البِشارة الأخيرة للشيخ «عماد عفت».. (ملف خاص)

كتب: محمد المصري الأحد 16-12-2012 22:26

يُرْوَى، ضمن ما جاء في سيرة الثورة، أن الشيخ عماد عفت قد وقف بالميدان ذات ليلة في اعتصام يناير البعيد، استنشق الهواء بملء رئتيه، وقال –مبتسمًا- لقريب إن «هواء التحرير في تلك اللحظة أطيب من هواء الكَعبة»، ثم نظر حوله، وأضاف بصوت خفيض، كمن يبيح سرًّا، «يا فلان، إنها الجنة وربّ النضر، إني لأجد ريحها من دون أحد».


لاحقاً، صار تَلامذة الشيخ ومُريدوه ينقلون الحكاية فيما بينهم، ويختمونها بنفسٍ مُطمئنة، عن أن ذلك هو وعد الله بالبِشْر للمؤمنِين.


البِشْر بالحُسْن: طالِب العِلم الذي أصبح وليًّا




للشّهادَةِ أهلها، والشَّهيد لا يَصِير شَهيداً عند صعود روحه، بل يَصطفي الله أفضل من فينا، أَجَلَّهم وأطهرهم وأتقاهم وأحسَنَهُم، ويُوْدِع الشهادة في قلبه منذ اليوم الأول في حياته.


«حِلْمَى رُشدي»، الطالبة الإندونيسية التي جاءت إلى القاهرة طلباً للعلم، لا تعرف الكثير عن حياة الشيخ قبل أن تأتي إلى مصر وتراه، ولكنها رأت الكثير بعد أن عرفته، لا تَعرف عن ساعات طَلب العلم الطويلة التي قضاها جالساً في صَحنِ الأزهر.. ولكنها رأت أن الصَّحن نفسه الذي يمتد فقط لبضعِ مترات كان الشيخ يَمُرّه في ساعةٍ كاملة، لسلامٍ من عابر وطمأنة عن الأحوال وطَلب للمعرفة من كل شخص فيه، ورغم مشاغل حياته وساعات يومه الضيقة على ما فيها.. فإنه لم يَرُد سائلاً أبداً.


لم تَرَ «حِلْمَى» الشيخ عماد وهو يجلس بجانِب قَدم الشيوخ والعلماء، إجلالاً وتقديراً، أثناء دروس العِلم والشريعة التي داوم عليها لعقودٍ من حياته، ولكنها رأته وهو يرفض الجلوس على الأريكة المُخصّصَة له بعد أن أصبح هو مصدر العلم والمعرفة، وبدلاً من ذلك يَطلب من البنات اللاتي تحضرن الدرس الجلوس عليها، «رفقاً بهن ومَحَبةً لَهُن».


و«حِلْمَى» -قطعاً- لم تَعرف الشيخ في سِني حياته الأولى، ولم تتنقل معه بين أربع كليَّات في 15 عاماً طَلباً لعلومِ اللغة والشريعة والفقه والتفسير، ولكنها كانت تشعر بريحِ العلماءِ في نَفسه عند كل مرة تجلس في حضرته، كي تستمع لدروسه، أو تستشيره في رسالة «الماجستير» التي تُحضَّرها.


«حِلمَى» لم تَرَ أو تَعِش مع الشيخ الكثير، ولكن الصورة الأولى التي تتذكره بها كافيَة لتبقي محبَّته في قلبها أبدَ الدَّهر: كانت تطأ إلى مسجد السلطان حسن للمرة الأولى عقب صلاة إحدى الجُمَع قبل عدة سنوات، من بعيد كان جَسد الشيخ الصغير جالساً في خشوع، وعامِل المسجد يَطْوِي من حوله السجاجيد، حتى لم تبقَ إلا السجادة الرفيعة التي يجلس عليها، الريح كانت تلفّ التراب حول جسده، بينما بقى ثابتاً كأنَّه في عالمٍ آخر، اقتربت منه ورأته مُغمضاً، يُذَكّر ويُرَتّل بصوت خفيض، ظلت تتابعه حتى انتبه، ونَظَر إليها بوجهٍ بَشوش، عَرَّفته بنفسها وبقت بجوارِه أبداً.. حتى انتهى.


و«حِلْمَى» تُدرك بعد وقت طويل أن ما من شيءٍ كان ليتحقق لو لم يكن الشيخ «عماد» بالجوار، راعياً قبل أن يكون أستاذاً، تُعَرّفه بأنه «خير من عرفتهم»، وكل من عرفه يُعَرّفه بذلك، «إن لم يَكُن ولياً.. فما على الأرضِ وَلِيّ».


البشر بالحق: الوليّ الذي أمسى شهيداً




الله يُوْدِع الشهادة في قلوبِ الناس، ولشدَّة الرحمة فإنه يَنتظر حتى يطلبوها، والشيخ «عماد عِفّت» كان يَطْلُب شهادته لعشرين عاماً، في كُلّ مَوضع وكُلّ صلاة.


السيدة «نشوى عبد التواب»، زوجة الشيخ «عماد»، لا تذكر يقيناً ما إذا كان قد تواجد في ميدان التحرير يوم 25 يناير أو لا، ولكنها تذكر جيداً –وأكثر من أي شيء- جَسده الذي عاد ممتلئاً بالخراطيش والرصاص المَطَّاطي في نهايةِ يوم 28.


الأمور سارت على نحو غريب، «إبراهيم».. الابن الأصغر والأخير للشيخ «عماد» وُلِدَ في الخامس من يناير، وقرر الزوجان أن تكون عَقيقته في الخامس والعشرين، قبل أن تؤجَّل بشكلٍ قَدري لتصبح في الثامن والعشرين.


والشيخ «عماد» لم يحضر عقيقة ولده إبراهيم، رأى الجهاد بعينيه واتبعه، يقود مسيرة انتظرها طوال عمره بين أهم مكانين في سيرته، جامع الأزهر وميدان التحرير، ويعود في الثانية صباحاً إلى البيت، يمسك بابنه ذي الأيام القليلة بين ذراعه، وينظر إلى عينيه مُعتذرًا، ويخبره بأنها «وقفة يا إبراهيم تُرضي الله تعالى وتُرضي رَسُوله».


السيدة نشوى لم ترَ الشيخ طوال الأيام اللاحقة إلا لسويعاتٍ قليلة، يَبقى بـ«ميدانِ الحق» -كما أسماه- بعد أن ينتهي من عمله في الأزهر، ويخبرها أن «التواجد في التحرير الآن والاعتصام به أكبر عند الله من قيامِ الليال وصوم الدَّهر».


ولَم يَكتفِ الشيخ بـ«قولِ الحق عند السلطان الجائر»، بل امتد بقولِه إلى صُحبته، و«هو أمر أصعب على النفسِ أحياناً» كما قال، يُرسِل خطاباً إلى شَيخه ومُعلمه «علي جمعة» يَطلب منه التواجد في الميدان والانحياز للحقّ البيّن، ويُخبر زملاءه في الأزهر بأن علمهم ودينهم سيكون دَيْناً في رقبتهم يوم القيامة إن عَرفوا الحق بداخلهم ولم ينصروه.


ولم يندهش «إبراهيم الهضيبي»، تلميذ الشيخ عماد، من كل هذا، بقدر ما شَعر بالفخر لأن تصرُّفات شَيخه كانت متسقة مع كل ما عَلَّمه وأفهمه طوال سنوات.


ورغم ذلك، فإن الدهشة قد ظهرت في نفسِ إبراهيم يوم موقعة الجمل، لأن الشيخ لَم يكتفِ بنصرة الحق بالقولِ والعمل، أو مواجهة الداخلية والبَطش قبل أيام، ولكنه الآن وهُنا.. يَشُد المتاريس لصُنع سواتِر عند مداخل الميدان، الشيخ الذي خَلَعَ جلبابه وعِمامته كي يتواجد وسط الناس بصفته الشخصية.. كان مِثلهم، يُكسّر الطوب، ويَدُق على المَعْدَن، يقف بصدره في الصفوف الأولى ليَرُدّ القوم المعتدين، ويُدافع عن الميدان «كأنَّه الوطن، كأنَّه بَيت الله» مثلما قال.


لاحقاً، وطوال شهور، كان الشيخ يسير بجانب إبراهيم ويحمل إبراهيم الآخر على ذراعه في كل جمعة من الجمع الثورية بالميدان، «يهتف مع الناس بكلماتِ الحق»، و«يَحْمَد الله على نعمة الثورة» كما وصف.


حتى حين وصلت تلك الثورة لمرحلتها الأكثر ضبابية، وبدأت الفتنة مع حوادث متتالية انتهت بمذبحة ماسبيرو، وتهييج الكثير من الشيوخ للمشاعر الطائفية المحتقنة عند الناس، كان «الله يُبَشّرنا بكلمةٍ منه على لسانِ عماد عفت» كما علق أحد القراء على بيانه، ذلك الذي هاجَمَ فيه الشيخ الجميع «لأجلِ الحق»، يضع قواعد المعركة القادمة واضحة مع «مجلس عسكري يجب زواله»، ويعيب اتخاذ المنابر «بجهاد زائف» على حساب «دماء مواطنين وأرواح مصريين»، يعتبر «النداء السحري التوافقي: الشعب يريد إسقاط النظام» أبقى كثيراً من تحزُّب طائفي وراء «يا للمسلمين ويا للنصاري»، قبل أن يَحمل الشيخ رُوح الدين والثورة وهو يُذكّر غَفَلة النَّاس بأن «هؤلاء المتأقبطين كانوا في الميادين طوال الثورة يتحملون الرصاص والغاز والفلول والخيول والجمال وحملات التخوين وإعلام النظام البائد على حين كان كثير من أصحاب حملات التخوين يتابعون أخبار الثورة من على الكنبة عندما يبقى له وقت  فراغ»، ويُعيد بأن الدَّرس الوحيد الذي ينبغي تَعَلُّمه هو {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}.


وحين جاءت أحداث «محمد محمود»، أكمل الشيخ –كعادته- جهاد القول بجهادِ العمل، ونصرة الحق بالقلبِ واللسان إلى نصرته باليد والساعِد، «ليرد البلاء عن القومِ المؤمنين»، يُخاطب الإخوان «الذين ما نزلوا لنصرة الثوار واستنكار مجازر المجلس الأعلى» بأن «أشخاصاً من عموم الناس الذين ليس لهم انتماءات حزبية ولا فكرية نزلوا لنصرة المظلومين بدافع ديني أو بدافع أخلاقي أو بدافع إنساني، وباتوا يحرسون ميادين التحرير، وأنتم بتم مقيدين بمواقف قادة الجماعة واستجبتم لها حتى قبل أن يصدر بيان منهم يبرر قعودهم، وهذه هي الطاعة المذمومة التي ما أنزل الله بها من سلطان: طاعة لمجهول في غير مشروع، ظلمات بعضها فوق بعض»، قبل أن يُذكر نفسه ومن حوله في صلواتِ ما بين الاشتباكات بالخير الذي يقدمونه لأنفسهم وينبغي أن يَحْمَدوا عليه، مرتلاً القول القرآني «من جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين».


و«إبراهيم الهضيبي» رأى ذلك كله، ولكنه لم يندهش في تلك المرة، فقد صار يَعْهَد الشيخ دوماً بالجوار.


بعدها.. قُتِلَ الشيخ. لم يَعُد بالجوار.


الله استجاب لطَلَب الشهادة الذي تَمناه «عماد عفت» لعشرين عاماً، والسيّدة «نشوى» كانت تعلم، ولذلك فقد أسرت الحُزن في نَفسها ولَم تُبدِه لأحد، ظَهرت متماسكة ومؤمنة، تفرَح بالشهادة قدر ما يَعْتَل قلبها من الفراق، «إبراهيم» الصغير كان يَكبُر مع صورة والده بالميدان، و«إبراهيم» الكبير ظل صوته مُختنقاً بالبكاء لأيامٍ وهو يُردَّد «قتلوا شَيْخِي قتلهم الله».


البِشر بالسيرة: الشهيد الذي صار رُشْدَاً




في كُلّ مَوضع وكل صلاة كانت الشهادة نِعمة مَرْجُوَّة، كُتِبَت في قَلبه، وعَاشَ بها، وابتسم حين رآها، فتفتَّتَتْ رُوحه لتُنِير قلوب الناس.


««وأنتَ يا شيخ.. لماذا تَطلب من الله الشهادة وأنتَ مُوقِن أنه سيُجيبك؟ ألَم تَدرِ أننا سَنُجَنّ بَعدك؟ سامحك الله، لماذا لم تأخُذ ساتراً أمامك؟ لماذا لم تحمِ ميراثاً من النبيين أودَعه الله قَلبَك؟، ونَحن.. لماذا لم نَصْطَفّ في الميدانِ حَوْلَك؟ لماذا لَم نَكُن لَكَ آباءَ بَكر في هِجرة المُصطفى؟»، هكذا كتبت إحدى تلمِيذات الشيخ، حين علمت بالخبر في بلاد بعيدة، جلست تَستحضر رُوحه في نَفسها، وتُحادثه على الورق، تَدعوه وتُعاتبه وتَسْتَبقيه ذِكْراً، ثم تُناجي الله أن يَجْمَعها به.


فقط تلك الفكرة آنستها، حين جاء الشيخ في غفوتها، تماماً كما رأته آخر مرة في جامع الأزهر، يُحادثهم بقولِ النَّبي عن عَملِ ابن آدم الذي يَنْقَطِع إلا من ثلاث، ثم استيقَظَت وهي تُفكّر أن الله قد رزق شيخها بالصدقَة الجارية والعلم الذي يُنتفع والأبناء الصالحين الذين يَدعُون له، فاطمأن قلبها واسْتَصْبَرت الحُزن.


في الناحية الأخرى من العالم، كان الدكتور «عادل القاري»، أحد تلامذة الشيخ النجباء، يتذكر حين رآه للمرة منذ اثنين وعشرين عاماً، دخل إلى المسجد، وكان الشيخ يُصلي، فلم يَستَطِع أن يَصرف العَين عَنه، وعن صورته التي اتفقت مع صورة الإمام العابِد محمد بن واسِع في ذهنه، تذكَّر حينها قول جعفر بن سليمان «كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه ابن واسع»، فأراد أن يبقى إلى جانب هذا الرجل الذي لا يعرف اسمه، ويُفتّت القسوة في قلبه برؤياه.


تذكَّر الحُلم الذي رآه ليلتها، الشيخ «عماد» يَمشي مُسرعاً، ويحاول هو أن يجاريه، يمسك في قَميصه، ويسير مُسرعاً مثله، لا يُفلته، ثم وقف الشيخ وتوضأ، فأسرع الخُطى من جديد، فأتبعه «عادِل» وهو يقول «لن أتركك».


حينها، قرَّر ألا يَتركه إلى المثوى الأخير دون أن يكون مَوجوداً، نزل إلى مصر ليومٍ واحد كَي يَسير في جَنازة الشيخ، رأى الآلاف والآلاف يجتمعون في صَحن الأزهر الذي عاشَ فيه نِصف حياته، ويُكَبّرون –كما يَليق بإمامه الثائر الشهيد- أن «يسقط يسقط حُكم العسكر»، حمل النَّعش على كتفيه، ورَقَّ دَمعه لكثرة أحبة الشَّيخ من حوله، فكّر في مُعَلّمِه التَّقي الذي عاش حياته غير مُحِبّ للظهور، لا يعرف عنه وعن عِلمه إلا نفر قليل من أصحابه، ولكن الله كَتَب له غَير ذلك، فأحيا سِيرته بمماته، ورأى «عادل» في ذلك فَصلاً من الرَّحمة والمَحَبَّة.


وفي الليلة ذاتها، رأى «عادل» نفس رؤياه القديمة قبل اثنين وعشرين عاماً، يسير الشيخ ويُحاول أن يَلحقه، يتوضأ ويُكمل خُطاه، يَتَشَبَّث في جِلبابه، وفي البِشْر الأخير للشيخ «عماد» نظر إليه وتَبَسَّم، قبل أن تُرفَع قَدمه عن الأرضِ، ويَختفي مَع حَبَّات النور.


البِشر أيضاً للصَّابرين




وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ


وفي كُلّ هذا، فإن الله لَم يُبَشّر فَقَط المؤمنين والشُّهداء، بَشَّر الصَّابرين.. في الدُّنيا ببقاء مَن رَحَل وإن لَم يُرَ، وفي الآخرةِ بالشَّفاعة والجَمْع بالأحبَّة.


«حِلمَى» انتهت من رسالة «الماجستير»، وأهدتها إلى الشيخ الذي شَعرت برُوحِه في قاعة المُناقشة.


«إبراهيم الهُضيبي» ونفر من تلامذة الشيخ أسسوا «دار العِماد» لتدريس علوم الشريعة، لتكتمل الصَّدَقة الجارية على رُوح مُعَلّمهم.


«عادل القاري» لم يَرَ الشيخ في مَنامه مرة أخرى، وصار كلما تُتعبه الوحشة يَتذكر صورته في الرؤيا التي عَدَّها بِشْراً واضحاً، ويُعيد سَردها على المَسامِع مُتبعاً بأن كل ما عاشه في حضرة الشيخ كان خيراً كثيرًا.


السيدة «نشوى» كانت تَسير ذات يوم إلى إحدى المسيرات، تُكْمِل مَسيرة الشيخ التي لَم تَنقطع، وتُحادثه في سَيرها بصوت مسموع، وما إن وَصلت حتى وجدت صورة زوجها المُتْبَسّم على أحد الأعلام الكبيرة، فأيقنت من جديد أنه لم يَزَل حيَّاً، وأن «الله كريم.. بيطَبْطَب»، فأدمعت بِشراً وفرحاً.


«محمد وخديجة وسميَّة وإبراهيم» يَكْبرون كُل يَوم، حامِلين بَعضاً من رُوحِ أبيهم، وفي اليوم الذي زارتهم فيه السيّدة «ليلى»، والدة «خالد سعيد»، التفوا حَولها، وكان نهار عيد يَجمع كُل الأحبَّة، الأطفال الأربعة والعَجوز الثّكلى والزوجة الصابرة، روح الشيخ وروح الفَتى، وفي أنفسهِم جميعاً الكثير من رَوحِ الله.


والشَّيخ «عماد» ظلَّ هُنا، صُورته رُشداً للناسِ على جُدران المَدينة، وسيرته التي لم تحمل إلا حسناً تُفْرح ألسنتهم، عِلْمه الواسَع يَتنقل بينهم وينتفعون به، وعَلَمَه المَرسوم يُشاركهم في كُل مَسيرة وخَطوة، رُوحه الطيبة بقَت جانبهم.. مُعلَّقَة بالثورة وأهلها، وسَتَشْفَع لهم حين يَقولون يوماً «نَحن أمّة عماد عفت»، فيَكْتَمِل البِشْر.. له وبه.