«محمود عزت».. الرجل الغامض في «مصر الجديدة»

كتب: محمد طارق السبت 24-08-2013 19:39

اختبأ الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين عن أعين الكاميرات، التي كانت تلاحق قيادات الجماعة عقب ثورة 25 يناير، لم يكن سببه إلا شخصيته الغامضة، التي لا يعرفها أحد من جيرانه من قاطني أحد الشوارع المتفرعة من ميدان الحجاز بمصر الجديدة، «لا نعرف عنه شيئا... منذ أن جئنا هنا وهو في حاله، لا بيكلم حد، ولا بيقف مع حد، من البيت للجامع ومن الجامع للبيت»، تقولها سيدة تعمل في محل بقالة أمام البيت، وتكمل: «دي ناس في حالها وما شوفناش منهم حاجة وحشة».

أسفل المنزل القديم المكون من 6 طوابق، الذي يقع على ناصية شارعين متفرعين من ميدان الحجاز، محل دواجن به رجل خمسيني تتوسط رأسه علامة الصلاة، يستقبلنا بنظرات مرتابة عندما يعلم عن سبب الزيارة، «الدكتور محمود عزت مش هنا، اطلعوا فوق واتأكدوا بنفسكم»، بينما يبتسم جاره الميكانيكي وهو يخبرنا بأن «الدكتور محمود عزت مشى من يوم 29 يونيو، ومن ساعتها مفيش حس ولا خبر عنه».

صعدنا إلى الطابق السادس والأخير، الذي يسكن فيه، وعبرنا الباب الحديدي بعدما وجدناه مفتوحا، وطرقنا الباب الخشبى، لكن دون أن يجيب أحد، بعدها نزلنا وسألنا المحال عنه، لكن لم يجبنا غير شاب صاحب أحد محال الاتصالات، يتعجب في البداية ثم يبتسم قائلا: «محدش هنا هيقولكم على حاجة لأن أغلب أقارب الدكتور ساكنين هنا في الشارع»، يقولها ويشير إلى منزلين مجاورين للمنزل، الذى يسكن فيه «عزت».

يؤكد صاحب محل الاتصالات، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه لم ير عزت منذ 29 يونيو: «يوم 29 يونيو شوفته رايح الجامع يصلي، بس أهله كانوا مشيوا قبلها، لكن بعد 30 يونيو اختفي هو وأولاده».

يصمت قليلا مصوبا بصره إلى سقف المحل، ثم يقول: «مرة واحدة بس جاء ما بين 30 يونيو والعزل، ركن عربيته هنا في جراج العمارة، وصعد إلى منزله، ونزل بعدها بدقائق حاملا بيده شنطة سامسونيت».

حملة أمنية واحدة أتت إلى منزل عزت بعد عزل الرئيس محمد مرسى، عربتا شرطة جاءتا وصعد رجال الشرطة، لكنهم لم يجدوه، بحسب صاحب محل الاتصالات، يكمل هامسا بعد أن يميل بجسده إلى الأمام: «الناس دي لما بتختفي ما بنعرفش عنها حاجة».

يبتسم قائلا: «محدش هيتكلم معاك هنا، لأن فيه ناس تبعهم، وفيه ناس بين وبين».