صحف أجنبية: الانقسام السياسي في مصر قد يمهد الطريق لـ«عناصر النظام القديم»

كتب: ملكة بدر الأربعاء 28-11-2012 13:17

احتلت تغطية المسيرات والتظاهرات التي شهدتها مصر، الثلاثاء، أغلب العناوين الرئيسية في الصحف الأجنبية، وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن أكثر من مائة ألف متظاهر تجمعوا في شوارع القاهرة، احتجاجًا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي، والذي منح نفسه بموجبه سلطات دستورية كاسحة، مشيرة إلى أن أعداد المحتجين، الثلاثاء، نافست أعدادهم أثناء احتجاجات الثمانية عشر يومًا التي أطاحت بالرئيس المستبد حسني مبارك، لافتة إلى أن هناك «مخاوف لدى كثير من المصريين بسبب الانقسام السياسي القبيح حول عدة جبهات ومنها التيار الديني نفسه»، مضيفة «وهو ما يمكن أن يمهد الطريق للثورة المضادة التي يقودها الجيش أو عناصر من النظام القديم».

وأوضحت «جارديان» أن كلمة «ديكتاتور» استخدمت كثيرًا، الثلاثاء، لوصف مرسي بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره 22 نوفمبر الماضي، مضيفة أن التظاهرات امتدت من القاهرة إلى السويس والإسكندرية وعدد من محافظات الدلتا، فيما تم الاعتداء على مقار الإخوان المسلمين في المنصورة والإسكندرية والمحلة، مما جعل قوات الجيش تتوجه إلى مقر الإخوان الرئيسي في المقطم لحمايته.

 

وأشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى المخاوف من «انهيار سياسي» بنزول الآلاف إلى الشوارع ضد مرسي، بعد عامين تقريبًا من سقوط «الديكتاتور» مبارك، مضيفة أن ميدان التحرير تحول مرة أخرى إلى ميدان لـ«التحريض السياسي لكن هذه المرة ضد الرئيس المنتخب والإخوان المسلمين».

 

وأضافت «إندبندنت» أن هناك مخاوف تتزايد من الانقسام العميق الذي تشهده مصر، والذي يجعلها على حافة الانهيار السياسي بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي، وأجج غضب المحتجين، وأدى إلى نزول عشرات الآلاف منهم إلى شوارع مصر.

 

ورأت الصحيفة البريطانية أنه رغم أن التظاهرات كانت في الأساس احتجاجا على الإعلان الدستوري الرئاسي، إلا أنها حملت إشارات تؤكد رفض الناس فكرة الحكم الإسلامي نفسها، وهو ما تعبر عنه دعوات إسقاط «النظام» التي ارتفعت، الثلاثاء، وهتافات إسقاط مرسي والمرشد العام للإخوان المسلمين.

 

ولفتت «إندبندنت» إلى أن هناك «مخاوف لدى كثير من المصريين بسبب الانقسام السياسي القبيح حول عدة جبهات ومنها التيار الديني نفسه، وهو ما يمكن أن يمهد الطريق للثورة المضادة التي يقودها الجيش أو عناصر من النظام القديم».

 

أما هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» فقالت في عنوانها، الأربعاء، إن المحتجين مازالوا يتحدون إعلان مرسي، وقد تعهدوا بالاستمرار في الاحتجاج تحديًا لاستحواذ مرسي على سلطاته الواسعة الجديدة، معتبرة أن تظاهرات الثلاثاء من أكبر الاحتجاجات التي شهدتها مصر منذ الإطاحة بمبارك.

 

وقالت «بي بي سي» إن معارضي مرسي دعوا إلى تظاهرة «حاسمة» مماثلة الجمعة، بينما أجلت جماعة الإخوان المسلمين تظاهراتها المضادة الثلاثاء «تجنبًا للاشتباك»، وأعلنت أنها قادرة على «حشد الملايين دعمًا للرئيس».

 

من جانبها، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن عشرات الآلاف من المصريين ملأوا الميادين، الثلاثاء، احتجاجًا على قرارات مرسي في مشاهد «تعيد ذكريات الثورة»، لافتة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت أعداد المحتجين الثلاثاء تشير إلى بزوغ حركة جديدة أو تشكل لحظة مهمة، فالإسلاميون فازوا في أكثر من انتخابات منذ سقوط مبارك، وقد أظهرت الجماعة قدرتها على حشد أعداد كبيرة من الناس بسهولة.

 

وأوضحت أن كثيرا من المحتجين تعاملوا مع تظاهرات الثلاثاء باعتبارها استفتاء على قيادة مرسي، قائلين إنه ورئيس وزرائه، هشام قنديل، فشلا في إجراء تغييرات واضحة، ومنها إصلاح وزارة الداخلية، واعتبر بعض من أعطوه أصواتهم في الانتخابات أنه «يبدو وكأنه لا يعرف ما يفعل»، وانتقدوا فكرة أن الإخوان المسلمين هم من يتخذون القرارات بدلا من مرسي.