصادرة الأراضي الفلسطينية وتقسيمها.
وعقب المؤتمر الصحفي، بدأ «العربي» و«عمرو» اجتماعًا مع رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، الذي سيرافقهما في جولة ميدانية في قرى رام الله القريبة من جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل في عمق الضفة الغربية.
كانت الجامعة العربية أعلنت عن مقترح تم الاتفاق عليه بين العربي والرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب في رام الله نهاية الشهر الجاري.
يشار إلى أن وفدًا وزاريًا عربيًا برئاسة نبيل العربي قد زار قطاع غزة مؤخرًا للتضامن مع شعبها عقب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، ردًا على الهجمات الصاروخية من جانب فلسطينيين.