«القرضاوي» لـ«الطيب»: «كان ينبغي ألا تلوث عمامة الأزهر.. والخروج على مرسي معصية»

كتب: معتز نادي الثلاثاء 03-09-2013 21:19

خاطب الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الثلاثاء، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بقوله: «كان ينبغي ألا تلوث عمامة الأزهر، ولحية شيخه، بمساندة هؤلاء، الذين أثبتت الأيام القليلة الماضية فساد طوياتهم، وسوء مكرهم، وظمأهم نحو السلطة، وسعيهم إلى سدة الحكم عبر دماء الشهداء، وأشلاء الأحرار»، في إشارة لعزل محمد مرسي من حكم مصر، في 3 يوليو الماضي.

وقال «القرضاوي»، في مقال نشره على الموقع الإلكتروني للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بعنوان «وقفات مع شيخ الأزهر وقضية الانقلاب على الشرعية»، ونشرته صفحة «الاتحاد» على «فيس بوك»، الثلاثاء: «كنت أحسب أن يكون موقف صديقنا شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إذا عرض عليه مثل هذا الأمر، أن ينتفض انتفاضة العالم الغيور، الذي يخاف على شعبه، ويخشى قبل ذلك ربه، ويقول لمن عرضوا عليه هذا الأمر: هذا لا يجوز شرعا.. هذا عقد شرعي ملزم، بين الرئيس وبين الشعب، مؤيد بالقرآن والسنة، ويجب على الجميع رعايته وحفظه».

وأضاف: «كنت أود أن يقف شيخ الأزهر أمام العسكر، الذين عرضوا عليه فكرة الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب، أن يردهم عما عزموا عليه، ويذكرهم بالآيات الزاجرة، والأحاديث الناهية، كنت أود أن يقف شيخ الأزهر هذا الموقف، ليعلم الناسُ أن العلماء قادرون أن يقولوا: لا، لما يعتقدون أنه شر وظلم، وأن رؤوسهم بأيديهم، لا بأيدي الحكام».

ولفت إلى أنه كان عنده بعض حسن الظن في مشايخ «الأزهر» وعلمائه، وقال: «كنت أعتقد أن أحدهم، خصوصًا إمامهم الأكبر، إذا عرض عليه أمر يرى فيه خطرًا على الأمة، ولا يقره صريح الدين: أن يقول بملء فيه: لا، وسيجد كثيرًا من علماء الأزهر يرددونها معه، ويقفون إلى جانبه منتصرين له».

ويرى «القرضاوي» أن أمله في شيخ الأزهر «خاب»، موضحًا: «كنت أرى أن الرجل، وقد أصبح الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، سيصلب عوده، ويقوى عضده، ويقف مواقف شيوخ الأزهر، الذين سمع عنهم، وسمعنا عنهم، من أمثال الشيخ المراغي، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ الخضر حسين، وأمثالهما، لكن خاب أملي كله، في ضوء مواقفه، التي أعلنها في هذه الآونة».

ووصف ما تم في 3 يوليو الماضي، بـ«حبكة انقلابية»، موجهًا في الوقت نفسه حديثه لشيخ الأزهر، قائلاً: «أحب أن أشير إليك يا فضيلة شيخ الأزهر أن هذه المكانة التي بوأك الله إياها: تكليف لا تشريف، وأن لها ضريبة لابد أن يقوم بها من تولى هذا المنصب، وارتقى إلى هذه المنزلة، وكان واجبك يا شيخ الأزهر أن تكون شيخا لكل المسلمين، فضلا أن تكون شيخا لكل المصريين، وليس لفئة منهم».

واستطرد «القرضاوي»، في رسالته إلى شيخ الأزهر، قائلاً: «أكتب إليك وأنا أعلم أن رصيد الإيمان في قلبك، وآيات القرآن في صدرك، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فؤادك، وأقوال أئمة الأمة في ذاكرتك، ستأبى عليك حتى ترجع، وتخاصمك حتى تنزع.. أكتب إليك مستنكرا انفرادك بهذا الأمر الجلل، دون مشورة إخوانك من أهل العلم، في هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، وغيرهم من العلماء الصادقين، وما أكثرهم في الأمة لمن أراد أن يستعين بهم».

وتساءل «القرضاوي»: «هل الإسلام يدعو المسلمين إلى التخاذل البغيض، والاستسلام اليائس، أم يدعو المسلمين إلى مناصرة الحق، ودعم المصلحين؟»، وأضاف: «دعم الدكتور محمد مرسي رئيس مصر المنتخب، في أول تجربة ديمقراطية عرفها المصريون واجب شرعي، والخروج عليه معصية ظاهرة، لله تعالى».

وواصل طرح أسئلته على شيخ الأزهر، قائلا: «ألم يكن الأحرى بك، وأنت إمام الأزهر، أن تتدخل للإصلاح بين الرئيس مرسي ومعارضيه، وأن يكون للأزهر من المبادرات الشرعية ما يجفف منابع الخلاف، ويقتلع جذور الاحتراب؟، ألم يكن أجدى بمشيخة الأزهر، وأنتم على رأسها، أن تأخذوا بزمام المبادرة، وتدعو الأطراف كلها لحوار جاد، يدعمه الأزهر، وتعلن نتائجه على المصريين، ويرفع الغطاء عمن لا يستجيب إلى هذا الحوار المجتمعي، بدلا من أن ترتضي لمؤسسة الأزهر العريقة أن تكون تابعة للمؤسسة العسكرية؟».

وقال: «ليت الدكتور الطيب تعامل مع الدكتور مرسي، كما تعامل من قبل مع حسني مبارك، الذي أوجب على الناس تأييده، وحرم عليهم الخروج عليه.. كنا نظنه نسي عضويته في لجنة سياسات الحزب الوطني، ونسي قوله في إحدى الفضائيات، حين سُئل: أيهما تفضل: الأزهر أم الحزب الوطني؟ فقال: كيف أفاضل بين الشمس والقمر؟، وظننا أن ثورة يناير وما أعقبها من الحريات، التي تمتع بها المصريون في عهد الرئيس مرسي، ستغير من ولائه للنظام السابق».

واعتبر أن من «يتربص بمصر هم قادة العسكر، الذين لم يروِ ظمأهم ما نهبوه من خيرات مصر طوال 60 سنة»، حسب قوله.