يصر سكان تجمع الزابية من عرب السواحرة البدو في الضفة الغربية والمعروف باسم «E1»، على عدم ترك أراضيهم، رغم إعلان إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ومن بينها المشروع المثير للجدل الذي سيقسم الضفة الغربية إلى قسمين.
وأعلنت إسرائيل الجمعة نيتها بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية استيطانية غداة موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية.
وتقوم الفكرة على تأمين «اتصال» بين مستوطنة معاليه أدوميم والأحياء الاستيطانية في شرق القدس المحتلة منذ 1967.
وسكان التجمع يعرفون باسم عرب السواحرة البدو، ويبلغ تعدادهم نحو 400 فلسطيني يعيشون على تربية الماشية ويعيشون في ظروف بدائية دون بنية تحتية أو طرق أو حتى مواصلات ويستخدمون الحمير في تنقلاتهم.
ويقول علان الزرعي، (35 عاما)، لوكالة الأنباء الفرنسية: «لن نرحل إلا على جثثنا، ليس لنا بديل ولا مكان آخر نرحل إليه»، مضيفًا: «نحن موجودون هنا منذ أكثر من ثمانين عامًا قبل وجود دولة إسرائيل».
ويتساءل: «إلى أين سيأخذوننا؟ أين سيشردوننا؟ ألا يكفي أننا نعيش هنا في بيوت من خشب وصفيح وممنوعون من البناء بالطوب أو الاسمنت ومن زراعة شجرة أو نبته أو أي شيء بحجة أننا نعيش في منطقة عسكرية مغلقة».
ويقع تجمع الزابية على قمة منطقة جبلية صخرية تحيط بها أحراش بين شرق القدس وبلدة العيزرية في الضفة الغربية وتطل على مستوطنة معاليه أدوميم.
ويشير «الزرعي» إلى أن سكان التجمع لم يبلغوا رسميًا بذلك، مشيرًا إلى أن «كل ما نسمعه هو من الإذاعات وعبر وسائل الإعلام».
وتعصف الرياح في هذا الطقس الماطر وتكاد تخلع البيوت المبنية من بعض ألواح الخشب المغطاة بأكياس النايلون التي تتطاير مع الهواء وتفتقد هذه البيوت لأي أنواع التدفئة ويغطي السكان سقف بيوتهم بالصفيح ويدعمونها بالحجارة.
ويشير «الزرعي» إلى أنه «لا يوجد عندنا ماء ونقوم بشرائه من قرية الزعيم ولا يوجد كهرباء ولا نستطيع البناء و3% من الشبان فقط يعملون ولا يوجد مستوصف أو أي مؤسسة صحية تقوم بزيارتنا».
وأضاف: «كان عندنا قطيع ماشية ولم يبق منه شيئا فمراعينا تتقلص وباتت تكلفة علف الماشية باهظة الثمن وبتنا مديونين منها».
وتحدث «الزرعي» عن تجميد تطورهم، مشيرًا إلى أن «إسرائيل جمدت وجودنا، كنا نسير لمدارسنا مسافة ساعتين وأولادنا يسيرون حتى الآن إلى مدارسهم في بلدة عناتا القريبة نفس المسافة، تحت المطر وفي قيظ الشمس الحارة خصوصًا بعد بناء الجدار الفاصل العنصري عند عناتا».
ويرقد سعادة موسى علي، (82 عاما) في أحد هذه البيوت على فرشة مدت على الأرض ويروي: «أصبت بجلطة وحملني أقربائي مسافة اثنين كيلومتر إلى أن وصلنا قرية الزعيم ومن هناك استأجروا سيارة أوصلتنا إلى المستشفى».
وأضاف عن بناء وحدات استيطانية إسرائيلية على أراضيهم: «لم نبلغ رسميًا من قبل أي أحد، أين سنرحل؟ لا يوجد لنا مكان أو بديل! لقد صادروا لنا أربعين دونمًا في منطقة الخان الأحمر، ولم يتبق لنا أي ملكية».
وقال «سعادة»: «إسرائيل حاولت مرتين إخراجنا من هنا مرة عام 1988 وأخرى عام 1993 وتعذبنا كثيرًا ودفعنا نحو 20 ألف دولار أجرة للمحامين للبقاء في مكاننا».
وفتح الإسرائيليون بين مدينة القدس والعيزرية طريقًا مرصوفًا بعرض ستة أمتار في الطريق إلى منطقة «E1» بين الأحراش وعلى طول الطريق الجبلية القريبة من تجمع الزابية، لكن سكان التجمع لا يستطيعون استخدامه.
ولم تحدد الحكومة الإسرائيلية أي موعد لبدء البناء، لكن الإعلان نفسه تعرض لانتقادات وإدانات دولية.