قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي، الثلاثاء، إن السودان مطمئن إلى أن اقتراح وسطاء الاتحاد الأفريقي حول منطقة أبيي المتنازع عليها مع جنوب السودان لن ينفذ في المهلة التي حددها الوسطاء لتطبيقه.
والوضع النهائي لمنطقة أبيي الغنية بالنفط لم يحسم منذ انفصال جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011، بعد انتهاء حرب أهلية بين السودان وجنوب السودان، امتدت 22 عاما، ومن أكثر القضايا حساسية بين الدولتين.
وأعطى وسطاء الاتحاد الأفريقي الدولتين مهلة تنتهي في السادس من ديسمبر الحالي في حال عدم توصلهما إلى حل ينفذ اقتراح الاتحاد الأفريقي، الذي يقضي باستفتاء مواطني المنطقة أي الدولتين يريدون أن يتبعوا، كما سيطلب الاتحاد الأفريقي من مجلس الأمن الدولي اعتماد اقتراحه لحل القضية.
وقال «كرتي» للصحفيين: «نحن مطمئنون بعد لقائنا مع القادة الأفارقة (الاتحاد الأفريقي) بأن مجلس الأمن الدولي لن يحيل المقترح إلى مجلس الأمن الدولي».
وأضاف «كرتي» أن «مجلس الأمن والسلم الأفريقي قد لا يجتمع في السادس من ديسمبر، والاجتماع قد يؤجل».
كان السودان رفض اقتراحًا قدمته آلية وسطاء الاتحاد الأفريقي التي يرأسها ثابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق، لكن دولة الجنوب قبلت به.
وفي نهاية الأسبوع الماضي زار الخرطوم كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم، وقال إن «جنوب السودان يعمل على أن يعتمد اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي مقترح (مبيكي)»، وأضاف أموم أن «اقتراح (مبيكي) يضمن حقوق الدينكا وحق المسيرية في الرعي والعبور».
والمسيرية قبيلة عربية بدوية ترعى الأبقار في المنطقة، وتمر خلال منطقة أبيي بأبقارها في موسم الجفاف إلى نهر بحر العرب.
ويعيش فرع من قبيلة الدينكا، أكبر المجموعات السكانية في جنوب السودان، في المنطقة.
كان يفترض أن يجرى استفتاء في أبيي حول تبعيتها إلى إحدى الدولتين في يناير 2011 لكنه لم يتم بسبب خلاف بين السودان وجنوب السودان حول من الذي يحق له أن يصوت فيه.
وينص اقتراح «مبيكي» على إجراء الاستفتاء في أكتوبر المقبل، ويشارك فيه الدينكا والسودانيون الآخرون المقيمون في المنطقة.
ووصف مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان وجنوب السودان، برنتسون ليمان، الأسبوع الماضي، الاقتراح بـ«الجيد».
وقال «ليمان»: «حتى لو صوتت أبيي لصالح الانضمام لجنوب السودان، فإن المقترح ضمن للمسيرية حق المشاركة السياسية، وحقهم في الهجرة».