قال نادر بكار، عضو الهيئة العليا لحزب النور، المتحدث باسم الحزب، إن قواعد الحزب ثابتة، ونسبة عدد المستقيلين لا تزيد على 2٪ من الأعضاء، مشيراً إلى أن قوة الحزب ستزيد خلال المرحلة المقبلة وسيشهد انطلاقة قوية.. ونفى «بكار» فى حواره مع «المصرى اليوم» وجود انقسامات داخل الدعوة السلفية أو تأييد أحد من أعضاء الدعوة لحزب الوطن، الذى يؤسسه الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب النور السابق. وأشار إلى أن الموافقة على الدستور لا تعد انتصاراً للإسلاميين، متوقعاً استمرار الانقسام السياسى، بسبب أخطاء رئاسة الجمهورية التى فشلت فى احتواء المعارضة مبكراً، مضيفاً أن جبهة الإنقاذ الوطنى أخطأت بإصرارها على رفض دعوة الرئيس للحوار 3 مرات، مطالباً الجميع بوضع المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية، وإلى نص الحوار:
■ البعض يعتبر تأسيس حزب الوطن ضربة قاضية لحزب النور؟
- هذا غير صحيح على الإطلاق، ولن يؤثر تأسيس حزب الوطن على قوة حزبنا فى الشارع.
■ لكن عدداً كبيراً من قيادات حزبكم، على رأسها الدكتور «عبدالغفور»، انضمت لحزب الوطن.
- الدكتور «عبدالغفور» لم يقدم استقالته حتى الآن من رئاسة حزب النور وإذا حدث ذلك فهذا شأنه، لكن حزبنا سوف يستمر بقوة، ونسبة أعضاء «النور» الذين انضموا لـ«الوطن» لا تتجاوز 2٪ من الأعضاء، وكل قيادات الحزب فى المحافظات ثابتة ولم يحدث أى تغيير فى الأمانات بالمحافظات، كما سيشهد الحزب انطلاقة قوية، خلال المرحلة المقبلة، لأن هناك عدداً من الأعضاء حاولوا تعطيل مسيرته لكنهم تركوه مؤخراً.
■ هل يمكن أن يتحالف «النور» مع «الوطن» فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- هذا أمر سابق لأوانه.
■ ترددت أنباء عن وجود انقسام فى الدعوة السلفية بسبب تأييد عدد من أعضائها مثل محمد إسماعيل المقدم لحزب الوطن؟
- هذا غير صحيح، لا توجد انقسامات فى الدعوة، ولا يوجد أحد من أعضائها بمن فيهم «المقدم» نفسه يؤيد حزب الوطن على حساب «النور».
■ بعد الموافقة على الدستور، هل تعتبر هذا فوزاً للتيار الإسلامى؟
- أرى أن الشعب قال كلمته بـ«نعم» بنسبة كبيرة، ليس فقط لأنه يريد الاستقرار، ولكن ساعدته على ذلك أن حملات التشكيك والتشويه ضد الدستور أتت بنتيجة عكسية، جعلت الكثيرين على اقتناع تام بأن هناك تعمداً للكذب والتضليل بشأن كثير من مواد الدستور، وظهر جلياً لمن راجع الدستور أن هذه الحملات غير صحيحة.. وأحذر الإسلاميين من أن يعتبروا النتيجة نصراً لهم، بل هى ضوء أخضر من الشعب لبداية مرحلة البناء.
■ هل توقعتم كتيار إسلامى استكمال مراحل الاستفتاء حتى النهاية؟
- للأسف، كان هناك من يريد عرقلة الاستفتاء بافتعال المشاكل والأزمات فى الشارع، مثل مشكلة محاصرة أحمد المحلاوى، إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، وإحراق حزب الوفد وأزمة النائب العام، والجو كان مقلقاً للغاية، لكن كانت لدينا طوال الوقت ثقة كبيرة فى استكمال الاستفتاء.
■ لماذا أصر التيار الإسلامى على تمرير الدستور رغم وجود اعتراضات كثيرة عليه من جانب جبهة الإنقاذ الوطنى والتيار المدنى؟
- الجبهة كانت معترضة على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، لكنه اعتراض ليس فى محله، لأننا جلسنا قبل تشكيل الجمعية مع كل الأطراف واتفقنا على 150 عضواً أساسياً واحتياطياً بأسمائهم، ووافق على هذا الأزهر والكنيسة والتيار الليبرالى وأطياف المعارضة، وتم الاتفاق على 50٪ للتيار الإسلامى، و50٪ للمعارضة، وكان هذا اتفاق «جنتلمان» بين جميع الأطراف، ولكن فى هذا الوقت انسحبت بعض أحزاب المعارضة عندما تأكدت أن الحكم بحل مجلس الشعب بات وشيكاً، كما صرح من قبل الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد.
كما أنه قبل انسحاب أى عضو من الجمعية، توصلنا لاتفاق نهائى حول بعض المواد الخلافية، وكتبت فى ورقة ووقع عليها أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، ووحيد عبدالمجيد، الذى كان متحدثاً باسم الجمعية، ومستشار شيخ الأزهر، و2 من ممثلى الكنائس، والتيار السلفى، وجماعة الإخوان، وآخرون، وتم الاتفاق على 219 مادة من إجمالى 236 مادة، ولم يتبق سوى 17 مادة فقط، التى يردد قيادات الجبهة أنه تم إعدادها فى غياب المنسحبين.
■ هل تعتقد أن الانقسام الذى يشهده الشارع السياسى سوف ينتهى بإقرار الدستور؟
- لا أعتقد، والانقسام سوف يستمر ولكن بصورة أقل مما هو عليه فى الوقت الحالى، وعلى كل الأطراف أن تراجع نفسها مرة أخرى، وتلتقى على مساحة مشتركة دون أى حسابات للانتماءات السياسية، ولكن يجب أن نتفق فى النهاية على مسار ديمقراطى لا نحيد عنه طوال الفترة المقبلة إذا كنا نريد استقراراً.
■ لكن البعض يرى أن الفجوة بين مؤسسة الرئاسة والمعارضة كبيرة ولا يمكن أن يحدث اتفاق فى الوقت القريب؟
- لابد أن نعترف بأننا أمام مرحلة وقع فيها الجميع فى أخطاء، لكن أخطاء المعارضة أكثر بكثير جداً من التى يمكن أن نقول إن مؤسسة الرئاسة أو حزب الحرية والعدالة، التابع للإخوان، وقع فيها، والمعارضة تصر على أن تضع مصلحتها الشخصية فوق مصلحة الوطن، وأنا مستغرب جداً أن ترفض المعارضة الدعوة للحوار 3 مرات، ولا يمكن أن نتحدث عن وطن يسع الجميع طالما أننا نرفض الحوار ونرفض فكرة التفاوض.
■ كيف تفسر رفض جبهة الإنقاذ الحوار مع رئاسة الجمهورية؟
- هذه ليست معارضة رشيدة، ويفترض أن تقبل الحوار لإنقاذ الوطن، إنما فكرة الاستعلاء على الحوار مقلقة للغاية.
■ هل ترى أن هناك من يسعى لاستمرار حالة الانقسام والتخبط السياسى، وما الهدف من ذلك؟
- بالتأكيد هناك من يحاول ذلك، والهدف استمرار حالة الفوضى والسيولة السياسية والحرب ضد الإسلاميين، وأريد أن أقول إنه لا مشكلة فى الانتقاد أو الاعتراض على السياسات، فنحن نعترض على السياسات والقرارات الصادرة عن الرئاسة وحزب الحرية والعدالة والإخوان، عندما تكون فى غير محلها، لكن الخوف أن تتحول المعركة السياسية إلى معركة إقصاء، وهذا مرفوض من أى طرف.
■ البعض يقول إن هيبة الدولة دخلت مرحلة «الخطر» فى عهد الرئيس محمد مرسى، فما تعليقك؟
- هيبة الدولة مسؤولية مشتركة بين النظام والمعارضة، التى ينبغى أن تكون رشيدة وتفهم معنى آليات الديمقراطية، فلا نسمع تصريحات غير مسؤولة مثل: «سقطت شرعية الرئيس، ومحاصرة الاتحادية»، وسبق أن طرحت سؤالاً على محرر جريدة الـ«نيوزويك» الأمريكية: «ماذا لو كان العكس.. إذا كان الرئيس من خارج التيار الإسلامى مثل الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، أو عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، وقالت المعارضة الإسلامية إن الرئيس سقطت شرعيته؟» كان العالم سيعتبر الإسلاميين انقلابيين وإرهابيين، ولن يقول على هذه الممارسات إنها ديمقراطية، لذا على مؤسسة الرئاسة توسيع دائرة الاستشارة قبل اتخاذ القرارات كى لا تهتز هيبة الدولة بالتراجع عن هذه القرارات.
■ هل يتدخل مكتب إرشاد جماعة الإخوان فى صناعة القرار؟
- أقول إنه ينبغى أن توسع مؤسسة الرئاسة دائرة الاستشارة بعيداً عن الدوائر التقليدية، و«مرسى رئيس كويس جداً»، لكن المشكلة ليست فيه، قصر الرئاسة كبير، والبلد كبير، وأرى أن الرئيس يريد أن يلعب دوراً مستقلاً يمارس فيه سلطاته كرئيس لكل المصريين، وينبغى أن تتم مساعدته فى ذلك.
■ ما تقييمك لتجربة التيار الإسلامى فى الحكم؟
- حتى هذه اللحظة لم تترك له الفرصة التى تركت لأى حزب آخر فى السلطة ليقدم ما عنده، وحزب النور يأمل فى عمل مشروعات قومية ضخمة تستوعب كثيراً من العمالة، ولو تحقق ذلك ستلتف الناس حول التيار الإسلامى، لكن، للأسف، نعيش مرحلة ضبابية وسيولة سياسية.
■ البعض يقول إن الإخوان يستغلون كثرة عدد السلفيين فى مواجهتهم مع الليبراليين؟
- أرفض وصف أن الإخوان يستغلون السلفيين، وحزب النور يضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات، ويعارض الحرية والعدالة عندما تكون المعارضة موضوعية.. أذكر يوم اختيار الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح كمرشح للسلفيين فى انتخابات الرئاسة، كما رفضنا سحب الثقة من حكومة الدكتور كمال الجنزورى، وموقفنا هو الصحيح فى النهاية.