«قوة استقرار وخير فى المنطقة».. بهذه الكلمات وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما، نظيره المصرى حسنى مبارك، وقال رداً على سؤال بشأن لقائهما المرتقب الخميس، «لا أميل إلى إطلاق التوصيفات على الأشخاص، فأنا لم ألتق بمبارك، لكنى فقط تحدثت إليه عبر الهاتف، وهو حليف قوى للولايات المتحدة على كثير من الجبهات، ولديه سلام دائم مع إسرائيل، رغم أنه أمر صعب للغاية فى هذه المنطقة، ولم يلجأ إلى الغوغائية غير الضرورية فى التعامل مع هذه القضية، لذا أعتقد أنه قوة استقرار وخير فى المنطقة»، إشارة إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الرئيس الأمريكى - فى حواره مع جوستن ويب مراسل «بى بى سى» فى واشنطن: «بطبيعة الحال هناك انتقادات لطريقة عمل السياسة فى مصر، ووظيفة الولايات المتحدة ليست إلقاء المحاضرات، بل تشجيع ودعم القيم التى لا تصب فى صالحنا فقط، بل فى صالح الكثير من الشعوب فى العالم».
وأكد أوباما - فى حواره مع «بى بى سى» أمس، أإن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفرض قيمها على الدول الأخرى، معتبرا أن سيادة القانون والديمقراطية وحرية التعبير والديانة «قيم عالمية».
وحول الرسالة التى يحملها للعالم الاسلامى، قال الرئيس الأمريكى «تمثل الرسالة التى آمل فى توجيهها أن الديمقراطية وحكم القانون وحرية التعبير وحرية الدين ليست ببساطة معتقدات ومبادئ غربية يمكن إسقاطها على تلك البلدان بل هى قيم عالمية».
وأضاف أن هناك «بالتأكيد» قضايا تتعلق بحقوق الإنسان فى بعض بلدان الشرق الأوسط ينبغى معالجتها، لكن ثمة «معتقدات عالمية يمكنهم تطبيقها وإقرارها كجزء من هويتهم الوطنية».
وتابع: «أعتقد أن الخطورة عندما يساور الولايات المتحدة أو أى دولة أخرى الاعتقاد بأنها قادرة على فرض هذه القيم على دولة أخرى لها تاريخ مختلف وثقافة مختلفة».
وأوضح أن بلاده يمكنها هنا التشجيع، وقال «أهم ما يمكننا القيام به هو أن نكون نموذجا يقتدى به».
وأشار فى هذا الصدد إلى أن إغلاق معتقل جوانتنامو كان قرارا «صعبا ومهما لأن جزءا مما نريد تأكيده للعالم هو أنها قيم مهمة حتى عندما يكون الأمر صعبا وليس سهلا». وتعد هذه المقابلة الأولى التى يجريها أوباما مع وسائل الإعلام البريطانية، ويقول مراسل بى بى سى إن الرئيس الأمريكى يسعى من وراء ذلك إلى أن تبلغ رسالته أكبر عدد ممكن عبر العالم، وإن «امتنع» عن الاعتذار عن سياسة سلفه جورج بوش فى المنطقة.
وقال الرئيس الأمريكى إنه يسعى «لفتح حوار بين الغرب و العالم الاسلامى لإزالة ما أسماه « سوء فهم» لدى الجانبين، وأكد أنه «لا يوجد حل سحرى»، لكن «هناك سياسة حقيقية ينبغى العمل من خلالها، وفى نهاية المطاف فإن العمل وليس القول هو ما سيحدد درجة التقدم».
وأكد أوباما أن إقامة الدولة الفلسطينية ليست فى مصلحة الفلسطينيين فحسب، بل من مصلحة الشعب الاسرائيلى أيضا تحقيق الاستقرار فى المنطقة، ومن مصلحة الولايات المتحدة أن تكون هناك دولتان فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب فى أمان واستقرار».
وحول البرنامج النووى الإيرانى قال الرئيس الأمريكى «إن من مصلحة دول العالم أن تتخلى إيران عن طموحاتها فى تصنيع سلاح نووى»، مشيرا إلى أن «الطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو عبر مفاوضات دبلوماسية مباشرة».
وفى مقابلة أخرى أجراها الرئيس الأمريكى مع محطة «إن بى آر» الاخبارية، التى نشرت جريدة نيويورك تايمز مقتطفات منها أمس، رفض أوباما الانتقادات التى وُجهت لاختياره القاهرة مكاناً لتوجيه خطابه للعالم الاسلامى، بسبب سجلها «السيئ» فى حقوق الانسان، وقال: «من الخطأ الاقتراح بأنه لا يجب أن نتعامل مع دول العالم إذا لم تف بكل مطالبنا».