حوصرت بقايا الجماعة، وانتهت الأغلبية الواهية إلى حزمة من المشاغبين احتوتهم جدران مسجد الفتح بميدان رمسيس، إنها جولة يتوقع الكثيرون كونها الأخيرة فى حرب تخوضها الدولة لإنهاء خطر أبناء «المعزول». الطريق إلى قلب الحدث محفوف بالمخاطر، والأمر لم يكن سهلاً فتحذيرات اللجان الشعبية المنتشرة من بداية شارع رمسيس وحتى أطراف ميدان التحرير أكدت للجميع خطورة الاقتراب، بينما تمركزت مدرعات وآليات الجيش المصرى ورجاله على نقاط عديدة لتمنع آخر تلك النقاط مرور المركبات والمارة من الاقتراب إلى ميدان الأحداث وبالتحديد مسجد الفتح.
وبالفعل ظهر وجه طفلتين صغيرتين على أبواب المسجد ليتبعهن عدد من السيدات. ومع آخر السيدات اللاتى خرجن من بوابات المسجد بدأت الرؤوس تطل وتندفع اندفاعاً إلى الداخل بحثاً عن رجال الجماعة، واستمر تأمين رجال القوات الخاصة للبوابات وفى حركة خاطفة، باغتوا الجميع بخروج آمن لبقية عناصر الجماعة من الباب الخلفى الخاص بمصلى السيدات، لتنتهى معركة تأمين المواطنين من خطر الجماعة بتأمين »الجماعة« من غضب الجماهير.
ومع آخر قدم وطأت عربة الترحيلات إلى مقر التحقيق انطلقت زغرودة من إحدى السيدات التى تسكن شارع الفجالة المواجه للمسجد بدأت نغماتها من شرفة منزلها وانتهت بتوجهها إلى آليات الجيش لتطلق زغرودة أخرى وهى تردد «تسلم إيديكم يا ولادنا، تسلم لنا مصر».