3 حكايات عن الموت لـ«مواطن» و«ضابط» و«إخواني»

كتب: عمر عبد العزيز السبت 17-08-2013 20:19

وضع ثلاثتهم داخل أكفان بيضاء، فوق ألواح خشبية، غلفوها بأكياس الثلج، لحفظها من التعفن. لم تختلف مظاهر الحزن التى ارتسمت على وجوه ذويهم، ففى الوقت الذى قام فيه أصدقاء عمرو عزام، الشاب الإخوانى، بانتظار خروج جثمانه من المشرحة، كانت أسرة خالد لطفى تقف أمام الباب الخلفى للمشرحة تنتظر خروج الجثمان، بعد إنهاء الغسل، فى الوقت نفسه الذى كانت فيه أسرة العقيد عامر عبد المقصود قد تسلمت جثمان فقيدها الذى راح ضحية هجوم مسلح على قسم شرطة كرداسة.

المواطن خالد لطفى.. فوّض الجيش وذهب ليشاهد مظاهرة الإخوان فقتلته «رصاصة غدر»

نحو الساعة الواحدة ظهر الأربعاء، فوجئ الضباط والجنود بقسم شرطة كرداسة بالجيزة بهجوم بأسلحة ثقيلة وقذائف «آر. بى. جى» من قِبَل عناصر إخوانية، حسبما صرح به وزير الداخلية محمد إبراهيم، عقب الواقعة. أطلقوا عليهم النيران بكثافة عالية، وكان العقيد عامر عبدالمقصود، خلالها، حريصا على الدفاع عن المنشأة الشرطية، دون تردد، واستمر فى الدفاع عنها حتى سقط القسم فى يد أنصار المعزول، فى ظل «مخطط وتكليفات من عناصر الإخوان بمهاجمة المنشآت الحكومية والشرطية والدينية، لإحداث الفوضى»، حسب بيانات وزارة الداخلية عن ذات الواقعة.

تمكن المهاجمون، بعد نفاد ذخيرة الشرطة من الدخول إلى مقر القسم، واصطحبوا العقيد عامر محمد عبدالمقصود، نائب المأمور، إلى الشارع، وسحلوه، وضربوه، وكرروا ذلك مع اللواء محمد عبدالمنعم جبر، مأمور القسم، واستمروا فى سحلهما، وذبحوهما، بعد تعذيب لمدة 3 ساعات كاملة.

فى البداية، أصيب العقيد «عامر» فى عينه، إثر تعرضه لشظية رصاصة طائشة، حسبما يقول أخوه أكرم عبدالمقصود، عميد متقاعد فى القوات المسلحة، الذى أردف بنبرة صوت بدا عليها التماسك: «بعد موقعة الفض، فضلت معاه على التليفون، للاطمئنان عليه، وفى آخر مكالمة بيننا، الساعة الواحدة والنصف، أبلغنى بأنه أصيب فى عينه، وبعدها بدقائق عاودت الاتصال به، وفتح الخط، لكننى لم أستطع تمييز صوته، وسط أصوات الرصاص، وبعدها أغلق الخط للأبد».

«وصل إلينا خبر عن العثور على جثته، بجوار المحور، بالقرب من ناهيا».. يقول العميد «أكرم»، ثم يضيف وهو يتذكر كيف وجد أخاه غارقا فى الدماء، وآثار السحل واضحة على جسده: «أخويا كان كابتن فريق نادى الترسانة للكرة، عام 86، وحصل مع فريقه على كأس مصر، ولم يتوقف بعدها عن ممارسة الرياضة، ليحافظ على جسده الذى يقوم من خلاله بحماية مصر».

ترك «شهيد الواجب»، كما وصفته وزارة الداخلية، عقب رحيله زوجة وولدين أحدهما يدرس فى كلية علوم إدارية ويدعى «أحمد»، والآخر «علاء»، فى الصف الثانى الإعدادى.