فاجأت استطلاعات الرأي الإسرائيلية المحللين، عندما كشفت أن الإعلامي الإسرائيلي يائير لابيد، الذي أسس مؤخرًا حزبًا سياسيًا وسطيًا يخوض به انتخابات الكنيست للمرة الأولى، قد يحصل على المركز الثالث بـ15 مقعدًا، ليكون الحصان الأسود الذي يعزز على المدى القريب سيطرة رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو على البرلمان المقبل.
وقالت استطلاعات الرأي إن حزب «لابيد» سيحل إما ثالثًا بـ15 مقعدًا، متساويًا بذلك مع حزب «يسرائيل بيتينو»، أو رابعًا بـ11 مقعدًا.
وينحدر «لابيد»، المولود في تل أبيب في نوفمبر 1963، من أسرة مرموقة في العمل السياسي، إذ أسس والده الكاتب الصحفي تومي لابيد حزب «شينوي»، قبل أن يشغل منصب وزير العدل، بينما تعد والدته شلوميت لابيد من أبرز أديبات إسرائيل.
بدأ «لابيد» حياته المهنية بالعمل في صحيفة «معاريف»، ومنها انتقل إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وفي عام 1995 بدأ في العمل في القناة الأولى الإسرائيلية، ثم انتقل للقناة العاشرة بعد ذلك بسنتين، وقدم برنامج «استديو الجمعة»، وهو البرنامج الأكثر شعبية في إسرائيل.
وابتداء من عام 2010، تحدثت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رغبة لابيد في الدخول إلى الساحة السياسية الإسرائيلية، حتى أعلن استقالته في يناير 2012، ودخوله الحياة السياسية، وتأسيسه حزبا جديدا باسم «يش عاتيد» (يوجد مستقبل).
وقتها، أشارت استطلاعات الرأي الأولية إلى أن حزب لابيد قد يحصل على 15 مقعدا في الكنيست، الأمر الذي يؤهله للحصول على لقب الحصان الأسود في سباق الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث من شأنه أن يحسم أي ائتلاف حكومي مقبل.
ويمثل «لابيد»، المحسوب حزبه على تيار يمين الوسط، خطورة على حزب «كاديما»، الذي سينتقل العديد من مؤيديه، بحسب استطلاعات الرأي، إلى التصويت لحزب «يش عاتيد».
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «داحاف» الإسرائيلي، أكتوبر الماضي، صعود حزب «يش عاتيد» على حساب «كاديما»، حيث يحصل الحزب الجديد على 14 مقعدًا مقابل 8 فقط لكاديما، برئاسة شاؤول موفاز.
وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي التقليل من فرص يائير لابيد ورموز تيار الوسط الإسرائيلي، عن طريق جعل الحرب على إيران هي محور الدعاية الانتخابية الإسرائيلية.
ويعزز هذا الانقسام في تيار الوسط الإسرائيلي من فرص «نتنياهو» في الانتخابات المقبلة. غير أن التصاعد السريع لشعبية «لابيد» قد يهدد سيطرة اليمين على الكنيست والحكومة على المدى الأطول.
وأعلن «نتنياهو» الذهاب للانتخابات المبكرة، بعد تحديده في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة خطًا أحمر لإيران، وبعد تزايد الحديث عن احتمالية شن هجوم إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يزيد من فرصه في الانتخابات المقبلة أمام منافسيه الذين يعتمد خطابهم السياسي على المشاكل الاجتماعية وعملية السلام مثل «لابيد» وشيلي يحيموفيتش، رئيسة حزب العمل.
إلا أن الأمر لم يؤثر كثيرًا على فرص «لابيد». إذ أشار آخر استطلاع للرأي، أجرته صحيفة «هاآرتس» في أكتوبر الماضي، إلى أن حزب «يش عاتيد» سيحل رابعًا، بـ11 مقعدًا، خلف «ليكود» بزعامة «نتنياهو» (29 مقعدًا)، ثم «العمل» بزعامة شيلي يحيموفيتش (19 مقعدًا)، و«يسرائيل بيتينو» بزعامة وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان (15 مقعدًا).