أكد عمرو دراج، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، على استعداد الحزب للحوار مع السلطات الحالية و«لكن يجب أن تسبقه إجراءات ثقة دافعة له، تتوقف معها حملات الكراهية والاعتقالات ومواجهة المظاهرات السلمية وغيرها مما يمهد أرضية لحوار جاد».
جاء ذلك خلال استقبال حزب الحرية والعدالة، ظهر الأربعاء، وفد حزب الشعب التركي المعارض، خلال زيارته للقاهرة التي التقى فيها عددًا من الشخصيات السياسية والحزبية بمصر.
وكشف «دراج» عن تفاصيل اللقاء، موضحًا أن الوفد التركي حضر لمقابلة حزب الحرية والعدالة وليس التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، بناء على طلبه، وذلك بحضور عدد من الصحفيين الأتراك وممثل للسفارة التركية بمصر وممثل لوزارة الخارجية المصرية أيضًا.
وقال «دراج» إننا «كنا حريصين على أهمية استمرار العلاقات المصرية التركية بصرف النظر من في الحكومة أو المعارضة، وهذا على مستوى العلاقات بين البلدين وليس العلاقة بين الأحزاب»، مشيرًا إلى أن «الوفد التركي أوضح عدم اعتراض وزير الخارجية الحالي نبيل فهمي على مقابلة حزب الحرية والعدالة عندما استشاره في هذا الأمر».
وتابع وزير التخطيط السابق: «سألنا الوفد التركي عن رؤيتنا للوضع الحالي في مصر وأوجه التعاون، ونحن قلنا بوضوح إن رؤيتنا للوضع المصري أن هناك ارتدادًا عن المسار الديمقراطي، وصارت المشكلة في عدم وجود الديمقراطية، بغض النظر عن الوضع الحالي، ومازال لدينا حرص على عودة الديمقراطية والشرعية التي يمكن الحوار في ظلها بشأن المستقبل».
وحول طرح حزب الشعب التركي لأهمية الحوار بين «الحرية والعدالة» والسلطات الحالية، أكد «دراج» أن «الوفد لم يتطرق إلى هذا الأمر بصورة مباشرة واكتفى باستطلاع الآراء، غير أننا نؤكد أننا على استعداد للحوار الذي يجب أن تسبقه إجراءات ثقة دافعة له، تتوقف معها حملات الكراهية والاعتقالات ومواجهة المظاهرات السلمية وغيرها، مما يمهد أرضية لحوار جاد».
وأوضح «دراج» أن «الحوار تطرق إلى رأي حزب الحرية والعدالة بخصوص الأزمة في سوريا والأنباء عن احتمال توجيه ضربة أمريكية عسكرية لدمشق».
وقال: «نرى على الرغم من معارضتنا لنظام بشار الأسد ودعوتنا لأهمية رحيله إلا أننا نرفض التعرض العسكري بأي حال له، ورأينا ما يحدث في العراق، فحتى بعد 10 سنوات لا جديد، ونرى أيضا أن إزاحة ديكتاتور كبشار تأتي من الداخل».
وذكر عمرو دراج أن «وجهات النظر السياسية التركية المعارضة وحزب الحرية والعدالة تطابقت في رفض العمل العسكري، حتى وإن اختلفت قليلًا مع الموقف التركي الرسمي».
وأضاف: «الوفد التركي أيضًا سألنا عن موقفنا من تصريحات السيد رجب طيب أردوغان (رئيس الوزراء التركي) من باب استطلاع الآراء بخصوص الأزمة في مصر وانتقاده لشيخ الازهر أحمد الطيب، وقلنا بوضوح إن تصريحات أردوغان موقف سياسي داخلي له شأن بالحكومة التركية التي تقدر المواقف، ونعتبرها ليست انتقادا لقدر مصر العظيم أو مقام شيخ الأزهر، وإنما لمواقف سياسية اتخذت، سواء صحت أو أخطأت، فيبقى من المهم استمرار العلاقات الطيبة بين الدولتين المصرية التركية وشعبيهما».