الأمين العام لحزب التجمع: لا معنى لـ«30 يونيو» إذا لم يحل «الحرية والعدالة» (حوار)

كتب: أحمد علام الخميس 05-09-2013 22:33

قال مجدى شرابية، الأمين العام لحزب التجمع، إنه لا معنى للموجة الثورية 30 يونيو إذا لم يتم حل كل الأحزاب القائمة على أساس دينى، خاصة حزب الحرية والعدالة، مشيراً إلى أن جميع تيارات وأحزاب الإسلام السياسى ستعود لحجمها الطبيعى فى الشارع، لأن المصريين أصبح لديهم وعى كبير بعد كل ما مروا به.

وأضاف «شرابية» أن القبض على قيادات الإخوان لن يغير من الأمر شيئاً، مشيراً إلى أن الجماعة انتهت بعزل مرسى وأنه يجب القبض على القيادات استكمالاً لمسار الثورة.. وإلى نص الحوار.

■ هل تؤيد المطالبات بحل جماعة الإخوان المسلمين، وحزبها السياسى الحرية والعدالة؟

- لا معنى للموجة الثورية ٣٠ يونيو دون اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة ارهابية وحل حزبها، وجميع الأحزاب القائمة عل أساس دينى، لأنها اعتادت العمل فى عزلة عن مصالح المجتمع وتعالت على المصريين، وكانت تسعى لمصالحها على حساب مصلحة الوطن.

■ هل تستطيع جماعة الإخوان المسلمين الاندماج فى المجتمع مرة أخرى؟

- هذا مرفوض الآن، ولا يمكن إلا بعد محاكمة قادتهم القتلة، وكل المحرضين على القتل منهم، وهذا إن أتى سيأتى بشروط، وهى أن يعملوا فى السياسة تحت مظلة حزب مدنى لا يتستر بالدين، لأن ذلك سيكون أمراً مرفوضاً تماماً، وبعد كل ما قامت به الجماعة من جرائم فى حق مصر والمصريين أصبحت الإرادة الشعبية ضدها.

وخلال الفترة القادمة ستكون جميع تيارات وأحزاب الإسلام السياسى فى حجمها الطبيعى فى الشارع، لأن المصريين أصبح لديهم وعى كبير بعد كل ما مروا به، ولن تكون هناك اختيارات على أساس دينى أو عقائدى وإنما ستكون على أساس الكفاءة، ولكن قد تكون لديهم فرصة أخيرة كمصريين بشرط أن يوقفوا العنف، باستثناء من تورط منهم فى دم أو تحريض، ولكن كل ذلك لن يتم إلا بعد إنجاز خارطة الطريق.

■ هل سيغير القبض على قيادات جماعة الإخوان من المشهد الحالى؟

- أعتقد أن القبض على قيادات الإخوان لن يُغير من الأمر شيئاً، خاصة مع اللفظ الشعبى للجماعة التى خسرت كل شىء فى الشارع السياسى، وأرى أن الجماعة انتهت بعزل مرسى والقبض على القيادات استكمالاً لمسار الثورة، وأحذر من وجود واستمرار القيادات الوسطى لتنظيم الجماعة والتى تغيب عن المشهد الآن باعتبار أنها ستحمل الراية فى الفترة المقبلة، وبالتالى من الواجب على أجهزة الأمن تشديد القبضة الأمنية على هؤلاء لكونهم همزة الوصل بين القيادات الكبرى وبين الأفراد الصغار فى التنظيم، واستناداً للعمل بالطوارئ، فمن الواجب أيضا القبض على كل من تورط فى إراقة الدماء أو الذين شاركوا فى تظاهرات غير سلمية، وهنا يأتى الربط بين الجماعات الإرهابية فى سيناء وما يحدث يومياً من قتل للجنود المصريين وبين رغبتنا فى ضرورة إعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد من أجل ضمان فرض السيادة الوطنية على تلك المناطق الآهلة بالبؤر الإرهابية.

■ ما تفسيرك لزيادة العمليات الإرهابية فى سيناء فى الفترة الأخيرة؟

- الجماعات الإسلامية المتشددة والإرهابية بدأت تتوغل بعد فتح الحدود مع غزة ورفع الرقابة على الأنفاق والسماح بها بعد تولى محمد مرسى حكم مصر، وأصبح لهم وضع شبه قانونى للبقاء مع توفير حماية خاصة لهم والتشديد على عدم التعرض لهم بأى سوء، والرئيس المعزول رفض القيام بأى عمليات عسكرية للقضاء عليهم، وخلال العام الماضى أصبح لهم نفوذ وتواجد كبير فى سيناء فى ظل دعم وحماية جماعة الإخوان المسلمين لهم، ومعروف أن الجماعات الإرهابية ذات المرجعية الإسلامية خرجت من رحم الإخوان المسلمين، وإن اختلفت توجهاتها ومناطقها الجغرافية.

وبالنسبة لدور حركة حماس التابعة لجماعة الإخوان، ودورها فيما يحدث فى سيناء، فيجب علينا أولاً أن نؤكد الفارق بين الشعب الفلسطينى فى غزة وحركة حماس، فلم تكن علاقة مصر بحماس جيدة إلا فى عهد محمد مرسى، ومن الطبيعى أن تكون حماس أكبر الخاسرين بعد سقوطه، خاصة أنه كان هناك حديث كبير عن إعطائهم أجزاء من سيناء ومدهم بالكهرباء والمواد البترولية التى أثرت على المصريين، وظهر هذا واضحاً فى أزمات انقطاع الكهرباء ونقص البنزين والسولار وغيرها من المواد البترولية، ومن الطبيعى أن تقوم بأى عمل من أجل الحفاظ على ما اكتسبته من مميزات فى عهد الإخوان، ولكن قيام الجيش بدك الأنفاق وهدمها صعّب من الأمور على حماس، ما قد يدفعها إلى القيام بعمليات تخريبية فى سيناء.

■ كيف ترى معايير تشكيل لجنة الخمسين التى ستتولى تعديل الدستور؟

- هناك بعض النقابات المهمة غير ممثلة، مثل نقابة المعلمين، شأنهم شأن نقابات الصحفيين والمهندسين والمحامين والأطباء، فمصر يوجد فيها أكثر من مليون معلم، أيضاً تمثيل العمال والفلاحين قليل جداً، وتمثيل المرأة ضعيف، لذلك ينبغى معالجة ذلك فى العشرة الذين سترشحهم الرئاسة، ولكن الملاحظة المهمة أن معايير تشكيل لجنة الخمسين رسمياً لا يوجد فيها شخص دستورى أو قانونى، فكان ينبغى أن تنص المعايير على وجود عدد معين من الدستوريين، فمن الممكن أن ترشح الأحزاب قانونيين ودستوريين، ولكن كان من الأنسب أن تنص المعايير على ذلك.

وبالنسبة لتمثيل اليسار والقوميين بمقعدين فقط قليل جداً، وتمثيل الأحزاب بشكل عام داخل اللجنة بستة مقاعد قليل جداً، فمن المعروف أن الأحزاب فى كل دول العالم هى التى تقود الحركة السياسية.

■ ماذا عن دور حزب التجمع خلال المرحلة الحالية؟

- التجمع شارك فى كافة الاعتصامات الصغيرة والتظاهرات التى كانت قبل رحيل مبارك، وكان يلعب دوراً رئيسياً فيها، إلى أن جاءت 25 يناير، وشارك فيها الحزب بقوة، وفى ما تلاها من أحداث وفعاليات وموجات ثورة، وكان أول حزب يتظاهر ضد جماعة الإخوان المسلمين، بعد انتهاء أول 100 يوم من حكم الرئيس المعزول محمد مرسى فى مظاهرات 24 أغسطس الشهيرة، وأيضاً فى المحافظات الحزب كان له دور بارز فى عملية التغيير فى الشارع، وفى المرحلة الحالية حزب التجمع أول حزب سياسى قدم إلى لجنة العشرة دستوراً كاملاً، كان حصيلة مناقشات داخل الحزب على مدة 6 شهور.

والآن أيضاً نجهز أفكارنا فيما يتعلق بقانون الانتخابات الجديد، عن طريق لجنة تضم خبراء قانونيين تجتمح بشكل دورى.

■ ما النظام الانتخابى الأفضل من وجهة نظرك؟

- أويد نظام القائمة، فاختيار النظام الفردى كارثة سيؤدى إلى عدم منع الأقباط والنساء والشباب من عضوية مجلس النواب المقبل، لأنه متحيز لكبار رجال الأعمال والعائلات وسيكرر نفس مشهد مجلس 2005 ويمنح الفرصة لمن لهم نفوذ وعلاقات فى المجتمع، ويقطع الطريق على تطور الثورة، لأنه سيكرس الوضع القائم، ويدمر الحياة الحزبية فى مصر.

ولكن الاعتماد على نظام القوائم سيعطى الفرصة لتعديل التعددية الحزبية، وأن يقوم الناخب بالاختيار بين برامج سياسية مما يعزز الحزبية، بينما فى الفردى يختار على أساس السمات الشخصية ولا يتناسب مع بلد يتحول للطريق الديمقراطى.

■ كيف يرى حزب التجمع احتمالية توجيهه ضربة عسكرية لسوريا؟

- العدوان المستهدف ارتكابه وتنفيذه ضد سوريا هو إرادة غربية لحسم الصراع فى سوريا لحساب التيارات والتنظيمات الإرهابية المستترة بالدين، وهو عدوان على مصر ويشكل خطراً على أمنها القومى، وأنه يجب أن تتوحد الصفوف لمواجهة المؤامرات التى تحاك تجاه شعوب المنطقة بمشاركة البعض منها.

ويجب على كل القوى الوطنية المصرية التصدى للعدوان، لأن العدوان على سوريا عدوان على مصر، خاصة أن خيوط المؤامرة وأطرافها انكشفت، ولم يعد الأمر يحتمل التردد أو الوقوف فى الوسط أو الاستغراق فى التفسيرات التى توقع بأصحابها بقصد أو بدون قصد فى موقع المشارك فى العدوان على مستقبل الأمة العربية.

■ كيف ترى اندماج قوى اليسار فى كيان واحد؟

- هناك صعوبات بالغة دائماً فى العمل المشترك، فمثلاً حزب التحالف الشعبى معظم قياداته خرجوا من حزب التجمع، وبالتالى تكون هناك صعوبة فى العمل التنظيمى، لكن هناك التحالف الديمقراطى الثورى، يضم معظم القوى السياسية فى مصر، وهو تحالف سياسى، والخطوة الأولى فى طريق الاندماج الآن هى عمل قيادة مشتركة لقيادة التيار اليسارى فى مصر، ونأمل أن يتحول ذلك من مجرد عمل جماعى مشترك إلى كيان تنظيمى واحد، يدافع عن العمال والفلاحين والمهمشين فى المجتمع وقضايا فقراء مصر، لكى يصبح التيار اليسارى جزءاً فاعلاً وكبيراً ورقماً مؤثراً فى الحياة السياسية.

■ كيف ترى الحل للخروج من الأزمة الراهنة؟

- أن يسير الجدول الزمنى لخارطة الطريق التى حددها الإعلان الدستورى بشكل ثابت، وأن يتم دعم الجيش والشرطة فى مواجهة التجمعات المسلحة والإرهابية، وأن يبدأ تنفيذ إجراءات مهمة تصدرها الحكومة بشأن العدالة الاجتماعية لكى يشعر المواطنون بأن شيئاً ما طرأ على حياتهم حتى ينتموا لمشروع بناء مصر الحديثة، ويجب أن يكون هناك مشروع عاجل للعدالة الانتقالية التى لن تتقدم مصر إلا بها.