قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إن السلطات المصرية لا يمكنها منع عبور السفن الحربية الأمريكية من قناة السويس، طبقاً لاتفاقية القسطنطينية الموقعة فى 1888، وتنص على أنه من حق مصر منع عبور سفن تابعة لأي دولة معادية، إذا كانت في حالة حرب معلنة مع مصر فقط، أما خلاف ذلك فلا يجوز بأي حال منع عبور سفن تابعة لأي دولة.
وأضاف «مميش»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن اتخاذ أي قرار بمنع عبور السفن الأمريكية أو أي سفينة تتجه للمشاركة في عمل عسكري بسوريا، ستتخذه هذه الدول ذريعة للتدخل في شؤون مصر الداخلية، بحجة «إعاقة المرور في مجرى ملاحي عالمي بالمخالفة للاتفاقيات الدولية، وهذا فخ لن نقع فيه، لأن مصر دولة محورية، تلتزم بكل المعاهدات الدولية التي وقعت عليها».
وأوضح «مميش» أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أمر بزيادة حجم القوات المكلفة بتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس بنسبة 40% من حجم القوات الموجودة، بعد محاولة الاعتداء الإرهابي على إحدى السفن قبل يومين، وقال: «أجهزة الأمن تجري تحقيقات موسعة في هذا الحادث، ومن المتوقع إلقاء القبض على منفذيه خلال وقت قصير»، وطمأن المهتمين بالحركة الملاحية في القناة بأنها في حالة طبيعية، ولم تتأثر بالحادث، مؤكدا أن أياً من السفن لم تلغ إجراءات عبورها من القناة لثقتها في الأمن المصري.
وشددت القوات المسلحة، الإثنين، إجراءات التفتيش على ضفتى المجرى الملاحي لقناة السويس، عقب تعرض الباخرة «كوسكو آسيا» لهجوم إرهابى، وشملت الإجراءات تشديد الكمائن المتحركة والثابثة، ووضع نقاط تفتيش كل 20 كيلو مترا، وزيادة كاميرات المراقبة، وتكثيف تحليق الطائرات، كما شددت إجراءات التفتيش على جميع اللنشات الموجودة داخل المجرى الملاحى.
وقال اللواء أشرف عطوة، قائد القاعدة البحرية ببورسعيد، إنه تم تكثيف الإجراءات، وتوفير قطع ملاحية تجوب المجرى الملاحى طولا وعرضا، حتى حدود الإسماعيلية جنوبا، ومنطقة غاطس بورسعيد شمالا. وأكد اللواء عادل الغضبان، قائد قوة تأمين القوات المسلحة فى بورسعيد، أن طائرات الجيش والقطع البحرية وقوات حرس الحدود يبذلون قصارى جهدهم من أجل تأمين المجرى الملاحى، مشيرا الى أن أهالى بورسعيد أبدوا تطوعا لحماية القناة، وعمل لجان شعبية لحراستها حتى حدود بورسعيد الإدارية، لكنه طالبهم بالوقوف خلف الجيش، ومساندته للقضاء على الإرهاب.
وتفحص قوات الجيش والشرطة القادم والخارج من بورسعيد على جميع منافذ المدينة، وتتابع الإرهابيين، عقب الاعتداء على كنيسة أبوسيفين، وإصابة 4 من الشرطة، واستشهاد جندى وإصابة 3 آخرين من أفراد القوات المسلحة، وقال «مميش»، فى بيان أصدرته هيئة قناة السويس، السبت الماضى، إن أحد العناصر الإرهابية قام بمحاولة فاشلة للتأثير على حركة الملاحة فى القناة، باستهداف إحدى السفن العابرة، وهى السفينة «كوسكو آسيا» التى ترفع علم بنما (COSCO ASIA).
وأعلنت الهيئة، فى بيان أصدرته، أمس، أن 51 سفينة عبرت القناة بارتفاع يبلغ نحو 10% عن المعدل اليومى، فى إِشارة إلى عدم تأثر المجرى بما حدث، وأكد مصدر ملاحى بالهيئة أن القناة ستبحث بدقة معدلات حركة الملاحة على مدار الأسابيع القليلة المقبلة، للتأكد من مدى تأثر خطوط الملاحة العالمية بالحادث، خاصة أن أغلب السفن دخلت المجرى، نهاية الأسبوع الماضى، ويتطلب مرورها من 3 إلى 4 أيام، وبالتالى فإن بيان مدى تأثر المجرى الملاحى سيتضح من خلال السفن الداخلة والخارجة.
وقالت مصادر أمنية إنه تم وضع كمائن للشرطة، كل 20 كيلو مترا، بطول المجرى الملاحى، كما تم تشديد الكمائن الثابتة والمتحركة. وأضافت أن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش تحلق فى سماء المدخل الجنوبى للقناة لتأمين المجرى الملاحى، مؤكدا قيام الأجهزة الأمنية بالسويس، بالتعاون مع هيئة القناة، بزيادة أعداد كاميرات المراقبة الأمنية بالقرب من شواطئ القناة.
وأجمعت المصادر على أن هناك تعاونا بين قوات الجيش والقبائل البدوية بالسويس، وعلى الضفة الشرقية للقناة داخل سيناء، لإحكام عمليات تأمين شواطئ المجرى الملاحى للقناة بالضفة الشرقية والغربية، وقال مصدر أمنى بمحافظة السويس إن اجتماعات اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميدانى، مع شيوخ القبائل البدوية بالسويس وسيناء، خلال الأيام الماضية، تركزت حول تنفيذ التعاون الكامل لتأمين المجرى الملاحى لضفتى القناة، وجاء بالخطة الأمنية، حسب المصدر، وضع كاميرات مراقبة أمنية بالقرب من شواطئ القناة، خاصة فى قرى جنيفة وكبريت الملاصقة للمجرى الملاحى للقناة.