محافظ الجيزة: الأمن تعامل مع معتصمي «النهضة» بأقصى درجات ضبط النفس (حوار)

كتب: أيمن حمزة الخميس 29-08-2013 20:28

قال الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، إنه لم يصدر أي أوامر بالتضييق على المعتصمين بميدان «النهضة»، مؤكداً أنه كان يقوم بحماية المعتصمين من وصول أهالي المنيل وبين السرايات إليهم نظرا لوجود «ثأر بايت»، بينهم وبين الأهالي.

وأضاف أن المحافظة لديها خطة سريعة للتعامل مع منطقة «ميدان نهضة مصر» خلال فترة وجيزة جداً، لأنها منطقة حيوية، وأكد أن المسؤولين مطالبون بفتح أبواب الجامعة للطلاب، وفتح الحدائق لاستقبال الزائرين وبتوفير حالة من السيولة المرورية في المنطقة.

وأشار المحافظ إلى أن الأمن تعامل مع المعتصمين بأقصى درجات ضبط النفس أثناء فض الاعتصام بميدان «النهضة»، وكان عليهم الاستجابة، ولكنهم فضلوا البقاء في الميدان للحظة الأخيرة ولم يستجيبوا لأحد، فيما لفت إلى أن الأمن فضل عدم التدخل لحماية ديوان عام المحافظة حرصاً على أرواح المصريين وإلى نص الحوار:

■ لماذا قدمت استقالتك ولماذا تراجعت عنها؟

ـ لم أتراجع عن الاستقالة، ولم يبت فيها أحد، لأن الحكومة تركت مكاتبها و«مشيت» وبعد يومين من تقديم الاستقالة طلب مني العودة لتيسير الأعمال، ووجدت أن حق المواطن على يقتضي العودة السريعة، خصوصاً أن هناك محافظات تركها محافظوها فترة طويلة وتضرر المواطنون، بسبب ذلك كثيراً، فقررت الانحياز للمواطن، وقررت أن أقدم خدمة للجميع دون تفرقة وبغض النظر عن الانتماء الحزبي أو الديني.

وأنا قد قررت الاستقالة في حال لم تتحقق خارطة الطريق، لكن طول ما في مناخ مناسب لتأمين المواطن، وطول ما أنا قادر على توفير الخدمات له لماذا أستقيل؟.

■ شاركت في حكومات مختلفة أيهما الأفضل من وجهة نظرك؟

ـ المدة الحالية لا تكفي لتقييم حكومة «الببلاوي»، وعموماً كل حكومة كان لها ظروف تتعرض لها بخلاف الأخرى، نعم هناك ظروف مشتركة لكن المقارنة صعبة.

وعموماً فحكومة الدكتور كمال الجنزوري كانت من أكثر الحكومات حسماً من ناحية التعامل مع المحليات بحكم الخبرة والتنسيق، فكان هناك تنسيق بين الوزراء والمحافظين على فترات قصيرة، وهذا كان كفيلاً بتصحيح أي انحراف عن المسار الصحيح خصوصاً في الموضوعات المتعلقة بالتنمية.

■ اتهمت كثيرا بأنك محافظ فلول ثم بأنك إخواني، فما ردك؟

ـ المحافظ يجب ألا ينتمي لأي حزب، فقط ينتمي للمواطن المصري لأننا نقدم خدمات يجب أن تعم منافعها وخيراتها على الجميع دون استثناء، لأن المحليات يقع عليها عبء جودة الحياة، أو تحسين جودة الحياة، فالمحليات مسؤولة عن البيئة والمرور والنظافة وغيره، وبالتالى دورى أن أوفر حياة كريمة ذات جودة عالية قدر المستطاع للجميع ودون تفرقة.

■ كيف تقرأ خارطة الطريق التي حددها الفريق السيسي؟

ـ إزالة الاحتقان الواقع بين المنتمين لما يسمى التيار الإسلامى وبين المواطنين الراغبين فى تفعيل الخارطة، ومع أن الأغلبية مع خارطة الطريق، لكن يجب أن نستوعب الجميع ونعمل على حل الخلاف بين الفصائل السياسية، لأن أى استحقاق ديمقراطى سواء كانت انتخابات رئاسية أو برلمانية في هذا الوضع لن تكفل نجاحاً، وبالتالي يجب تخفيف حدة الاحتقان والعمل على إزالة مصادره.

■ ما الفارق بين المجلس العسكري السابق وقيادة الفريق السيسي للمرحلة الانتقالية؟

ـ تعاملت مع المجلس العسكري في أزمات كان أغلبها تجمعات لمواطنين وخلال الانتخابات وكان الأداء بالنسبة لي أنا والمواطن أداء جيد.

أما بالنسبة للفريق السيسي فأنا أرى أن استجابته للإرادة الشعبية في 30 يونيو تنم عن حس وطني عالي المستوى، والتقدير اللى ناله من الشعب المصري تقدير في محله.

وأنا التقيت بالفريق السيسي خلال حفل تخريج دفعة من أكاديمية ناصر العسكرية قبل 30 يونيو، وكان خطابه في حفل التخرج ينم عن إحساس بالمسؤولية تجاه الشعب، وأنه لن يترك المواطن مهدداً، وأنه مستعد لمقاومة أى ترويع أو خوف وهو ما تم بالفعل.

■ هل كنت مؤيداً لفض اعتصام «نهضة مصر»؟

ـ فض الاعتصام بالقوة كان مطلبا شعبيا ملحا، فالشارع كان يضغط بقوة للفض بقوة، وبالتالي عدم الفض كان سيفقد المواطن ثقته في الجيش خصوصاً بعد تفويض الشعب للجيش، وكنا نتوقع في حالة التراخى وعدم الفض بالقوة أن الشارع سيشهد حالة انفلات غير محسوبة، وبالتالى عدم الاستجابة للشارع ضرره كان هيبقى أكتر من نفعه، وأقولها صراحة، نعم «كان لازم وضروري فض الاعتصام»، خاصة أن بعض المعتصمين كانوا مسلحين ويهددون السلم الاجتماعي.

■ حينما استدعاك الأمن لمساعدتهم فى فض اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول من نهضة مصر لبيت الدعوة، بينما خذلك الأمن فى توفير الحماية لديوان عام المحافظة فكيف تبرر ذلك؟

ـ أنا لا ألوم الأمن، لأننا يجب أن ننظر إلى كل ما أنجزوه في نفس الوقت، حيث نجحوا في فض اعتصام النهضة، كما نجحنا في فض اعتصام كلية الهندسة، وقاوموا عودة معتصمين جدد إلى ميدان النهضة، وهذا بخلاف صد العديد من الهجمات الأخرى، وبالتالي «كان لازم تحصل خسائر».

■ ما آخر تطورات الأحداث في كرداسة؟

ـ لسنا طرفا في أحداث كرداسة فقط نراقب الوضع هناك، ونلبي احتياجات المواطنين من الخدمات قدر الاستطاعة، خاصة النظافة والصيانة وتوفير الخبز وغيره من الخدمات.

■ كيف كنت تتعامل مع معتصمي نهضة مصر، وهل صدرت لك الأوامر بالتضييق عليهم؟

ـ لم نضيق عليهم و«روح اسألهم بنفسك»، وكنت على اتصال بهم وبمن أعلم أنه يمكن أن يؤثر فيهم، وكنت أناشدهم الحفاظ على القيمة التاريخية للمنطقة التى قرروا الاعتصام فيها، خصوصاً «تمثال نهضة مصر والنصب التذكاري وأشجار حديقة الأورمان ونباتاتها».

وأتطلع للحظة إعادة كل شىء لأصله، فهناك خطة سريعة للتعامل مع المنطقة خلال فترة وجيزة جداً لأنها منطقة حيوية، خصوصا أننا مطالبون بفتح أبواب الجامعة للطلاب، وفتح الحدائق لاستقبال الزائرين وبتوفير حالة من السيولة المرورية فى المنطقة.

وعموماً لم تصدر لنا أوامر بالتضييق على المعتصمين ولم نتعرض لهم، ويكفى أننا نوفر لهم الأمن والحماية، حيث نمنع أهالى المنيل وبين السرايات من الوصول إليهم، نظراً لوجدود «ثأر» بينهم، فكيف أتهم بالتضييق على المعتصمين.

والدولة لم تتعامل مع معتصمى رابعة ونهضة مصر بشكل مختلف عن تعاملها مع المعتصمين فى عهد مرسى وقبل مرسى، ولا يوجد تمييز بين المعتصمين ولكن اعتصام «رابعة ونهضة» طول قوى، والمتظاهرون اختاروا أماكن حيوية وجوهرية بخلاف ميدان التحرير فميدان النهضة وشارع ثروت مؤثرين جداً فى الجيزة، والمواطن الآن يجد صعوبة فى الحصول على الخدمات بسبب غلق الطريق.

■ من وجهة نظرك ما أهم سمات المرحلة الانتقالية التي نمر بها؟

ـ الفترة الانتقالية تتميز بأنها فترة تشريعات وإقرار دستور، واختيار برلمانات واستحقاقات الاستفتاء والرئاسة، وكلها ترسى قواعد للمستقبل بكل محاوره تنموياً وديمقراطياً وسياسياً وعلى مستوى العلاقات الداخليه والخارجية، ومما لاشك فيه أن تطلعات المصريين في 25 يناير لم تتحقق بالشكل المطلوب.