«أم مصطفى» تسقى المؤيدين والمعارضين والأمن.. «العطش» ملهوش انتماء سياسى

كتب: ميلاد حنا زكي الأحد 09-12-2012 02:45

«حد عايز يشرب.. حد عطشان يا ولادى»، بهذه الكلمات كانت تطوف أم مصطفى «40 سنة» وسط الاشتباكات العنيفة بين مؤيدى الرئيس محمد مرسى ومعارضيه أمام قصر الاتحادية، قبل يومين.

عملها فى مصنع قريب من مصر الجديدة جعلها تختار لنفسها هذا الدور، فما إن تدق الساعة السادسة حتى تبدأ مهمتها الخيرية السياسية، تقول: «تنتهى مواعيد عملى فى السادسة مساء، ثم أذهب أطوف وسط الثوار من الطرفين، وأحمل أربع زجاجات مياه، أملؤها من بنزينة شارع الميرغنى». «أم مصطفى» لم تنزل للاتحادية لمساعدة تيار سياسى بعينه، فمهمتها الوحيدة هى رى المتظاهرين: «أنا مصرية وبحب مصر وجيت لأروى أى عطشان، خاصة أن البعض معه أطفاله ولن يتحمل العطش فى هذه الأجواء، بالإضافة إلى حالات الإصابة التى تحتاج أن تشرب أو تغسل جرحاً أو تنظفه».

هى الوحيدة التى كانت تستطيع الدخول وسط معسكر المؤيدين ومعسكر المعارضين، وزجاجات المياه التى كانت تحملها جعلتها ترى مشاهد لم ترها من قبل، كما جعلت شهادتها غير مجروحة لأنها محايدة. تروى «أم مصطفى»: «رأيت بعينى حالات تكاد تكون فارقت الحياة نتيجة طلقات خرطوش، لا أعرف من أين تأتى، لكن الطلقات كانت تأتى من جانب مؤيدى الرئيس محمد مرسى وفى المقابل كان المعارضون يرشقونهم بالحجارة والمولوتوف».

ولم تكن «أم مصطفى» معروفة فقط عند الطرفين، بل كان لها دور أيضا مع رجال الأمن، فقد كانت تذهب لصفوف الأمن المركزى لتروى عطشهم أيضا.

لم تستطع «أم مصطفى» أن تهدئ أيا من الطرفين، لكنها حاولت فعل ذلك مع الجنود: «طلبت منهم التدخل لوقف أعمال العنف، وكان رد أحدهم: منقدرش نضرب أى شخص ومنقدرش ننحاز لأى طرف، ومش ناسيين كره الناس لينا يوم 25 يناير، مش عاوزين نبقى ضحية النظام».

تطور الأحداث جعلها تطور مهمتها من مجرد «سقا» إلى متطوعة فى المستشفى الميدانى، حيث تولت نقل اللوازم الطبية إلى المستشفيات الميدانية.