جاء العقيد خالد الشاذلي، رئيس مباحث مديرية أمن أسوان، منقولا من مديرية أمن سوهاج، مساء يوم الأربعاء الذي وقع فيه حادث سحل الضباط، يقول العقيد خالد الشاذلي: «دخلت المديرية لأجد كل الضباط مصابين، 18 ضابطا و40 فرد شرطة مصابين بإصابات مختلفة».
«أول ما بدر بذهني أن أهل أسوان لم يقفوا مع الشرطة مقارنة بأي محافظة أخرى»، هذه الملاحظة الأولية قادت «الشاذلي» لاتخاذ قرار بدراسة الأسباب التى قادت لهذا الانفصال بين الشرطة والجمهور، يقول: «دراسة مجتمعية لا أمنية»، ويفسر: «أريد أن أعرف ما الذى جعل الناس بهذه السلبية تجاه رجال الشرطة، كيف وقف الأهالي يشاهدون هذه الواقعة دون أن يحاولوا منعها؟».
ولا يرى «الشاذلي» في الطبيعة القبلية للمجتمع الأسوانى سببا في رد الفعل: «بالعكس، القبلية كان يمكن أن تحل المشكلة، فكان ممكن يردوا المعتدين بسبب قوة العلاقات القبلية، لو أنهم رأوا فى الاعتداء على مديرية الأمن خطأ يستحق رد من يقوم به».
«لماذا لم يقفوا بجانب الشرطة؟» السؤال دعا عقيد الشرطة الوافد للجلوس خلال أيام قليلة مع رؤوس عائلات وقبائل نافذة فى أسوان، ولكنه يبقى الإجابة عن سؤال يستفسر عن سعيه للقاء عدد من رموز التيارات الإسلامية فى المحافظة معلقا، لم يجب الشرطى الوافد بنعم أو لا واكتفى بقوله: «ياريت كان عندهم فكر ويقدروا يتحاوروا كنت قعدت معاهم».
وعن ضعف القوة الأمنية التى تواجدت فى محيط اعتصام ميدان المحطة بأسوان يقول «الشاذلي»: «القوة كانت لتأمين مبنى المحافظة ضد المتظاهرين من أبناء قبيلة العبابدة التى ينتمى لها محافظ أسوان السابق ( ذكر شهود عيان أن المحافظ ينتمى لقبيلة الجعافرة ولم يتوفر لدى «المصري اليوم» معلومات من السيرة الذاتية للمحافظ السابق ترجح أى من المعلومتين)، يتابع «الشاذلي»: ولم يكن أحد يعلم بفض اعتصام «رابعة، والنهضة» الذي اعتبره قرارا يشبه قرار حرب أكتوبر لذا كان محاطا بالسرية التامة.
وينفى «الشاذلي» ما اتفق عليه عدد من شهود العيان حول بدء الهجوم على قوات الحماية الشرطية عقب قيام أحد الضباط بإطلاق الرصاص على المعتصمين، مؤكدا: «لم تكن هناك أوامر باطلاق الرصاص وهذا ما أدى للمشكلة، أنا لو كنت موجودا كنت تعاملت وضربت، القانون يكفل لى الضرب فى حالة الدفاع الشرعى لكن للأسف القيادة الموجودة فى ذلك الوقت حاولت ان تحافظ على سلمية المكان ولم تعط أوامر بالضرب».
وعن التطورات التى وصلت لها الشرطة فى ملاحقة الجناة، قال: «نحن الآن نشاهد الفيديوهات لنتحقق من الشخصيات، هذه مهمة صعبة لأن الناس لا يبدون التعاون معنا».
وعن السر وراء عدم استجواب الشيخ خالد القوصي، أمير الجماعة الإسلامية بأسوان حتى الآن، رغم اتهامات متواترة من شهود عيان بإشرافه على تعذيب الضباط والجنود خلال الهجوم على مديرية الأمن فى 14 أغسطس، قال: «لا أحد يتعرف على أحد فى الفيديوهات والناس لا تساعد رغم أن اكتشاف السيد القوصي شىء سهل فهو شخصية عامة فى أسوان ويمكن مطابقة صوره من الإنترنت».
أما اللواء حسن السوهاجى مدير أمن أسوان الجديد الذى تسلم منصبه بعد خمسة أيام من وقوع الحادث على إثر اتهام مدير الأمن السابق بالتواطؤ وإخفاء عملية سحل الضباط والعساكر، فيحرص على الإشراف اللصيق على ملاحقة المشتبه بهم فى الاعتداء، يقول «السوهاجي» لـ«المصري اليوم»: «لا أسأل ماذا حدث ولا لماذا، كل ما يهمنى هو القبض على53 مشتبها به، لرد اعتبار جهاز الشرطة».