قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، إن جماعة الإخوان تصارع من أجل سد الفجوة بينها وبين الليبراليين، مضيفة أن الأعضاء الأصغر سناً فى الجماعة يلقون باللوم في الأزمة الراهنة، على أخطاء قادتهم، ومن السابق لأوانه القول بما إذا كانت الجماعة ستنجو من أزمتها، أم أن الانتقادات ستؤدى إلى وجود قيادة أكثر انفتاحاً ودهاء سياسياً.
ونقلت الصحيفة عن علي خفاجي، أحد قيادات الجماعة، قوله إنه «سيأتي الوقت الذى سنُخْضِع فيه قياداتنا للمساءلة، ونطالبهم بالتغيير»، مضيفا: «نحن بحاجة إلى أشخاص أكثر انفتاحاً واستعداداً للعمل مع الجميع»، وقال عدد من أعضاء الإخوان إن «قيادة الجماعة رفضت مناشدات عديدة، بعد فوز الرئيس المعزول، محمد مرسي، من صفوف الشباب، للعمل بشكل وثيق مع أحزاب المعارضة الليبرالية، والحفاظ على مسافة من الجيش، وسرعة إصلاح الدولة البوليسية، لكن عثرات الجماعة عزلتها عن المجتمع، وأخرجت مصر من مسارها الديمقراطي».
وأكد أحمد عبد الجواد، حفيد زعيم الإخوان السابق، مصطفى مشهور، أن «القيادة تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية، ومقتنعة بأن الشارع يتعاطف معها، وأن لديها قدرات قوية على الحشد».
وأضاف: «تبدو الجماعة الآن غامضة، فهم يتحدثون كما لو كانت استراتيجيتهم انتظار معجزة تأتي لنجدتهم، وإعادتهم إلى السلطة، لكنهم لا يستمعون بشكل جيد للأعضاء الأصغر سناً».
وقال أحمد علي، أحد شباب الإخوان: «قيل لنا من قِبَل قادتنا إن الجيش لن يخون الرئيس، فقد كانوا يعتقدون أن الشرطة والجيش لن يعودا أبداً إلى مهاجمة المتظاهرين السلميين».
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات بين شباب الإخوان وقادتها كانت موجودة وراء الأبواب المغلقة، منذ ثورة 25 يناير 2011، حينما أدى غموض موقف القيادة حول دعم الثورة إلى استياء العديد من أعضائها، وزادت تلك الخلافات، عندما نكث الإخوان تعهداتهم، وترشحوا لأغلب مقاعد البرلمان، وخاضوا الانتخابات الرئاسية.
ونقلت الصحيفة عن النائب الإخوانى السابق، محمد طوسون، قوله إن عددًا كبيرًا من أعضاء حزب الحرية والعدالة عارض القرارين، حيث وصل التصويت على فكرة خوض الانتخابات الرئاسية، بمجلس شورى الجماعة، إلى طريق مسدود، لكن تم تمريره بصوتين فقط، بعد ضغط شديد من نائب المرشد، المهندس خيرت الشاطر، وأضاف «طوسون»: «الحزب كان يدرك أن خوض انتخابات الرئاسة فكرة سيئة، خصوصاً بعد انقسام الإخوان العميق حول الأمر، ولم يكن ينبغى أن يحدث هذا مطلقاً، حيث لم يكن معقولاً أن نتولى الرئاسة، فى ظل الفراغ السياسى والأمنى حينئذ، وكنا قد أعطينا كلمة بعدم الترشح».
وقال محمد سلطان، المتحدث باسم تحالف «ضد الانقلاب»، إن أعضاء الجماعة الغاضبين وحلفاءهم من الأحزاب الإسلامية الأصغر حجماً واجهوا قادة «الإخوان» فى اجتماعات مغلقة «عاصفة» بمسجد «رابعة العدوية»، أثناء الاعتصام، وأضاف أنه فى أحد الاجتماعات واجه أعضاء الجماعة أسامة ياسين، وزير الشباب الأسبق، أحد كبار مساعدى «الشاطر»، وقالوا له: «قلنا لكم لا تراهنوا على الجيش، لكنكم تجاهلتم كلامنا، وقلنا لكم لا تتزعموا قيادة الثورة كاملةً بمفردكم، لكنكم قمتم بذلك».