قال نبيل فهمي، وزير الخارجية إن مصر لا تقبل كدولة شهدت صحوة أن تُعامل معاملة الأطفال، أو تُحاسب هنا أو هناك على وجهة نظر أجنبية، تتعارض مع وجهة النظر الوطنية الشعبية، محذرا قوى الإسلام السياسي بأنهم سيقضون على أنفسهم لو استمر جمودهم.
وأضاف «فهمي»، الذي يزور موسكو، الأحد، في زيارة هي الأولى من نوعها له، منذ توليه حقيبة وزارة الخارجية عقب ثورة 30 يونيو، لوكالة أنباء «نوفوستي» الروسية: «وجهة النظر الوطنية الشعبية لها دائما الأولوية، وبعض الدول بدأت بالفعل، إعادة النظر في مواقفها وتصريحاتها تجاه مصر».
وتابع أن خارطة الطريق تم وضعها للمجتمع المصري بأكمله، دون إقصاء لأحد، بشرط التزم جميع الأطراف بنبذ العنف، والعمل السياسي السلمي.
وقال «فهمي» :«جماعة الإخوان لم تشترك، حتى الآن، في لجنة الـ 50، لتعديل الدستور، رغم أن الدعوة كانت مفتوحة لها للحضور، في ظل وجود مساع للتحاور مع التيارات الإسلامية».
وحول مستقبل الإسلام السياسي في مصر، قال: «لا أستطيع أن أقول إن الإسلام السياسي اختفى من الساحة، لكن ينبغي عليه كي يستمر أن يطور نفسه بمنظور سياسي متحضر، قائم على المبادئ العامة للدين، وليس على تفسير تفصيلي لإجراء محدد من منطلق ديني».
وأضاف «فهمي»: «إذا شهدنا تطوراً للإسلام السياسي في البلاد، بحيث لا يسعى إلى إقصاء أحد، سيكون له دور، وبخلاف ذلك سيكون مثله مثل أي حزب يتجمد في لحظة تاريخية معينة، ويقضي على نفسه بنفسه، دون أن يتحرك».
وعن الدول التي انتقدت مصر، بعد ثورة 30 يونيو، وهددت بمراجعة علاقتها مع البلاد، قال «فهمي»، الذي يزور موسكو، لمدة يومين، في رابع جولاته الخارجية: «الأولويات المصرية لدول الجوار، وزيارتي لموسكو ليست من منطلق استبدال بلد آخر بروسيا، وما نسعى إليه هو زيادة الخيارات المصرية، وليس استبدال طرف بطرف آخر».
وحول ما إذا كان حمل إلى موسكو، رسالة معينة من الرئاسة المصرية، قال: «هناك اهتمام شعبي ورسمي لاستضافة مسؤولين روس على أعلى مستوى في الوقت الذي يناسبهم، وسأدعو الرئيس الروسي وكبار المسؤولين الروس لزيارة مصر، في الوقت الذي يناسبهم وهي دعوة رسمية وشعبية».
وعن العلاقات مع أنقرة، قال «فهمي»:« السفير المصري لن يعود إلى أنقرة حاليا، والقاهرة لا زالت تنتظر مواقف محددة من تركيا تعكس تراجعها عن موقفها غير المُبرر».
وشدد على أن «القضية الفلسطينية على رأس أولويات القاهرة الإقليمية، وندفع إلى سلام فلسطيني-إسرائيلي، وعربي- إسرائيلي، لكن دعمنا للجانب الفلسطيني لا يعني انتقاصاً من علاقتنا مع تل أبيب، حال أرادت سلاماً فعلياً، وإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية على أساس حدود 67».
وعن الموقف المصري تجاه القضية السورية، قال: «نريد الوصول إلى حل سياسي على أساس مبادئ «جنيف2»، لنحافظ على الكيان السوري، ونرفض تقسيم سوريا على أساس طائفي، ولا يوجد حل عسكري لما يدور في البلاد، وإذا نجحت المبادرة الروسية ستكون عنصراً جوهرياً في حماية المنطقة من مخاطر التقسيم».