6 قتلى فى معارك بالضفة بين شرطة «فتح» ونشطاء «القسام»

الإثنين 01-06-2009 00:00

تفجرت التوترات الفلسطينية الداخلية فجر أمس، وشهدت مدينة قلقيلية اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات الأمن التابعة لحركة التحرير الفلسطينى (فتح) وعناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسفرت عن سقوط 6 قتلى ووقوع عشرات الجرحى، وذلك بعد نحو أسبوعين على انتهاء الجولة الخامسة من الحوار الوطنى بينهما فى القاهرة، والتى اختتمت فى 18 مايو الماضى.

وأعلنت الشرطة الفلسطينية أن 3 عناصر تابعة للشرطة و2 من نشطاء كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لـ«حماس»، ومدنيا فلسطينيا، قتلوا خلال تبادل لإطلاق النار فى قلقيلية، الواقعة شمال الضفة الغربية، موضحة أن الأحداث اندلعت بينما كانت قوات الأمن تحاول توقيف محمد ياسين، الناشط القسامى، الذى كان يتحصن فى منزله، والذى كان أحد الضحايا الذين راحوا نتيجة الاشتباكات المسلحة.

وفى أعقاب المصادمات، فرضت شرطة السلطة الوطنية الفلسطينية حظر التجول فى مدينة قلقيلية، فى وقت أكد فيه شهود عيان أن عددا من أعضاء «حماس» اختبأوا فى المبانى وتجاهلوا مطالب قوات الأمن بالاستسلام، بينما نقلت الإذاعة الفلسطينية عن مصدر أمنى قوله إنه طالب عناصر «حماس» بالاستسلام لكنهم «أبوا وبقوا يطلقون النار مما أدى إلى اقتحام البناية ومقتل المسلحين الـ2 وللأسف مقتل صاحب البيت الذى تمترسوا فيه»،

وأضاف: «قوات الأمن الآن تقوم بإجراء تفتيش كبير وتفكيك عبوات للمتفجرات كانت موضوعة فى هذا البيت تصل أوزانها إلى أكثر من 150 كيلوجراما».

وفى غزة، حملت «حماس» الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مسؤولية الأحداث، وقالت فى بيان «نحمل عباس وسلطته وأجهزته الأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة ونعتبرها خطا أحمر غير مسبوق قد تجاوزته أجهزة عباس وقادتها»،

وأضاف البيان أن الحدث ستكون له «تداعياته الأكيدة على تقييم سياساتها تجاه العصابات المسؤولة عن الجريمة وقد ثبتت خيانتهم العظمى»، بعدما راح فى الأحداث 2 من نشطائها «برصاص الغدر والخيانة»، على حد قول البيان، الذى وصف أيضا قوات عباس بـ«عصابات دايتون المتصهينة»، فى إشارة إلى الجنرال الأمريكى كيث دايتون، المسؤول عن تدريب الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة.

من جانبه، قال فوزى برهوم، المتحدث باسم «حماس»، أن على «فتح» أن تختار بين الحوار أو «الارتماء فى أحضان العدو الصهيونى واستكمال دورهم التصفوى»، منتقدا ظهورها «بلسانها فى جلسات الحوار، وبسيفها المسلط على رقاب أبنائنا ومجاهدينا» على الأرض فى الضفة الغربية، على حد تعبيره.

بدورها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامى أن «جريمة اغتيال هؤلاء القيادات بيد فلسطينية تأكد خيانة هذا المشروع الانهزامى الذى تقوده السلطة فى رام الله لاجتثاث المقاومة إما بالاعتقال أو الاغتيال».

وبلغ الخلاف بين السلطة، التى تسيطر عليها «فتح» وحركة «حماس» حد الاقتتال الداخلى، وهو ما أدى إلى سيطرة الأخيرة على قطاع غزة بالقوة منذ منتصف يونيو 2007، ومنذ ذلك الحين، لم تعد «فتح» تسيطر سوى على الضفة الغربية.

فى غضون ذلك، أعلن وزير النقل الإسرائيلى يسرائيل كاتز، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رفض حكومته التجميد التام للاستيطان فى الضفة، الذى طالب به الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وصرح لإذاعة الجيش «أقول بوضوح شديد إن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تقبل بأى حال من الأحوال بتجميد الاستيطان المشروع فى يهودا والسامرة».

وتزامن التصريح مع ما نشرته صحيفة «هاآرتس» حول ارتفاع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مسألة المستوطنات، ونقلت عن مصادر محلية شعورها «بخيبة أمل لاسيما بعد أن أصبحت جميع التفاهمات التى تم التوصل إليها بين البلدين خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكى جورج بوش لا تساوى شيئا بالنسبة للجانب الأمريكى».

من ناحية أخرى، أعلن متحدث عسكرى أن إسرائيل بدأت تدريبا «غير مسبوق» على نظام إنذار ودفاع مدنى يتم خلاله محاكاة هجمات بالصواريخ وقصف جوى مكثف وسلسلة هجمات، وهذه المناورات التى تستمر 5 أيام ستتيح اختبار قدرات البلاد على الرد على إطلاق قذائف من لبنان وقطاع غزة وصواريخ من إيران وسوريا،

وبحسب السيناريوهات، ستقوم فرق الإغاثة وقوات الجيش والشرطة والبلديات والوزارات باختبار قدرة المدنيين الدفاعية فى حال وقوع هجمات بالأسلحة التقليدية والكيميائية أو الجرثومية.