قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الأجواء في مصر هذه الأيام «تذكر ببداية الحرب الأهلية في سوريا، التي بدأت في مارس 2011. الجيش يطلق النار على المتظاهرين، جنازات (الشهداء) تشعل المزيد من المظاهرات»، بحسب التقرير الذي أعده محلل الشؤون العربية في الصحيفة، يارون فريدمان، تحت عنوان: «مصر ليست سوريا».
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن «الثورة في مصر، التي بدأت قبل شهرين من المواجهات في سوريا ضد فساد النظام، انحرفت عن مسارها بعد صعود الإخوان المسلمين للسلطة. الجيش المصري لم يقبل تحويل مصر إلى بلد للإسلاميين. هذه السيطرة كان من شأنها أن تحول مصر تدريجيًا لتكون الداعم الرئيسي لكل المنظمات الإسلامية السنية في الشرق الأوسط».
وأشار يارون فريدمان إلى أن «سيطرة الإخوان على مصر ألهمت فروع الجماعة في الدول الأخرى وتسببت أيضًا في خوف كبير في العالم العربي». ولفت أن «العلاقات بين الإخوان والجيش تدهورت، خاصة بعد قتل الجنود المصريين في سيناء، والاتهام الذي تم توجيهه مؤخرًا بأن الجماعة تُخطط للسيطرة على الجيش، على غرار النموذج التركي بقيادة رجب طيب أردوغان».
وقال فريدمان إن «منظمات المعارضة تقاربت مع مواقف الجيش ضد الإسلاميين، بسبب الانتهاكات الجسيمة للرئيس المعزول محمد مرسي، لقيم الديمقراطية، خاصة في قضية الدستور الجديد».
وأوضح التقرير الإسرائيلي أن «عدم الاستجابة للمحنة الاقتصادية خلال العام الذي قضاه الإخوان المسلمون في السلطة أوضحت أن استمرار سلطتهم ستؤدي بمصر إلى كارثة اجتماعية واقتصادية. هم وصلوا للسلطة ولم يكن لديهم استعداد للتنازل واقتسام السلطة مع من أطاحوا بهم. لذلك يجب توقع حرب شاملة».
وتابعت «يديعوت أحرونوت» قائلة: «على عكس سوريا، فإن فرص انتصار الإخوان المسلمين على الجيش المصري ليست جيدة بشكل عام. الجيش في الدولة يحصل على دعم واسع من كل معارضي الإسلاميين، خاصة في المدن المركزية. الإسلاميون لا يحظون بدعم خارجي كما يحصل عليه نظراؤهم في سوريا. قد تتدخل عناصر من تنظيم القاعدة في ليبيا والسودان فيما يحدث في مصر، إلا أنه ليس بمقدورهم الدخول في مواجهة ضد الجيش العربي الأكبر في الشرق الأوسط».
وتمضي الصحيفة الإسرائيلية في الحديث عن أسباب ضعف الإخوان أمام الجيش المصري قائلة: «إذا سحب الإخوان سلاحًا من مخازن سرية، فإن الأمر سيسمح بتوجيه الاتهامات الأخيرة لهم بأنهم يخزنون السلاح من أجل السيطرة على الدولة. وعلى خلاف الجيش السوري، فإن الجيش المصري يحصل على تمويل ودعم أمريكي منذ السبعينيات، خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل».
وقالت الصحيفة إنه «فيما تدعم السعودية وقطر سويًا المعارضة السورية، فإن الدولتين تختلفان في الرأي في القضية المصرية. مؤخرًا أعرب ملك السعودية، عبد الله بن عبد العزيز، دعمه للجيش المصري في حربه ضد من سماهم بالإرهابيين. الخلاف بين الدولتين الخليجيتين قائم أيضًا في القضية السورية. السعودية مهتمة بتسليح جيش المتمردين وقطر تدعم عناصر إسلامية في المعارضة السورية».
وعن تغير الموقف السعودي من الإخوان أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن «السعودية التي منحت في سنوات الستينيات الرعاية لعناصر الإخوان المسلمين، الذين هربوا من نظام جمال عبد الناصر في مصر، بدأت منذ عقد الثمانينيات في رؤيتهم كعناصر خطرة تحاول السيطرة على المملكة، وزاد الصدع في عام 1990، عندما أيد الإخوان صدام حسين في غزوه للكويت. السعودية لم تغفر أيضًا للرئيس المعزول مرسي موافقته على استقبال الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، في القمة الإسلامية بالقاهرة».
وقالت «يديعوت أحرونوت» إنه «على الرغم من أن فرص انتصار الإسلاميين ضعيفة، إلا أنه من الصعب تقدير كم من الوقت سيأخذه الجيش لقمعهم. بعد تهدئة الشارع، سيواصل الجيش حربه ضد الإرهاب في سيناء ويمنع تسلل الجهاديين الذين يدعمون الإخوان المسلمين في مصر».