حذّر خبراء سياسيون، الخميس، من إمكانية حدوث اشتباكات عنيفة بين القوى الإسلامية والمدنية، في حالة إصرار الطرفين على تنظيم مليونيتي «حلم الشهيد» للقوى المدنية و«تأييد مرسي» للقوى الإسلامية، مطالبين الرئيس محمد مرسي بالتدخل لإلغاء مليونية تأييده، حقنا للدماء، وتأكيدًا على أنه «رئيس لكل المصريين».
وقال الدكتور نبيل عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام، لـ«المصري اليوم»: «أتوقع حدوث احتكاك بين القوى السياسية المدنية على اختلاف أفكارها، خاصة من جانب الشباب ممن يتحمسون لدرجة الهوس، والقوى الدينية»، مطالبًا القوى السياسية المنظمة لتظاهرة الجمعة بتنظيم نفسها جيدًا، وتشكيل مجموعات لاحتواء كل أشكال العنف.
وأضاف أن «إصرار القوى السياسية الدينية، من جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور وباقي الأحزاب السلفية، على حشد أكبر عدد منها في مليونية، السبت، سيشجع القوى المدنية المختلفة والأغلبية الساحقة من أبناء المدن وحزب الكنبة على المشاركة، للتأكيد على أن مصر للمصريين جميعًا وليست لغلبة فصيل سياسي محتكر».
وأكد أن «اختيار الأحزاب الدينية ميدان التحرير مقرًا لاعتصامهم، يعد خطأ استراتيجيا، لأنه سيؤدي إلى مزيد من الصراعات والاحتكاكات والدماء، وعلى الإسلاميين اتخاذ مكان آخر».
من جانبه، رأى الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير في مركز الأهرام للدراسات، عضو مجلس الشعب السابق، أن «الوضع يزداد سوءًا مع إصرار الرئيس وجماعة الإخوان على الوجود في الميادين، وتحدي القوى المدنية، وهو ما سيدخل الدولة في نفق مظلم».
وأردف: «لا زلت أتمنى وأناشد الدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور أن يتقوا الله في البلد، ويقوموا بتغيير مكان المليونية التي دعوا إليها»، معتبرًا أن «إصرارهم على المليونية في التحرير هو نوعٌ من الجنون والانتحار يدفع البلاد للحرب الأهلية».
وتوقع الدكتور صلاح سالم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تدخل الدكتور محمد مرسي، لإنقاذ مصر والثورة، خاصة أن تلك الثورة هي التي أخرجته من السجن ليكون رئيسًا»، مضيفًا أن «القضية ليست حشدا في مقابل حشد آخر، بل تتعلق بمصير دولة».
وتابع: «أتوقع أن تكون مظاهرة الجمعة هى تكرار لمليونية الثلاثاء الماضي، التى لا يمكن تجاهلها، خاصة أنها عبرت عن حشود تلقائية من المواطنين الغاضبين، والذين اعتبروا أن الإعلان الدستوري بالنسبة لهم القشة التي قصمت ظهر البعير».
وحذر من أنه في «حالة إصرار القوى الإسلامية على النزول في ميدان التحرير السبت المقبل، وعدم تدخل الرئيس مرسي، فإنها ستكون فرصة لحدوث احتكاكات واشتباكات لا نهاية لها»، لافتًا إلى أن «تصرف الدكتور محمد مرسي حيال المليونية سيوضح ما إذا كان رئيسًا لمصر كلها أم رئيسًا لفصيل من الفصائل».