العراق: علاقاتنا مع القاهرة جيدة ولا خلافات مع «مصر الجديدة»

كتب: أ.ش.أ الأربعاء 12-12-2012 10:07

قال هوشيار زيباري، وزير خارجية العراق، إن العلاقات بين بلاده ومصر جيدة و«نحن مهتمون بالعلاقات الثنائية وليست هناك أي إشكالية في هذا الخصوص سواء مع الثورة أو الحكومة أو مصر الجديدة».

 

وأضاف «زيباري»، في لقاء، الأربعاء، مع الوفد الصحفي لجامعة الدول العربية الذي يغطي أعمال المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي المنعقد فى بغداد: «تواصلنا السياسي والدبلوماسي قائم، وبسبب ظروف مصر لم نستطع أن ننظم هذه العلاقة في شكل منظم ودوري مع أننا كنا قد بدأنا ذلك مع النظام السابق، مشيرًا إلى أن هناك دعوة وجهت مؤخرا إلى الرئيس محمد مرسي لزيارة العراق وهو وعد بذلك».

 

وردا على سؤال حول موقف بلاده من الأزمة السورية قال «زيباري» إن بلاده حاولت منذ بداية الأزمة في سوريا أن يكون لها دور متوازن يرتكز على حل الأزمة سياسيًا، وقد صدقت تنبؤات العراق في هذا الخصوص بعد أن ثبت للجميع أنها أزمة معقدة.

 

وحذر وزير خارجية العراق من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية وتدخلات خارجية باتت غير مستبعدة «ليست بالضرورة عسكرية، خاصة أنها في تصاعد مستمر من جانب النظام والمعارضة على السواء».

 

وأكد أن الوضع في سوريا مؤلم جدا ويزداد سوءا بكل المعايير، وعلى الرغم من ذلك فإن التواصل العراقي لا يزال قائما مع الأطراف السورية.

 

وأوضح «زيباري» أن الحل السياسي في سوريا بعد كل هذا السفك للدماء أصبح يحتاج إلى معجزة، لأن العلاقة بين الشعب والنظام تهشمت ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولا يستطيع أي نظام أن يبقي قواته في مواجهة مستمرة مع شعبه.

 

وكشف وزير الخارجية العراقي أن مجموعة من المعارضة السورية ستقوم بزيارة إلى بغداد الأسبوع المقبل من بينهم الناشطان السياسيان المعارضان ميشيل كيلو، وعارف دليلة، للتواصل وتوضيح الأمور بالنسبة للأوضاع المعقدة في سوريا.

 

وشدد «زيباري» مجددًا على رفض بلاده عسكرة أو تسليح أي طرف من أطراف النزاع في سوريا، لأن ذلك سيزيد الأمور تعقيدا و«الأوضاع هناك بطبيعتها ذاهبة باتجاه مزيد من التصعيد والمواجهات بعد أن تحول الصراع إلى صراع عسكري».

 

وقال: «العراق يعلم تماما أن الصراع في سوريا هو بمثابة حرب استنزاف لقوى إقليمية، وهناك أطراف تعمل بالوكالة لصالح جهات معينة».

 

وتوقع «زيباري»، حدوث تغيير في الموقف الدولي إزاء الأزمة السورية من خلال ضغط الرأي العام في هذه الدول واستمرار عمليات القتل والقصف قد يسهل التدخل الدولي الإنساني في الأزمة السورية، مستبعدا أن يكون هذا التدخل على غرار ما حدث في العراق أو ليبيا أو اليمن.

 

وحول عدد اللاجئين السوريين الذين اجتازوا الحدود مع العراق منذ بداية الأزمة، قال ان عددهم بلغ 61 ألف لاجئ سوري، و«هذا رقم كبير يؤشر على أن مسألة النزوح ستزداد»، لافتًا إلى أن بلاده تقدم كل الدعم لهؤلاء النازحين، كما طرحت العديد من المبادرات لحل الأزمة سلميا.

 

وحول استضافة العراق للمؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي قال وزير خارجية العراق، إن بلاده حرصت على انجاح هذا المؤتمر، وأجرينا اتصالات دولية لأطراف مختلفة من أجل دعم قضية الأسرى والمعتقلين، ونحن مع خروج المؤتمر بنتائج وتوصيات عملية وملموسة.

 

وأوضح أن الهدف من عقد هذا المؤتمر كان تسليط الضوء على قضية الأسير، أولا من الناحية الإنسانية، وثانيا: دعم الأسير وعائلته ماديًا وإعادة تأهيله كي يعيش حياة كريمة.

 

وكشف عن أن هناك فكرة لإنشاء صندوق لدعم الأسرى بشكل مستمر، وسوف يساهم العراق في ذلك وهو أمر مطروح للنقاش بهدف التوصل لأفضل صيغة لهذا الموضوع.

 

وقال إن هناك اتجاها لتشكيل لجنة قانونية دولية لحماية هؤلاء الأسرى والحفاظ على حقوقهم الإنسانية، معتبرًا أن المؤتمر هو بمثابة رسالة للعالم بأن هناك قضية إنسانية وأخلاقية لابد من الاهتمام بها، خاصة أنه بعد حصول فلسطين على صفة دولة «مراقب»، بالأمم المتحدة وبعد صعود القضية الفلسطينية للواجهة ودعم الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

 

وأشار إلى أنه ستكون هناك متابعة للمؤتمر بهدف تنفيذ قراراته والإبقاء على القضية حية، وهناك اتصالات مستمرة بأطراف دولية مهمة من بينها الأمم المتحدة لدعم قضية الأسرى.