«يديعوت أحرونوت»: إسرائيل تنشر «القبة الحديدية» في تل أبيب تحسبًا لهجوم سوري انتقامي

كتب: محمد البحيري الجمعة 30-08-2013 20:01

تواصل إسرائيل استعداداتها العسكرية المكثفة لمواجهة أي تداعيات لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا، واضعة في حسبانها كل السيناريوهات المحتملة.

ونشر الجيش الإسرائيلي بطارية لمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في منطقة تل أبيب الكبرى، الجمعة، وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها بطارية لمنظومة القبة الحديدية موجهة إلى الشمال، تحسبًا لهجوم سوري انتقامي، ردًا على ضربة أمريكية محتملة لدمشق.

وركز الجيش الإسرائيلي عند استدعائه قوات الاحتياط على دعم القوات الجوية والحرب الإلكترونية والمخابرات العسكرية والدفاع الصاروخي، بحسب «يديعوت أحرونوت».

وتسعى إسرائيل إلى استكمال استعداداتها كي تكون قادرة على الرد على أي هجوم تتعرض له خلال الهجوم المرتقب على سوريا، ووجه رئيس الأركان الإسرائيلي، بينى جانتس، تهديدا جديدا لدمشق قال فيه: «فى حالة توجيه النيران إلى إسرائيل، من الواضح لكل زعيم فى منطقتنا، بل فى العالم كله، أن الثمن سيكون فادحا، وستكون خسائر عدونا هائلة وقاسية».

ويبدو قادة الجيش الإسرائيلي أكثر قلقا مع اقتراب وقت الاختبار الحقيقي، وربما المصيري للصاروخ الإسرائيلي «حيتس»، الذي يستهدف حماية إسرائيل من الصواريخ الباليستية التي من المفترض أن تنهال على الإسرائيليين في حالة ضرب سوريا.

وبحسب موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي، أعرب قادة الجيش عن أن أكبر مخاوفهم تتعلق بصواريخ «سكود» التي تمتلكها دول بالمنطقة، من بينها سوريا.

وكشف تقرير عن تقديم إسرائيل طلبا إلى الولايات المتحدة من أجل الانضمام للبرنامج العسكري الأمريكي الطموح المعروف باسم «حرب النجوم»، لكن الرفض جاء سريعا من واشنطن، ولفت إلى أن مشروع الصاروخ «حيتس»، الذي تمول الولايات المتحدة أغلب تكاليفه، جاء كتعويض أو بديل لإسرائيل عن الانضمام لمشروع حرب النجوم.

وأكد التقرير أن صواريخ سكود التي تملك سوريا عدة مئات من مختلف أنواعها تشكل مصدر التهديد الأكبر لإسرائيل، والتحدي الأول للصاروخ «حيتس»، محذرين من أن الفشل سيشكل فضيحة عسكرية مدوية للأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء.

وتمثل الحرب الإلكترونية مصدر قلق أيضا لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي أعلنت عن مخاوفها الشديدة من تعرض منشآتها العسكرية والحكومية وما يتعلق بالبنية التحتية لهجمات إلكترونية، بسبب اتصالها جميعا بشبكة الإنترنت.

ولذلك بادر الجيش الإسرائيلي باستدعاء قوات الاحتياط الخاصة بالحرب الإلكترونية في ظل إثبات قراصنة الإنترنت السوريين (الهاكرز)، خاصة «الجيش السوري الإلكتروني»، كفاءتهم العالية أكثر من مرة في مواجهة نظرائهم الإسرائيليين.

وتبرز إيران كمصدر تهديد لإسرائيل، التي تبنى تقديراتها على أن الإيرانيين يدركون أنه في اللحظة التي سيتم فيها الانتهاء من علاج أزمة سوريا جذريا، ستتجه الأنظار إلى إيران والمفاوضات الجارية معها بشأن برنامجها النووي، وتحث إسرائيل واشنطن على ذلك، محذرة من أن التلكؤ أو التراخي في موضوع سوريا سيمثل ضربة قاسية لقدرات الردع الأمريكي في الشرق الأوسط، ويحد من تأثيرها في المفاوضات مع إيران، بل ترى إسرائيل أن ذلك سيؤدي إلى تدهور ميزان المخاطر والتهديدات بين إيران وإسرائيل بشكل درامي، الأمر الذي قد يجبر إسرائيل على الرجوع خطوة إلى الخلف في كل ما يتعلق بشن هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.