مصادر: «مخالفات بالجملة» لإدارة سجون طرة في التعامل مع قيادات «الإخوان»

كتب: يسري البدري الأحد 01-09-2013 23:32

قالت مصادر مطلعة إن هناك «تجاوزات» تقوم إدارة السجون مع رموز نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، المحبوسين احتياطيًا على ذمة عدة قضايا تتعلق بالتحريض على أعمال العنف والقتل والشروع فى قتل لمتظاهرين في مناطق بين السرايات والمنيل والحرس الجمهوري وشارع النصر ورابعة العدوية.

وذكرت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن أسمائها، أن إدارة 4 سجون مودع فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين تسمح لهم بالتريض والالتقاء لساعات طويلة دون رقابة من القائمين على مصلحة السجون، كما تسمح لأحد قيادات الجماعة بإلقاء خطبة الجمعة داخل مسجد سجن العقرب.

كان اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أكد أن أحمد عبدالعاطي، مدير مكتب مرسي، هو من يلقي خطبة الجمعة ويؤم الصلاة، وأن الموضوع محل تحقيق تحت إشرافه المباشر.

وقالت المصادر لـ« المصري اليوم» إن «تجاوزات بالجملة» تحدث من ضباط المنطقة المركزية لسجون طرة «ب»، وتحديدا سجن ملحق المزرعة، ويمارسون مخالفات تتعدى اللوائح المعمول بها في السجون تجاه المحبوسين من قيادات الإخوان، تتمثل فى فتح الزنازين من السابعة صباحا حتى موعد إغلاقها دون التقيد بمواعيد أو تعليمات صادرة من إدارة السجون.

وأضافت المصادر: «هناك اجتماع مستمر داخل سجن الملحق بين كل من الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وأحمد عبدالعاطى، مدير مكتب الرئيس المعزول، والمهندس أيمن هدهد، المستشار الأمنى للرئيس المعزول، يلتقون يوميا لمدة ساعات طويلة، يتناقشون فيها عن وضع الجماعة والقضايا والاتهامات التى وجهت إليهم وإلى قادة الجماعة، وكذلك الملاحقات التى تشنها الأجهزة الأمنية ضد الجماعة، ويصرون على وصفها بالممارسات القمعية».

وتابعت المصادر: اللقاءات تضم أيضا كلا أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، وعصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، مع المرشد العام داخل السجن، ودائما ما يكون اللقاء وقت التريض المفتوح، ويقوم «ماضى» و«سلطان» باصطحاب «بديع» خلال فترة التريض، ويحرصان على مساعدة «بديع» فى تلبية كل احتياجاته داخل السجن، ويقوم كل منهما بإعداد بعض المشروبات له خلال فترة تواجدهم خارج الزنازين.

وأوضحت المصادر أن بعض الضباط من القائمين على سجن ملحق المزرعة متعاطفون مع جماعة الإخوان المسلمين، ويحرصون على الاطمئنان على صحة المرشد، وفتح زنزانته قبل كل الزنازين المجاورة، بل يحرص أحد الضباط على السؤال عنه، لدرجة أنه كان يقوم بالتحايل عليه لتناول الأطعمة فى الأيام الأولى لحبسه داخل السجن، وعقب إصابته بحالة اكتئاب، وإصراره على عدم مغادرة الزنزانة، قام هذا الضابط باصطحابه بنفسه للتريض، قائلا: «أزمة وهتعدى فضيلتك.. والفرج قريب».

وأكدت المصادر أن أحمد عبدالعاطى، مدير مكتب الرئيس المعزول والمحبوس احتياطيا على ذمة أحداث قصر الاتحادية، حرص على خطبة الجمعة، وصلى بالمحبوسين احتياطيا يوم الجمعة الماضى، وكان عنوان الخطبة «الصبر على البلاء»، وهى خطبة دينية ألمحت إلى الظلم الذى تتعرض له جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة الأخيرة والملاحقات الأمنية لهم، ووضعهم فى زنازين انفرادية.

واستطردت المصادر: «حضر (بديع) و(ماضي) و(سلطان) وأيمن هدهد وخالد الأزهري الخطبة ضمن نزلاء آخرين فى السجن، ولم يتخلف أحد عن الصلاة، وعقب انتهاء الخطبة قام (عبد العاطي) و(هدهد) باصطحاب المرشد فى تريض استمر لمدة ساعة، وبعدها تم إدخالهم الزنازين الانفرادية رغم أن لوائح السجون تؤكد ضرورة غلق السجون عقب الصلاة مباشرة، لأن السجون لا تفتح أبوابها يوم الجمعة إلا وقت الصلاة، أو بقرار من وزير الداخلية أو رئيس مصلحة السجون».

وأكدت المصادر أن ما يحدث في إدارة السجن من تجاوزات ومخالفات للوائح غير مفهوم من ضباط السجن، خاصة أن اللوائح تقضى بأن يكون التريض فى أوقات مختلفة، ولا يسمح للمتهمين أصحاب القضايا المشتركة بالالتقاء داخل السجون، حتى لا يتم ترتيب الأوضاع فى القضايا وتوحيد أقوالهم أمام النيابات، وأن صعود أى المتهمين فى قضية التنظيم الدولى لمنبر السجن وإلقاءه خطبة يعد بمثابة «كارثة لابد من التحقيق فيها».

وأشارت المصادر إلى أن قطاع السجون متعاقد مع عدد من أئمة الأوقاف للإشراف على كل السجون البالغ عددها 42 سجنا على مستوى الجمهورية، وأن عددهم 150 واعظا، وهم من لهم الحق فى اعتلاء منابر المساجد وإلقاء الخطب وغير مسموح لأي من المتهمين بأن يكون «شيخا» أو «واعظا» داخل محبسه، وأن ما حدث داخل السجن يمثل تجاوزا من إدارة سجن الملحق الذى أصبح قادة السجون به بمثابة «خلايا نائمة» مجاملة لبعض رموز الإخوان.

وقال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن واقعة تجاوز بعض الضباط فى السجون محل تحقيق فى الوزارة، وإنه اتصل بمسؤولى السجون وتأكد من قيام «عبدالعاطي» بإلقاء خطبة الجمعة داخل سجن محلق المزرعة، وإن بعض رموز الإخوان كانوا ضمن المصلين البالغ عددهم 6، وإنه وجه بإجراء تحقيق عاجل وفورى حول هذه الواقعة باعتبارها مخالفة صريحة للوائح السجون التى تنص على وجود عدد من أئمة الأوقاف للصلاة وخطبة الجمعة وهم منتدوبون من وزارة الأوقاف إلى السجون.

وأضاف «إبراهيم» لـ«المصرى اليوم»: «لن يسمح بأى مجاملة لأى من جماعة الأخوان المسلمين داخل السجون، وسيتم تطبيق القانون على الجميع وفقا للوائح السجون، وستكون الزيارات وفقا لضوابط محددة، وتخضع للتفتيش عن طريق الضباط، وما حدث من تجاوزات لبعض أفراد الجماعة المحبوسين سيتم التعامل معه عقب الانتهاء من التحقيقات التى ستكون تحت إشرافى المباشر، ولن يسمح فى عهدى بأى تجاوزات خلال الفترة المقبلة، والمخطئ سوف يحصل على عقابه».

وتابع «إبراهيم»: «من الوراد أن يتم توزيع رموز جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة المقبلة على سجون مختلفة عقب الانتهاء من التحقيقات المطلوبين على ذمتها، وهو إجراء قانوني، وستتم دراسته عقب انتهاء النيابة العامة من إجراء تحقيقاتها مع جميع المتهمين والنزلاء المتواجدين حاليا في 4 سجون، وهي: ليمان طرة وملحق المزرعة والعقرب وبرج العرب، وتم توزيع عدد من الإخوان المحبوسين على ذمة قضايا تحريض وتخريب على سجون وادى النطرون وأبوزعبل وعدد آخر من السجون».

يذكر أن «المصري اليوم» نشرت تفاصيل لقاء 7 من القيادات الإخوانية فى طرة، ما دفع اللواء محمد إبراهيم إلى نقلهم من سجن ملحق المزرعة إلى سجن العقرب.