صحف أجنبية: الجيش لايزال داخل قاعات السلطة.. ودعمه لـ«الإخوان» محفوف بالمخاطر

كتب: بسنت زين الدين الجمعة 21-12-2012 18:01

 

ركزت بعض الصحف الأجنبية، الصادرة الجمعة على تحليل المشهد السياسى فى مصر مع الاستعداد لإجراء المرحلة الثانية للاستفتاء على الدستور، السبت،  وحذرت صحف بريطانية، جماعة الإخوان المسلمين، من الاعتقاد بأن «تأييد الدستور» قد يعطى لهم «تفويضا» بتحويل مصر إلى «ولاية إسلامية»، ورأت صحف أمريكية أن استراتيجية «دعم الجيش للإخوان» أصبحت «محفوفة بالمخاطر».

 

و نشرت مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية، تقريرا مطولا بعنوان: «لماذا يدعم الجنرالات مرسي؟»، وقالت إن «خدعة الجيش بعدم تأييد أى من أطراف الخلاف خلال الاحتجاجات الأخيرة كانت خطوة ذكية»، مضيفة أن «جسد الجيش لايزال داخل قاعات السلطة».

 

ورأت المجلة أن الجنرالات يؤيدون الرئيس المنتخب محمد مرسى «من وراء الكواليس للحفاظ على مصالحهم الخاصة»، قائلة إن جزءاً من ذلك الدعم يرجع إلى اعتقاد الجنرالات بأن مرسى وجماعته سيستمرون فى الفوز بالانتخابات، وأضافت: «رغم كل شىء، فإن جماعة الإخوان المسلمين هى القوى الأفضل تنظيما من بين الأحزاب السياسية الأخرى فى مصر».

 

واعتبرت المجلة أن جماعة الإخوان المسلمين على عكس القوى الثورية، فقد أظهرت قدرتها على التفاوض أو التوصل إلى تسوية مع الجنرالات، قائلة: «من المنطقى أن يراهن قادة الجيش على شخص لديه شرعية انتخابية». وأضافت: «فى مقابل دعم القوات المسلحة، استجابت جماعة الإخوان لبعض مطالبهم الأساسية، مثل: إلغاء الرقابة البرلمانية على الميزانية العسكرية، وإنشاء مجلس الدفاع الوطنى مع الجنرالات، والقدرة على محاكمة المدنيين فى محاكم عسكرية.. وكل ذلك منصوص عليه بشكل مباشر فى مسودة الدستور، وهو ما جعل الجيش يحصل على ما يريد، رغم أنه يبدو على هامش الحياة السياسية فى مصر».

 

ورأت المجلة أن استراتيجية الجيش فى دعم مرسى والجماعة لاتزال تعمل فى الوقت الراهن، لكنها «محفوفة بالمخاطر»، قائلة إنه كلما استمرت الجماعة فى حكم البلاد بشكل ضعيف، بدعم من الجيش، كان الأمر لصالح الثوار تدريجيا. وأضافت أن الجيش قد يضطر للتفاوض مستقبلا مع القوى الثورية، وهو ما قد يؤدى إلى تغييرات خارج سيطرته.

 

فى الوقت نفسه، قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، إن نتائج الاستفتاء من شأنها «إشعال التوتر» بين الإخوان والمعارضة الليبرالية، مضيفة أن المواجهة، من خلال الاحتجاجات والإضرابات والاشتباكات بين أنصار المعارضة والشرطة، جعلت الحكم أكثر صعوبة.

 

وتوقعت أن تكون نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة «دراماتيكية» مع جرأة المعارضة الليبرالية التى توحدت الآن، وربما يكون ذلك تمهيدا لوجودها على الطريق الصحيح للفوز بنسبة كبيرة من المقاعد.

 

وفى الصحف البريطانية، نشرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية تقريرين عن الأزمة الدستورية الحالية، وتوقعت أن تأتى نتيجة المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور مشابهة لما جاءت فى المرحلة الأولى بتقدم نسبة تأييد الدستور، وقالت إن مرسى وجماعة الإخوان قد يستنتجون من النتائج أن الشعب منحهم «وصاية أو تفويضا» لتوجيه مصر لتكون «ولاية إسلامية».

 

وحذرت المجلة من التفكير فى ذلك، قائلة إنه يهدد مصر بالانزلاق نحو مرحلة عدم الاستقرار، التى قد تضر الإسلاميين أنفسهم قبل أى شخص آخر. ونصحت المجلة أطراف المعارضة فى مصر بالاعتماد على مبدأ «التفاوض» أكثر من الدعوة للمظاهرات فى الشوارع.

 

ورأت المجلة أن أطراف القوى الخارجية قامت بالفعل الصحيح عندما ابتعدت عن المشهد السياسى المصرى، لكنها أضافت أن وجود «دستور مكتوب لا رجعة فيه» يجبرهم على التعبير عن قلقهم بشأن الاتجاه الذى يسلكه مرسى، مشيرة إلى أن ألمانيا قامت بالأمر الصحيح عندما أجلت حزمة من المساعدات إلى حين اجتياز مصر «اختبار الديمقراطية»، داعية الولايات المتحدة إلى القيام بالأمر نفسه فيما يتعلق بالمعونة السنوية.

 

ورأت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن المعارضة فى مصر لاتزال «ضعيفة ومنقسمة» مما يجعلها غير قادرة على تشكيل «تهديد فورى»، مشيرة إلى أن ذلك الوضع غير المستقر يُخيف المستثمرين والسياح على حد سواء، مما يزيد الحاجة إلى حل المشاكل الاقتصادية بمصر. وقالت إن تجدد محاولات «مرسى» لتمرير دستور جديد دون دعم الليبراليين والأقباط واليساريين بجانب تقويض السلطة القضائية، أدى إلى اشتعال الاحتجاجات من جديد وعودة الدبابات إلى الشوارع مرة أخرى.