دعا قيادي بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، أحد أذرع تنظيم «القاعدة»، في كلمة مسجلة على شبكة الإنترنت، السبت، المصريين إلى حمل السلاح ضد الجيش، وقال إن القمع الدموي للمحتجين الإسلاميين يبين عدم جدوى الوسائل السلمية.
وأضاف أبو محمد العدناني الشامي، المتحدث باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في رسالة صوتية مسجلة نُشرت على «يوتيوب»، السبت، إن «جيوش الطواغيت من حكام ديار المسلمين هي بعمومها جيوش ردة وكفر»، معتبرًا أن «القول اليوم بخروج هذه الجيوش من الدين وردتها بل ووجوب قتالها وفي مقدمتها الجيش المصري، لهو القول الذي لا يصح في دين الله خلافه».
وأوضح «العدناني»، في رسالته التي حملت عنوان «السلمية دين من»، «لابد أن نصدع بحقيقة مُرًة لطالما كتمها العلماء واكتفى بالتلميح لها الفقهاء، وهي كفر الجيوش الحامية لأنظمة الطواغيت وفي مقدمتها الجيش المصري والليبي والتونسي قبل الثورة وبعدها، والجيش السوري قد بات كفره واضحا حتي عند العجائز.. لابد لنا أن نصرح بهذه الحقيقة المُرَة ونصطع بها».
واعتبر المتحدث باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، من وصفهم بـ«الذين ينافحون ويدافعون عن هذه الجيوش من المنتسبين إلى العلم ويأمرون المسلمين بعدم تكفيرها وقتالها»، «أجهل الناس بحقيقة الدين وحقيقة ما عليه هذه الجيوش الآن»، متابعًا «فهذا الجيش المصري يسعي سعيًا مستميتًا لمنع تحكيم شرع الله، ويعمل جاهدًا على إرساء العلمانية والحكم بالقوانين الوضعية».
وقال «العدناني» إن «الجيش المصري وكل جيوش الطواغيت من حكام بيوت المسلمين، يحاربون المسلمين من أجل مناداتهم بعقيدتهم وتطبيق شرع ربهم وسنة نبيهم المطهرة، ويقاتلونهم ويقتلونهم ويعتقلونهم لأجل ذلك.. الجيش المصري وغيرها من تلك الجيوش تزعم زورا وبهتانا أنها الحامية للمسلمين والمدافعة عنهم والساهرة على أمنهم وأمانهم وراحتهم، وما وجدت هذه الجيوش إلا لحماية الطواغيت والدفاع عنهم وتثبيت عروشهم».
كما اعتبر المتحدث أن «الجيش المصري ما وجد إلا لحرب الله ورسوله والصد عن سبيل الله، ويحمي البنوك الربوية ودور العهر، واليهود والأقباط والنصاري المحاربين لله ورسوله، جيش يؤمر بترك الصلاة فيتركها، جيش صائل انتهك الأعراض وحرق المساجد والمصاحف وأجهز على الجرحى وحرق جثث القتلي، فهل يقول عاقل إن هذا الجيش لا تجوز محاربته وقتاله حتى إن كان يراه مُسلما».
وهاجم «العدناني» جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي، ووصفهما بـ«حزب الإخوان وأخيه حزب الظلام»، قائلا «آل الأمر في آخر ظروفه في مصر إلى صراع واضح بين الإيمان والكفر، والمعركة ليست معركة الإخوان وإنما معركة الموحدين المجاهدين.. وما الإخوان إلا حزب علماني بعباءة إسلامية بل هم أشر وأخبث العلمانيين، حزب يعبد الكراسي والبرلمانات، فقد وسعهم الجهاد والموت في سبيل الديمقراطية ولم يسعهم الجهاد والقتل في سبيل الله».
وقال: «إنهم حزب لو تطلب الحصول على الكرسي السجود لإبليس لفعلوا غير مترددين»، مضيفا: «حزب الإخوان تخلى عن ثوابت الإيمان عندما تخلى عن نسبة الحكم والتشريع لغير الله تعالى، فقالوا متبجحين بغير مواربة إن الحكم والتشريع للشعب، ثم أضافوا ونحن الآن الممثلون لهذا الشعب في مجلسي الشعب والشورى.. هذا فيه مصادمة لعقيدة الأنبياء وتوحيد رب الأرض والسماء.. وادعوا أنهم سيتخذون من هذه القواعد الديمقراطية سبيلا لتطبيق ثوابت الإسلام وجزئياته، ثم خرجوا علينا وقالوا إن لا يمكننا الآن تطبيق الشريعة».
ورأي «العدناني»، ما سماه «تخاذل الإخوان والسلفيين عن الدعوة للجهاد وتطبيق الشريعة»، ساهم في المسارعة بالصدام المسلح بعكس ما كانوا يعتقدون.
وطالب متحدث «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، «الإخوان» وحزب النور بـ«التوبة والرجوع عن دين الديمقراطية»، مُضيفًا: «قد عاينتم بأعينكم ضياع سلطانكم الذي سعيتم له على مدار قرن فانتزعه منكم العسكر في ليلة واحدة وأصبحتم ما بين معتقل وقتيل وشريد، فإلى متى وقد لدغتم من الجحر مرات ولم تتعظوا بما حدث مع الهالك جمال عبد الناصر ولم تتعظوا بما حدث للإسلاميين في الجزائر حينما رضوا بلعبة الديمقراطية فربحوها وخسروا الإسلام».
وشدد «العدناني» على أن «الصدام قدر محتوم والدعوات السلمية إلى المزبلة»، زاعمًا أنه «آن أن نعترف بأن السلم لا يحق حقًا ولا يبطل باطلا، ويكفوا عن دعواهم الباطلة، وأنه لا يمكن لإيمان مسالم أن يقف في وجه كفر مسلح مجرم صائل، فإن الكفار يعجزون عن مواجهة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان فيلجأون إلى القوة، فلن يتبدل موقف الكفار هذا تجاه المسلمين أبدًا».