أجرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية حوارًا مع الدكتور محمد البرادعي، مؤسس حزب «الدستور»، انتقد فيه الرئيس محمد مرسي باعتباره «يملك سلطة لم يملكها حتى الفراعنة»، خاصة بعد قرارات 22 نوفمبر، واعتبرها البرادعي «خطوة تهدد بدخول مصر إلى ديكتاتورية جديدة»، مؤكدا أن الشباب في مصر يريدون من الغرب رد فعل واضحا ضد مرسي، مشيرًا إلى أنه «إذا كان الأمريكيون والأوروبيون يؤمنون حقًا بالمبادئ التي يرددونها دائمًا، فيجب عليهم مساعدتنا والضغط على مرسي».
وأضاف «البرادعي»، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، أن مرسي منح نفسه كل السلطات، «وهي سلطات لم يملكها حتى الفراعنة، ناهيك عن سلفه حسني مبارك، وهذه كارثة وسخرية من الثورة التي أوصلت مرسي إلى السلطة، وخطوة تؤدي إلى الخوف من الأسوأ».
وقال «البرادعي» إنه يجب النظر للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس في سياق عامين من العملية الانتقالية، فلا يوجد برلمان الآن، ومنذ شهور، حصل مرسي على صلاحيات تشريعية، والآن قرر أنه لا يجب أن يكون هناك معارضة للقوانين التي يضعها بنفسه وأنه مخول بفرض أي إجراء يتعلق بالأمن القومي، مضيفًا أنه «من الصعب أن يكون هناك حكم للفرد المطلق أكثر من ذلك، الإعلان الدستوري يهدد بإعادتنا للفترة المظلمة للعصور الوسطى».
وعلل «البرادعي» انسحاب معظم الأعضاء الليبراليين والمسيحيين من الجمعية التأسيسية بأن الجميع «خائف من أن يمرر الإخوان المسلمون دستورًا ذا مسحة إسلامية يهمش حقوق المرأة والأقليات الدينية»، متسائلا: «من يجلس في هذه الجمعية؟ شخص يريد أن يمنع الموسيقى، لأنه يزعم أنها ضد الشريعة الإسلامية، وآخر ينكر الهولوكوست، وثالث يلعن الديمقراطية علنًا».
وردًا على سؤال حول اعتقاده أن مسار مصر يذهب إلى الديكتاتورية بينما مرسي رئيس منتخب والإخوان المسلمون حصلوا على أغلبية برلمانية، قال البرادعي إن «الإخوان المسلمين حصلوا على أصواتهم في ظروف مريبة، والبلد ممزقة، وإذا لم يكن للقوى المعتدلة صوت، فالحرب الأهلية تهدد مصر»، معربًا عن خوفه من تحقيق ذلك السيناريو بالإضافة إلى خوفه من أن تتسبب «تلك الحكومة العاجزة» في تدمير الاقتصاد.
ونفى البرادعي أن يكون الربيع العربي قد فشل في مصر، مشددًا على محاربته لئلا يفشل، من خلال تأسيس حزب الدستور في أبريل، قائلا: «مع الديمقراطيين الاجتماعيين والقوى الليبرالية سنتحد ضد الإسلاميين، فمازالت لدينا فرصة ولا يجب أن نضيّع فرصة الصحوة الحالية، سيكون ذلك بمثابة مأساة».
وأوضح أن الشباب في مصر يريدون المزيد من الحريات الشخصية ووظائف أفضل، يريدون من الغرب رد فعل واضحا ضد مرسي، مشيرًا إلى أنه «إذا كان الأمريكيون والأوروبيون يؤمنون حقًا بالمبادئ التي يرددونها دائمًا، فيجب عليهم مساعدتنا والضغط على مرسي».
وردًا على سؤال حول إمكانية دعمه لتجميد المساعدات الأمريكية لمصر، قال البرادعي إنه لا يتصور أن أحدًا يؤمن بمبادئ ديمقراطية يمكنه دعم مثل هذا النظام على المدى الطويل، «فنحن لا نريد تكرار همجية الثورة الفرنسية».