5 مشاهد بـ «الكربون» من دراما «رحيل مبارك» و«هز عرش مرسى»

كتب: حسام الهندي, أحمد عبد اللطيف الأحد 09-12-2012 01:11

خمسة مشاهد من ليالى ميدان التحرير فى يناير وفبراير 2011 عادت فى ديسمبر بعيداً عن التحرير، لترسم من جديد نظام الحكم فى مصر الجديدة، حيث مقر الحكم وقصر الرئاسة، وتصاعد الأحداث فى محيط «الاتحادية». آلاف الشباب حاصروا القصر الجمهورى ليعتصموا وضربوا بخيامهم حول بواباته، لأسباب عدة بعضهم يطلب رحيل الرئيس محمد مرسى وآخرون يسعون فقط لإسقاط الإعلان الدستورى والدستور الجديد، وتشكيل جمعية تمثل جميع فئات الشعب المصرى لوضع دستور توافقى، وبين هؤلاء وهؤلاء تعيش «مصر الجديدة» حالة مختلفة، ومشاهد لم تكن تراها من قبل. المشاهد الـ«5» كيوم 28 يناير، حيث كتب على مدرعات الجيش «يسقط مبارك»، لكن كتب عليها «يسقط مرسى»، وصاحب ذلك التقاط عشرات الصور التذكارية حول الدبابات والمدرعات، ومع رجال وضباط الحرس الجمهورى. المشهد الأول: الجيش والشعب إيد واحدة أكثر المشاهد تعلقاً بالأذهان فى يناير 2011 هو القفز فوق دبابات الجيش أمام ماسبيرو، وداخل التحرير والهتاف «الجيش والشعب إيد واحدة»، ذلك المشهد بالضبط تكرر أمام «الاتحادية» عندما دخل المعتصمون إلى محيط القصر، وحمل الجنود الأطفال على ظهر الدبابات لالتقاط الصور التذكارية، ووقف الشباب والفتيات أمام المعدات الحربية لالتقاط الصور التذكارية، وكتب بعض شباب الثورة على المدرعات «يسقط مرسى» بعد أن كانت «يسقط مبارك»، إلا أن استقبال القوات المسلحة هذه المرة كان مزيجاً بين الترحيب واللوم، لعدم تدخلهم لإنقاذ المعتصمين فى موقعة الأربعاء «موقعة الاتحادية»، وكان رد الجنود وضباط الجيش لم تأتنا أوامر بالتدخل، لكن لن يتكرر هذا المشهد. وقام بعض ضباط وجنود الحرس الجمهورى بتغطية المدرعات ببطاطين فوق كلمة «يسقط مرسى، وقام آخرون بنزع ملصقات «ارحل» من فوق الدبابات. المشهد الثانى: مسيرات وتجديد الدماء ليلة من ليالى مصر، وبمسيرات صغيرة متفرقة فى شوارع مصر الجديدة، تدخل للميدان تعيد إليه الروح وتجدد الهتاف، ويشعر من فى الداخل بوصول الدعم. ومن مترو الأنفاق الذى يعتبر أقصر الطرق للوصول إلى قصر الاتحادية ضماناً للسرعة وتحسباً للأزمات المرورية، تجمع حول محطة «سراى القبة» العشرات من شباب الثورة إلى أن يتم تشكيل مجموعة من مئات المعتصمين ينطلقون فى طريقهم إلى القصر، والمسافة بين محطة سراى القبة وقصر الاتحادية تبعد نحو 3 كيلومترات من القصر. وتبدأ الرحلة الجماعية للثوار من محطة سراى القبة، وبدأ الزحف من شباب لا يعرف أحدهم الآخر، وترى خلال تلك المسيرات فتاة تهتف من سيارة فيتجمع كل من ينوى الذهاب إلى الاتحادية ويبدأ الهتاف، الجميع يهتف دون زعيم هتافاً واحداً «يسقط يسقط حكم المرشد» فيشتعل الحماس بين الشباب. خلال المسيرة الصغيرة التى رصدتها «المصرى اليوم» انضم الشباب وكبار السن والسيدات، وتحولت المسيرة من مجموعة بالعشرات ليزداد عددهم، وتتحول إلى المئات ثم يصبح آلافاً ضد الإعلان الدستورى والاستفتاء على الدستور، مرددين «يا مرسى مصر دولة مش جماعة وعيش حرية الإخوان فقدوا الشرعية». 35 دقيقة مضت على السير من محطة المترو حتى ميدان روكسى، الذى أصيب بحالة من الشلل المرورى، وتوقفت حركة السير. المشهد الثالث: معسكر الداخلية والحرس الجمهورى عندما نزلت قوات الجيش لتأمين الشوارع والمناطق المحيطة بميدان التحرير فى 28 يناير، اتخذت من المتحف المصرى بالتحرير معسكراً لجنودها والدبابات والمركبات يتكرر الأمر نفسه خلال اعتصام «الاتحادية»، حيث عسكرت قوات الحرس الجمهورى والداخلية بالشارع المجاور للبوابة، المخصصة لدخول، وخروج الرئيس لقربها من شارع صلاح سالم. العشرات من عربات الأمن المركزى أمام البوابة، وأيضاً بعض دبابات ومدرعات قوات الحرس الجمهورى اصطفت فى الشارع الذى تحول إلى ثكنة عسكرية بـ«100 لورى» شرطة تابع لقوات الأمن المركزى، وبداخله المئات من المجندين، وتم وضع عدد من الحواجز الحديدية، وجنود الأمن المركزى، بالإضافة إلى العشرات من ضباط الحرس الجمهورى. المشهد الرابع: عودة هتاف «مسلم ومسيحى إيد واحدة» أغان وشماريخ.. أشعار وألعاب نارية ورفع حالة التأهب لصد أى هجوم على المتظاهرين، كانت جميعها قواسم مشتركة بين أحداث ثورة يناير، وانتفاضة الاتحادية. وأعاد المشهد للأذهان ذكرى الثورة، فكان هتاف «مسلم ومسيحى.. إيد واحدة»، حيث حرص عدد من المتظاهرين على رفع «الهلال والصليب»، وطافوا بهما محيط «الاتحادية» وسط ترحيب واسع من المتظاهرين». واتخذت المليونية التى نظمتها القوى والتيارات السياسية والشعبية، المطالبة بإسقاط النظام أو تراجع الرئيس عن جميع قراراته شكلاً احتفالياً أكبر أعاد الأيام الـ18 لثورة يناير، فها هم شباب الألتراس يشعلون الشماريخ والألعاب النارية، ويغنون «قلناها زمان للمستبد.. الحرية جايه لابد»، فيما ظل شباب الثورة والقوى الشبابية طول الليل يهتفون «يسقط يسقط حكم المرشد» و«الدستور باطل». المشهد الخامس: اللجان الشعبية وفرق الاستطلاع قبعات صفراء وأخرى بيضاء وخوذ لحماية الرأس وأسلاك شائكة ولجان شعبية وفرق استطلاع هكذا تحول اعتصام الاتحادية، أمس، حيث أعاد شباب الثورة المعتصمون الأسلاك الشائكة التى أزيلت خلال دخولهم محيط قصر الاتحادية. وعادت من جديد اللجان الشعبية لحماية الاعتصام فى مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء يناير، وحين انتصفت ليلة الاعتصام الأولى سرت شائعات عن هجوم محتمل من الإخوان تسببت فى حالة من الاستنفار، وتم توزيع شباب الاعتصام حول مداخل ومخارج الاعتصام، حيث وضعت الأسلاك الشائكة بين دبابات ومدرعات الحرس الجمهورى وأحاط الشباب بالنفق، وقاموا بتشكيل فرق استطلاع تستقل دراجات بخارية، لمعرفة وقت تحرك الإخوان من مسجدى الرحمن الرحيم بصلاح سالم ورابعة العدوية. أما قوات الشرطة فكانت أيضاً فى حالة تأهب قصوى، ووضعت تشكيلات على مدخل نفق العروبة، وأكدت للمتظاهرين أنها لن تسمح بالصدام مرة أخرى، خوفاً من تكرار ما حدث الأربعاء الماضى، وجهز شباب الاعتصام أنفسهم بالطوب والحجارة والعصى خشبية. وخلال تلك الأحداث وقعت مشاجرة بين شابين بالقرب من البوابة الخامسة للقصر، وانتهت بإصابة أحدهما بطعنة فى البطن، وتمكن ضابط من العمليات الخاصة من القبض على المتهم وحجزه، وقال البعض إنه منتمٍ للإخوان وكاد المعتصمون يفتكون به لولا تدخل الأمن.