اهتمت وسائل الإعلام الغربية، بقرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق، حسني مبارك، وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن المصريين استقبلوا القرار بحالة من «اللامبالاة»، واعتبرته العلامة الأكثر إثارة للدهشة، عن مدى تراجع الغضب من حكمه للبلاد، على مدى 30 عاماً، منذ أن أطاحت به ثورة 25 يناير 2011.
ورأت الصحيفة أن الإفراج عن مبارك كان سيثير غضباً شديداً فى الأشهر التي تلت الثورة، إلا أنه بعد 7 أسابيع من الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، ووضع نهاية للتجربة القصيرة للحكم الإسلامي، فإن البعض قابل قرار المحكمة بقدر من الحنين لحكم مبارك.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، أن الإفراج عن مبارك، ربما يكون عنصراً جديداً فى الأزمة السياسية المتقلبة، التي تهز البلاد منذ 6 أسابيع، مشيرة إلى أن مقارنة تساهل الشعب المصري حيال خروج مبارك، مع موقفهم من مرسي، الذي مازال فى السجن، تمثل اختباراً لمستوى الدعم الذي تحظى به الحكومة الانتقالية من قبل المناهضين لمبارك، الذين أيدوا قرار عزل مرسى، وتضييق الخناق على الإخوان.
ورأت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن القرار يأتي بمثابة تحول مذهل في الأحداث، وضربة للجهود الرامية إلى بناء الديمقراطية، بعد عقود من الفساد والقمع، معتبرة أن الأزمة المصرية ستعود مجدداً إلى نقطة الانطلاق.
ووصفت الصحيفة إطلاق سراح مبارك بأنه «نكسة» للنشطاء الذين قادوا ثورة 25 يناير، آملين في خلق ديمقراطية جديدة في البلاد، موضحة أن «عودة المناخ العسكري في المعركة المحتدمة ضد الإخوان، سيعيد إنتاج بقايا الدولة البوليسية ، الذين سيعودون إلى السلطة.
وقال السفير الأمريكي الأسبق لدى مصر، فرانك ويزنر، عبر صحيفة هافنجتون بوست، الأمريكية: «الإفراج عن مبارك خبر سار بالنسبة للعديد من الأمريكيين، لأنه كان صديقا مهما للولايات المتحدة، بوقوفه بجانبها في الأوقات الصعبة».
من جانبه، قال الكاتب البريطاني البارز، روبرت فيسك، إن مبارك بعد إطلاق سراحه، ينبغى ألا يشعر بالغربة، لأن حال مصر كما تركها عليه، موضحاً أن «رجال أمن الدولة يتصرفون بنفس القسوة التى اعتادوا عليها فى عهده».
وأضاف «فيسك»، في مقاله بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن إطلاق سراح مبارك كان يبدو ضرباً من الجنون، لكن حريته ستكون متماشية مع المأساة المجنونة التى تعيشها مصر الآن، فما كان يبدو مستحيلاً فى أعقاب ثورة يناير، قد اكتسب نوعا من الحياة الطبيعية.
وتابع: «شوارع القاهرة تمتلئ الآن بآلاف الصور الكبيرة الملونة تحول صورة باراك أوباما بلحية أسامة بن لادن، مع وضع علامة الصلاة على جبهته، وإلى جانب أوباما الرجل الأكثر وسامة بين كل الجنرالات، هو وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى».
وقال: «لا يوجد شك فيمن هم الأخيار ومن هم الأشرار، فرجال أمن الدولة عادوا إلى كامل القسوة التي كانوا عليهما في عهد مبارك، ويساعدهم البلطجية المستأجرين مثلما حدث فى عام 2011 وكذلك السجناء السابقين الذيم اعتادوا ضرب المتظاهرين بقضبان حديدية، ولذلك لو خرج مبارك من سجن طرة، حيث يتم احتجاز أعدائه من الإخوان المسلمين، سيجد نفس البلد التى لا تعرف الكثير من الحريات، كما اعتاد عليها».
من جانبها، رأت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، البريطانية، أن الخطوة ستعزز طريق طويل من أجل التغيير في الشرق الأوسط، موضحة أن الإفراج عن مبارك «الطاغية المخلوع» يرمز إلى معنى الثورة المضادة، مشيرة إلى أن المنطقة انتقلت من «الربيع العربي» إلى النسخة العربية من مفهوم «الحرب على الإرهاب».
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن توقيت القرار «مذهل»، كما أنه يضيف إلى الاضطرابات الموجودة في مصر بالفعل، حيث يأتي في لحظة شديدة التقلب، معتبرة أن وضع الرئيس الأسبق قيد الإقامة الجبرية يكشف عن رغبة القيادة المصرية في إظهار «عدم تساهلها معه»، لتجنب إغضاب العديد من المصريين.
فيما رأت صحيفة «جلوب أند ميل» الكندية، أن توقيت القرار «استفزازي بشكل خطير، ويعزز المخاوف من عودة بقايا نظام مبارك إلى الحكم من جديد».