«يديعوت أحرونوت»: «الإخوان» تشن «حرب استنزاف» ضد النظام في مصر

كتب: أحمد بلال الإثنين 19-08-2013 11:07

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن جماعة الإخوان المسلمين تشن حرب استنزاف ضد النظام المصري، مشيرة إلى أنها هي التي تتحكم في وتيرة سفك الدماء، وأنها تستفيد من العنف، الذي يؤدي لتآكل الدعم الشعبي للنظام وزيادة الضغوط الدولية عليه.

وقالت الصحيفة إن «ما يبدو أنه فوضى عارمة في مصر هو في الحقيقة نتيجة إرادة مقصودة من الإخوان المسلمين ومن النظام المؤقت المدعوم من الجيش». وأضافت: «الذين يقودون الأحداث الآن ويحددون وتيرة سفك الدماء هم الإخوان المسلمون عبر استراتيجية وتكتيك وُضع منذ بدأت قوات الأمن فض اعتصامهم بالقوة من ميادين القاهرة التي ظلوا فيها أيامًا طوالا. الاستراتيجية الجديدة هي استنزاف الحكم المؤقت وقوات الأمن بمواجهات عنيفة في عشرات الأماكن على امتداد الدولة».

تابعت الصحيفة في تقريرها الذي أعده محللها للشؤون العسكرية، رون بن يشاي: «المواجهات في الشوارع بدأت كمظاهرات لعشرات أو مئات يهاجمون الجيش ومراكز الشرطة، وأحيانًا بالأسلحة النارية. الجيش يطلق النار، وأيضًا معارضو الإخوان المسلمين المسلحون يطلقون، وهكذا يُقتل العشرات من الجانبين».

ووصفت الصحيفة المواجهات بأنها «حرب استنزاف فعلية تمنح الإخوان المسلمين وأنصارهم ثلاث مزايا»، الأولى هي أن «الخسائر في وسطهم تؤدي إلى تآكل الدعم الشعبي الذي تحصل عليه الحكومة المؤقتة والجيش من الشعب». والثانية هي أن «القتلى يتسببون في ضعط دولي متزايد على الحكم المؤقت وعلى قيادات الجيش، وهو ما يلزم النظام بالاستجابة لمطالبهم.، كما يؤمن الإخوان المسلمون». أما الثالثة فهي «زيادة الدافع في الانتقام لدى أنصارها وأعضائها».

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن: «الأطراف الدولية، ومن بينها الولايات المتحدة وأوربا، تحاول ممارسة ضغط على النظام في مصر للتوصل لحل وسط مع الجماعة، بخطوط عامة حددها نائب وزير الخارجية الأمريكي، وقدمها للإخوان المسلمين لوقف التظاهرات والاعتصام مقابل التزام الحكومة المؤقتة بانتخابات عاجلة والتشاور قبل التعديلات الدستورية».

وأشارت الصحيفة أن جهود الوساطة فشلت بسبب عدم قبول «الإخوان» بأقل من إعادتهم للسلطة، قائلة: «ما يتجاهله الدبلوماسي الأمريكي، وأيضًا وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي، كاثرين آشتون، هو أن الإخوان غير مستعدين لتقديم تنازلات، ويؤمنون بأنهم مازال بمقدورهم إعادة مرسي للحكم، وعندها يشرعون في حوار مع الأحزاب والجيش. هم لا يقبلون في الوقت الحالي بأقل من إعادتهم للسلطة.. لهذا الأمر أهمية كبيرة لكونه يقف حائلًا أمام أي حل. للإخوان المسلمين دافع، سلاح ودعم جماهيري كبير».

وقالت الصحيفة إن وزير الداخلية، محمد إبراهيم ووزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، «اللذين يديران الحملة ضد الإخوان المسلمين، ارتكبا أيضًا أخطاء جسيمة». وأضافت أن «الضغط الدولي الذي يُمارس عليهما يتسبب لهم في رغبة في إنهاء المواجهات العنيفة في أسرع وقت ممكن. هم يفهمون أن كل قتيل يقلل من التأييد لهم في الدولة ويزيد من الضغط الدولي عليهما، وليس لديهم معدات لتفريق المظاهرات سوى الغاز المسيل للدموع، لكنهم يطلقون الرصاص. ليس بسبب خطر على الشرطة، وإنما لينهوا الأمر بسرعة»، على حد قولها.