أول قداس فى أكبر الكنائس المحترقة بـ«المنيا».. الصلاة من أجل من أحرقوها

كتب: صفاء صالح الإثنين 19-08-2013 18:51

صباح الأحد الماضى أقيم أول قداس منذ أربعاء فض الاعتصام الذى شهد أعمال عنف طائفية تركز معظمها فى محافظة المنيا، حيث أدى الأنبا مكاريوس الأسقف العام لكنائس المنيا وأبوقرقاص الصلاة وسط الركام فى كنيسة الأنبا موسى التى كانت أولى الكنائس المحترقة والمنهوبة فى مدينة المنيا والتى استمر نهبها قبل الحرق حتى مساء الجمعة الماضى. وردد المصلون الذين كانت أعدادهم ضعف أعدد المصلين فى الأيام السابقة خلف الأنبا مكاريوس هذه الصلاة «اللهم اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون».

«يوجد احتقان ووضع قابل للاشتعال فى أى وقت، وهذا الوضع موجود منذ سنوات وفشلت فى علاجه الحكومات المتعاقبة من الستينيات حتى اليوم» يلخص الأنبا مكاريوس الوضع من وجهة نظره، مضيفا: «هذا الوضع يحتاج إلى تغيير ثقافة مجتمع كى يتقبل الآخر شريكه فى الوطن، ولتغيير هذه الثقافة يجب أن تبدأ الحكومة بنفسها، فمثلا حينما يرى الناس الحكومة تعطى تصاريح بناء دور العبادة للمسيحيين كما تعطى للمساجد فلن يعترض المسلمون، لكن عندما تتعنت الحكومة فى ذلك فمن الطبيعى أن يتعنت هو الآخر ويتشدد فى موقفه».

وعن أحداث يوم الأربعاء يحكى الأسقف العام لكنائس المنيا: «بدأت عمليات تحريض واسعة لنهب وحرق الكنائس ومجموعة من أملاك المسيحيين فى محافظة المنيا، ووصل عدد الكنائس التى تم حرقها يوم أربعاء فض اعتصامى النهضة ورابعة إلى 15 كنيسة، بالإضافة إلى مجموعة من أملاك الأقباط، لكن فى الحقيقة ما يحزننى هو كل هذه السعادة والنشوة على الوجوه عقب عمليات الحرق، فما أحرق كله هو أموال مصر. الكنائس والمسجد الذى تم إحراقه فى رابعة العدوية هى أموال مصر وسوف تبنى مجددا من أموال المصريين».

وعن المشكلة الطائفية فى الصعيد يقول الأنبا: «المشكلة ان الصعيد أهمل على مدار عشرات الأعوام لابتعاده عن العاصمة، أما المنيا فلها وضع خاص فقد تفاقم فيها الإهمال وارتفعت نسبة البطالة وانتشرت الأمراض المتوطنة حتى إنها تحتل مرتبة متقدمة فى نسبة فيروس الكبد الوبائى والفشل الكلوى، بالإضافة إلى نسبة الأمية المرتفعة، لذا فقد اجتمع فيها المثلث المكروه: الفقر والمرض والجهل مما أدى إلى انتشار الجماعات الإرهابية والفكر المتطرف منذ سنوات عديدة ولم يتغير الموقف الآن، بل إن معظم قيادات الجماعة الإسلامية خرجت من المنيا». يضيف: «لم يأت محافظ إلى المنيا واهتم بقراها ونجوعها أو عشوائياتها لذا لم يتغير شىء عن التسعينيات أو الثمانينيات، نفس الفكر المتطرف».

وعن موقف الكنيسة مما حدث يقول الأنبا مكاريوس: «رفض البابا ورفضنا معه عروضا عدة بتدويل القضية أو التدخل الأجنبى بحجة اضطهاد الأقباط رغم عرض الكثير من الحقوقيين ذلك، لأننا أمام خمسة متهمين فى هذه الأحداث الطائفية وهى المناهج التعليمية التى تحتوى على مغالطات تاريخية وتحريضية ضد الأقباط داخل الكتب المدرسية، ثانيا: الأسرة التى لا تزرع حب الآخر واحترامه فى أبنائها، ثالثا: وسائل الإعلام من قنوات وصحف تحريضية، فمقال فى صحيفة يمكن أن يكون أكثر تأثيرا من خطاب لرئيس جمهورية، إضافة للخطاب الدينى من فتاوى غير منضبطة وتحريض ودعوات على المسيحيين فى المنابر بالقرى والنجوع، كما يجب أن يحتوى الخطاب الدينى فى الكنيسة على الحث على التعايش والمحبة، والمتهم الخامس هو الموقف الحكومى غير المحايد الذى يظن أنه لو صرح ببناء كنيسة فإنه ينشر الكفر».