شهدت بلغاريا مظاهرات، السبت، بعد أن احتشد مئات المتظاهرين ورشقوا مبنى البرلمان بالطماطم احتجاجًا على الفساد، فيما سمي «ثورة الطماطم».
وأبعدت الشرطة المحتجين لمسافة لا تتيح لهم إصابة المبني بالطماطم، ولكن المحتجون توعدوا بتنامي احتجاجاتهم قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري في يوليو المقبل، وحمل المحتجون لافتات كُتب عليها «كفوا عن النفاق السياسي».
وتعاني بلغاريا من الفساد والجريمة المنظمة بعد 23 عاماً من انتهاء الحكم الشيوعي، مما يعرقل التنمية ويؤخر انضمامها إلى اتفاقية «شينجين» للاتحاد الأوروبي والتي تسمح بالسفر بلا جواز سفر بين دول الاتحاد.
وقال الشاعر المعارض نيكولاي كوليف المعروف أيضاً باسم «الحافي»: «هذه ليست سوى بداية الاحتجاجات»، وكان كوليف «61 عاماً» الذي سجُن مرات عدة خلال النظام الشيوعي، قد اعتقل لفترة وجيزة يوم الثلاثاء الماضي بعد رشق مبنى البرلمان بالطماطم، وقال «أردت أن أعطى مثالاً لكيفية الاحتجاج»، وبعث «كوليف» في الأسبوع الماضي برسالة للبرلمان والشخصيات السياسية البارزة ومجلس القضاء الأعلى والتليفزيون والإذاعة الرسميين، مهدداً برشق مبانيهم بالطماطم، وقائلا إنهم مسؤولون عن الفساد والجريمة المتفشيين وعن عدم حرية الإعلام في بلغاريا.
وأظهر استطلاعًا للرأي في سبتمبر الماضي أن البلغاريين دفعوا نحو 150 ألف رشوة شهرياً لموظفين حكوميين خلال عام 2011، متجاوزين الرقم المسجل في العام السابق، في الوقت الذي تعثرت فيه جهود الحكومة لكبح الفساد، ومازالت مستويات المعيشة في بلغاريا من بين أدنى مستويات المعيشة في الاتحاد الأوروبي، في حين ارتفع معدل البطالة إلى 11% في أكتوبر الماضي.