«خوجا» الأذربيجاني يمزج الحب بالدم.. ومخرجه ينتقد السينما الإيرانية

كتب: حاتم سعيد الأحد 02-12-2012 22:19

تشارك أذربيجان في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للمرة الأولى بفيلم يحمل اسم «خوجا» لعب بطولته وأخرجه وحيد مصطفييف، وشاركه البطولة كل من نيجار بهادير جيزي، وهازر أيدمير.

تدور أحداث الفيلم حول شخصية «علي أكبر» الذي يعمل كضابط في الجيش ويستعد لعقد قرانه على فتاة أحلامه «جونل»، إلا أن مدينة «باكو» التي يعيش بها تتعرض لهجوم عسكري دون وجود تعزيزات عسكرية تساعد على الدفاع عن المدينة، فيقرر البطل وأصدقاؤه الدفاع بأنفسهم عن المدينة، بينما تنتظره العروس على بعد أميال من دخان المعركة.

وأقيمت ندوة بعد عرض الفيلم أدارها سوسن زكي بحضور كل من مخرج الفيلم وحيد مصطفييف، والمنتج أجييف شاهين، والسفير الأذربيجاني شاهين عبد الله.

وحول أسباب اختيار المخرج لمأساة «خوجا» التي ذهب ضحيتها المئات في أذربيجان عقب احتلال الأرمن لتلك المنطقة، أوضح «مصطفييف» أن خلفيته كمراسل حربي لفترة طويلة أحد أسباب اختياره لهذه القصة، مشيرًا إلى أن ملابسه تغطي العديد من الجراح الموجودة في جسده، ولهذا كان قراره بتقديم فيلم عن قسوة الحرب.

وحول تجاهل الفيلم لأسباب نشوب تلك الحرب ودوافعها قال مخرج الفيلم إنه يقدم فيلمًا عن الحب، وعن الإنسان الذي يفقد قيمه الأخلاقية أثناء الحرب ليتحول إلى مجرد ماكينة لقتل المدنيين العزّل الأبرياء، معتبرًا أن الحرب  ليس لها سوى معنى واحد هو الدمار والدم في كل مكان، موضحًا أن هدفه من الفيلم كان تعاطف الجمهور مع من عانوا بسبب الحروب دون تمييز للعرق أو للدين.

أما السفير الأذربيجاني، شاهين عبد الله، أوضح أن شقيق المخرج أحد أبطال تلك الحرب، حيث صور من خلال عدسته العديد من الصور التي أثبتت المجازر التي حدثت في الحرب، قبل أن يستشهد ويترك لقطاته لنستخدمها حتى الآن.

ووجه أحد الحاضرين نقدًا إلى مخرج الفيلم واصفًا بعض مشاهد الفيلم بأنها: «خرجت عن حدود تعاليم الإسلام الذي يعتنقه أغلب الأذربيجانيين لوجود خمر خلال أحداث الفيلم ومشهد لقبلة بين بطلي العمل»، وهو ما برره المخرج قائلًا:« أنا مسلم وأصلي، وأتبع تعاليم ديني، وكذلك عائلتي، لكنني أردت تقديم الحقيقة والواقع، خاصة أن القبلة بين بطلي العمل كانت قبل زفافهما مباشرة، ومن غير المنطقي أن نصبح مثل السينما الإيرانية التي تظهر خلالها كل النساء محجبات مراعيات لشروط الدين، رغم اختلاف ذلك مع واقع المجتمع الإيراني الحقيقي».

وعن تاريخ السينما في أذربيجان، أوضح وحيد مصطفييف أن السينما بدأت في أذربيجان منذ سنوات طويلة، إلا أنها توقفت لفترة حتى تم الاستقلال عن الاتحاد السوفيتى، مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة تدعم حاليًا إنتاج أفلام، لافتًا إلى أنه من المقرر أن تنهض صناعة السينما في أذربيجان خلال العامين المقبلين، مضيفًا أنه عانى كثيرًا حتى وجد ممثلين لهذا الفيلم، مبررًا ذلك بأن أغلب الممثلين هناك من المسرحيين، مما دفعه لإقامة ورشة عمل ضمت هواة وممثلين مسرحيين حتى يجد ضالته.