«البدوي» بعد الاعتداء عليه بالتحرير: هناك محاولات لتشويه رموز العمل الوطني(حوار)

كتب: عادل الدرجلي الأربعاء 28-11-2012 19:59

بعد مليونية كانت أشبه بمليونية 28 يناير 2011 شاركت فيها جميع القوى السياسية المدنية بميدان التحرير، الثلاثاء، وفى نهاية اليوم تعرض الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، للاعتداء من شاب جاء من خلفه أثناء ذهابه إلى سيارته للاستراحة بجوار مسجد عمر مكرم.

أكد «البدوى» خلال حواره مع «المصرى اليوم» أنهم حددوا شخصية الشاب المعتدي عليه والجهة التى تقف وراءه ودفعته لذلك.

وشدد «البدوى» على أن جماعة الإخوان المسلمين تدير البلاد مع الدكتور محمد مرسى، وأنها تضع البرلمان أمام أعينها وهذه هى العقبة فى إلغاء الإعلان الدستورى، الذى يعد عدوانا على الثورة.

وأوضح أن هناك من يعمل لصالح الإخوان والقوى الإسلامية ويسعى لتشويه رموز العمل الوطنى فى ميدان التحرير.. وإلى نص الحوار:

■ ما رأيك فى مليونية الثلاثاء الماضى والمسيرات التى خرجت ضد «مرسى»؟

-

ما حدث يوم الثلاثاء لم يكن مفاجأة لى، لأن مشاهد يوم الجمعة الماضى كانت توحى بأن مسيرات الثلاثاء ستكون حاشدة وأن ميدان التحرير سيمتلئ بشباب مصر، على عكس أو بخلاف ما كنا نراه فى مليونيات سابقة، فقد جاؤوا إلى ميدان التحرير دون حشد مسبق أو أتوبيسات تنقلهم من محافظاتهم إلى الميدان، وما حدث يشبه أحداث 28 يناير.

■ لكن مظاهرات 28 يناير خرجت لإسقاط نظام ظالم وحكم فرد استمر أكثر من 30 عاماً، فما الشبه بينها وبين الثلاثاء الماضى؟

- الشبه فى الحشد والحضور التلقائى دون أى نوع من الحشد المدفوع أو أتوبيسات تنقل المتظاهرين فهم مصريون فقط لا غير دون انتماءات حزبية.

■ كيف نظرت إلى محاولات الأمن لفض الاعتصام فى الميدان بالقوة؟

- عليهم أن يعلموا أن اعتصام الميدان لن يفض بالقوة، وأن الوسيلة الوحيدة لفض الاعتصام قرار سياسى بإلغاء الإعلان الدستورى، والأمن عليه أن يحمى الشعب ولا يحمى فصيلاً سياسياً واحداً أو النظام الحاكم، ونتمنى أن تحمى قوات الأمن المواطن والوطن، وأطالبها بعدم استخدام القوة لأنها ستولد عنفاً مضاداً، فميدان التحرير ليس مقصوراً على الحركات السياسية والشبابية والأحزاب وإنما به شباب يحركه الغضب والاحتقان، وعليهم أن يعلموا أن الحشد فى الميدان ليس كله من القوى السياسية وإنما المصريون أخرجهم الغضب.

■ البعض يرى أن هناك دخلاء على الثورة الحالية يعملون لصالح الإخوان والقوى الإسلامية ويسعون لتشويه رموز العمل الوطنى واتهامهم بالانتماء لـ«الفلول».. ما رأيك فى ذلك؟

- أتفق مع هذا الرأى وهو صحيح تماماً، لأنه فعلاً هناك محاولات لتشويه رموز العمل الوطنى وتضر مصر، والمرحلة الحالية تحتاج إلى توافق وطنى وإلى رئيس عليه أن يتحمل مسؤولياته لعودة وحدة النسيج الوطنى، وغايتنا الخروج من هذا النفق المظلم.

■ وكيف يعيد «مرسى» وحدة النسيج الوطنى؟

- عليه أن يلغى الإعلان الدستورى، ويفتح حواراً وطنياً مع جميع القوى الوطنية من أجل مشروع وطنى يخرج مصر من أزمتها ويشكل حكومة إنقاذ وطنى.

■ لكن مؤسسة الرئاسة دعت لحوار مع القوى السياسية ورفضتموه؟

- هناك حالة احتقان فى كل مؤسسات الدولة، وهذا الاحتقان لن يزول إلا بإلغاء الإعلان الدستورى أو على الأقل وقف العمل به وتجميده، وإلا على أى أساس سيكون الحوار الذى يدعون إليه.

■ وبماذا تنصح «مرسى»؟

- أنصحه بأن يلغى الإعلان الدستورى، وألا يكون هناك مكابرة وعناد على حساب الصالح الوطنى، ومن يرَ أن إلغاء الإعلان الدستورى يكسر إرادة الرئيس أو يظهره بصورة غير طيبة، فعليه أن يعلم أن الاستجابة للرأى العام واجب على الحاكم الديمقراطى ولا تنقص منه شيئاً، وإنما تعلى من قدره، لأنه يحقن دماء المصريين ويوقف حرباً أهلية على وشك الاندلاع.

■ هل الإعلان الدستورى قرار اتخذه الرئيس منفرداً؟

- من خلال معرفتى الشخصية بالدكتور محمد مرسى أؤكد أن الأمر لو كان بيده منفرداً، لكان ألغى الإعلان الدستورى ولكن من المؤكد أن القرار ليس قراره وحده، وأنه قرار مشترك بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وهذا ما يجعلنى أتوقع صعوبة رجوعه عن القرار، وعليه أن يكون رئيساً لكل المصريين ويخلع عباءته الحزبية أو الفكرية.

■ هل جماعة الإخوان تتحكم فى قصر الرئاسة؟

- مما لا شك فيه أن معظم من يحيطون بالرئيس ويشاركون فى اتخاذ القرار من جماعة الإخوان وحزبها، فمرسى لو كان يقود منفرداً ونظر إلى فترته الرئاسية التى تبلغ أربع سنوات فقط، لكان وضع خطة ونجح فى تنفيذها، ولكن للأسف «مرسى» وجماعة الإخوان يقودون البلاد ولهم حساباتهم الخاصة.

■ ما هذه الحسابات؟

- إنهم يقودون مصر، ويضعون أمام أعينهم وفى حساباتهم انتخابات البرلمان المقبلة، وهذا ما يجعل الدولة رخوة فى كل ما تتخذه من قرارات حتى لا تغضب فصائل تفيدهم فى الانتخابات، وعليهم أن يعلموا أن الدولة ليست شعباً وإقليماً ورئيساً، وإنما سلطة تجبر الجميع على احترام القانون وسيادة أحكامه، فإن غابت هذه السلطة سادة شريعة الغاب، وللأسف، هذه السلطة غائبة، ولا تمارس إلا فى صورة قرارات صادمة تزيد من الاحتقان، والشارع الآن فى حالة فوضى وانفلات.

■ هل هناك خطوات تصعيدية للقوى السياسية إذا استمر الوضع الراهن؟

- أولا الاعتصام مازال قائماً فى ميدان التحرير، ولن نتركه لحين إسقاط الإعلان الدستورى. ثانياً هناك مظاهرات حاشدة غداً الجمعة.

■ وما توقعاتك لمليونية الغد؟

- ستكون كبيرة وبحجم مليونية الثلاثاء نفسها، وأن كنت أختلف على توصيف مليونية، لأن المليونيات تخرج لإسقاط النظام ولكن أحب أن أسميها تظاهرات ضد قرار للرئيس مرفوض من الشعب.

■ هل يمكن أن تنزل القوى الإسلامية إلى الشارع؟

- الحكمة تقتضى أن تبتعد القوى الإسلامية عن التظاهر، فإن التظاهر يكون من المعارضة، وليس من النظام الحاكم، فلماذا يتظاهرون؟. المعارضة تتظاهر حتى توصل صوتها إلى الحاكم، أما حزب النظام الحاكم فهو يومياً مع الرئيس.

ويمكن أن يكون استعراضاً للقوة أو إرهاب المعارضة، وهذا لا يتفق مع أبسط آداب الديمقراطية.

■ ما الذى يمكن أن يؤدى إليه نزولهم إلى الشارع؟

- أذا نزلوا، فستراق الدماء، وميدان التحرير ليس كله من السياسيين وإنما به شباب غاضب لا يسيطر عليه أحد، فالقوى السياسية لا تسيطر إلا على أعضائها، وأنصح الإخوان بالابتعاد عن الميادين والتظاهر إذا أرادوا.

■ ما تفسيرك للاعتداء على فنانين وسياسيين فى ميدان التحرير بالأمس؟

- ميدان التحرير على عظمة ما كان فيه من شباب طاهر ونقى خرج يدافع عن ثورته، هناك أيضاً قلة مدفوعة تعمل بأجندة لإفساد المظاهرة لصالح من يدفع لهم.

■ كيف تم الاعتداء عليك؟

- لقد قمت بقيادة واحدة من أكبر المسيرات التى شهدها ميدان التحرير من شباب حزب الوفد ورجاله ونسائه، وسط هتافات وتحية المواطنين للوفد وقياداته، وقد صعدت المنصة الرئيسية لتحية الآلاف الموجودين فى ميدان التحرير الذين استقبلونى بالهتاف، وبعد ترك المنصة ونتيجة الغاز المسيل للدموع الذى كان يصل إلى ميدان التحرير، شعرت بدوار فذهبت منفردا بعيدا عن مسيرة الوفد ولم يكن حولى إلا القليلون، للاستراحة فى سيارتى التى كانت تقف خلف مسجد عمر مكرم، وعندما كنت فى طريقى لها فوجئت بشاب يرتدى قناعاً ويأتى من الخلف ليعتدى علىّ، وكاد الموجودون يفتكوا به لولا أننى أمرتهم بتركه.

■ هل تعرفت على هوية هذا الشاب؟

- لقد حدد شباب الحزب شخصية الشاب المعتدى والجهة التى تقف وراءه ودفعته لذلك وسيتم الإعلان عن هذه الجهة بعد أن تنتهى مهمتنا الوطنية فى إسقاط الإعلان الدستورى، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاماً وقد عرفنا اسمه الثلاثى وهويته.

■ ولماذا لم تسلمه للشرطة؟

- حتى لا أفسد الجو العام للمليونية وسوف نقدم اعترافات موثقة بالفيديو لهذا الشاب يعترف فيها بتفاصيل من دفعه لذلك وأعطاه الأموال.