اعتبر خبراء إعلاميون، أن الخطوة التي اتخذتها قطر منذ أيام بإطلاق أول أقمارها الصناعية «سهيل1» تأتي في إطار سعيها للسيطرة على الإعلام العربي، وأن قمرها سيفتح المجال أمام محاربة مصر سياسيا، وذلك بعد أن وقعت اتفاقية شراكة مع إدارة «عرب سات» ليعمل «سهيل1» على نفس مدار قمر «عرب سات» وبذلك سيتمكن من بث قنواته إلى جانب قنوات «العرب سات» مما يشكل خطراً يهدد القمر المصري «نايل سات» خاصة مع احتكار قنوات الجزيرة القطرية لجميع الأحداث الرياضية العالمية والقارية.
وأشار الخبراء إلى أن إغلاق مكاتب قنوات الجزيرة في القاهرة وغيرها من الأماكن، نبه قطر إلى أهمية وجود قمر صناعي لها، مؤكدين أن إطلاق هذا القمر بالذات يعتبر خطوة دفاعية من قطر لأن هناك العديد من الأقمار والقنوات التي أغلقت الباب فى وجهها كما أن هناك العديد من القنوات المعارضة لأنظمتها ولأنظمة أخرى ولمصر ستذهب إليه.
أسامة هيكل: قطر تسعي للسيطرة على العالم العربي إعلامياً
قال أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، وعضو مجلس إدارة النايل سات إن «إطلاق القمر الصناعي القطري الجديد (سهيل1) سيكون له تأثير سلبي على القمر المصري (نايل سات)، ولكن سيظهر هذا التأثير بعد عامين على الأقل وسيتوقف ذلك بناء على طريقة تشغيله واندماجه مع أقمار أخرى من عدمه»، موضحا أن «هذا القمر يسير في مدار 25 غرب أما النايل سات فيدور في مدار 7 وهو أفضل مدار في المنطقة ويغذي الشرق الأوسط ويبث عليه ما يزيد على 600 قناة».
وأشار «هيكل» إلى أن «قطر تريد السيطرة على المنطقة العربية عن طريق الإعلام الذي يعتبر بوقا للشعوب ولذلك أطلقت هذا القمر الصناعي الذي من الممكن أن تجذب به بعض الدول عن طريق إعطاء مميزات مادية قد تصل إلى تقديم عروض دون مقابل لفترات ولكن ذلك لن يكون المنهج بل لجذب المشتركين وهذا سيخلق ارتباكا في سوق الأقمار وخاصة التي تشاركها المدار والتي من أهمها النايل سات».
وأوضح أن «هذا القمر سيفتح المجال لقطر لمحاربة مصر سياسيا وأكبر دليل أن قناة الجزيرة مباشر مصر ممنوعة بحكم القانون ولا تبث من النايل سات، ولكنها مازالت تبث على أقمار أخرى في نفس المدار وهو ما سيجعله يفكر في بثها على القمر الخاص به بكفاءة أعلى، وهذا الأمر لن يقتصر على ذلك بل من الممكن أن يوسع في استضافة أشخاص متخصصين وغيرهم للحديث عن مصر وأحوالها وإذا لاحظنا في الفترة الأخيرة سنجدها تأخذ أخبارا من التليفزيون المصرى دون استئذان وتوجهها في الاتجاه الذى تريده وتصبغها بآراء مغلوطة».
وأضاف: «نحن لا نخشى القمر القطرى لأن أهم مدار في المدارات الموجودة حولنا هو المدار الذى يوجد به النايل سات حيث يوجد معنا به ثلاثة أقمار أخرى، ولكننا لا نسمع عنها شيئا لأن النايل سات هو الأكثر تسويقا وتأثيرا والأعلى كفاءة وانتشارا، ولكن عندما يدخل القمر القطرى في نفس المدار لابد أن ندرك أن هناك منافسا حقيقيا دون تكافؤ أو توازن في المنافسة، لأن هدفه سياسي وهدفنا خدمي، وهو يستطيع أن يغير شكل وجودنا من خلال اندماجه مع أقمار أخرى أو من خلال شكل منافسته المادية وهو ما يجب أن نحسب له مسبقا، وحتى قنوات الجزيرة الرياضية والتى أصبحت مسيطرة على سوق القنوات الرياضية لابد أن نأخذ في الاعتبار أنه من الممكن أن يأخذها القمر القطري وهو ما سيحقق رواجا له لأن هناك جمهورا عريضا يهتم بهذه النوعية».
وشدد على «أهمية وجود عاملين أساسيين في المرحلة المقبلة لمواجهة المد الجديد، وهما سياسة تسويقية مختلفة ودراسة سوق مستمرة حيث يجب تقديم امتيازات لقنوات جديدة، والحفاظ على القنوات الموجودة، ومنح فترات سماح ووضع أسعار جديدة، وهو أمر صعب لأن المنافسة شديدة، موضحا أن دراسة السوق أمر في غاية الأهمية لأن سوق الإعلام من الأسواق النامية».
وقال: في عام 2000 كانت الشركات التى تعمل في مجال القنوات الفضائية والحاصلة على ترخيص هيئة الاستثمار لا تتعدى الواحدة، وكانت «دريم» ثم تبعتها «المحور» وأصبح العدد الآن حوالى 100 قناة بخلاف القنوات الأخرى الموجودة في السوق المحيطة بنا، وهو ما يجعلنا نهتم بترقب ودراسة السوق حتى لو كان هدف القمر القطرى سياسيا، فلابد أن نفعل كل ما هو ممكن في مواجهة هذا الدخيل الجديد.
وأضاف: أعتقد أن الفترة المقبلة «محسوب حسابها» من قبل إدارة النايل سات وسيكون هناك رد فعل سريع لأن هذا الموضوع ليس مفاجأة فهم يسعون لإطلاق هذا القمر «سهيل» منذ ثلاث سنوات وهناك اجتماع داخل النايل سات لوضع خطة عمل لأنها شركة كبيرة وتحقق أرباحا تريد الحفاظ عليها.
وأكد «هيكل» أن مسالة سحب الريادة الإعلامية من مصر أمر مستحيل لأن مصر تمتلك ثقافة وتاريخا وحضارة ومبدعين في كافة المجالات لا تستطيع قطر أن تملأه.
حسن حامد: مدينة الإنتاج لن تتأثر لأنها مجرد «وسيط»
وأضاف: لا يمكن سحب الريادة الإعلامية من مصر لأنها تمتلك أهم عامل بها، وهو العامل البشرى المتميز فكلما كان المنتج جيد كان الإنتاج متميز وفريد ولكننا نحتاج إلى بعض النقاط مثل الاهتمام بميثاق الشرف الصحفى وإنشاء مجلس لتقييم العاملين فى الإعلام ومواكبة التطورات المهنية على مختلف المستويات والأدوات.