وضعت العائلات المسلمة فى المحافظات، الجمعة، حداً للهجمات التى تشنها جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها على الكنائس والأديرة وممتلكات الأقباط، وكونت لجانا شعبية مسلحة من أبنائها لحماية الكنائس.
وكان أكثر من 51 كنيسة وعشرات المحال والمدارس المملوكة لأقباط تعرضت لاعتداءات وحرق ونهب من جانب أعضاء الجماعة وحلفائها طيلة اليومين الماضيين بعد فض قوات الأمن اعتصامى رابعة والنهضة الأربعاء الماضى.
فى سوهاج كونت العائلات المسلمة بمركز جهينة بسوهاج لجانا شعبية لحماية الكنائس الخمس الموجودة بالمركز، وحمل أفراد اللجان أسلحتهم المرخصة للتصدى لأى محاولة جديدة للهجوم على الكنائس.
كما قام أهالى بنى سويف فى مدينة الواسطى بحماية كنيسة مارجرجس التى اعتدى عليها «الإخوان» وحطموا واجهتها من قبل وكون الشباب المسلم وكبار العائلات فى المدينة سلاسل بشرية للحفاظ على الكنيسة ومنعوا أعضاء الجماعة من اقتحامها أو حرقها.
كما كون أهالى الفيوم سلاسل بشرية حول كنيسة مارجرجس بمركز طامية بالفيوم، وأعلن كبار القبائل مسؤوليتهم عن الحفاظ على أرواح الأقباط والكنائس ورجال الدين.
وفى أسيوط حمى شباب الثورة والحركات السياسية بأسيوط مطرانية مدينة القوصية، وقال جون طلعت، الناشط القبطى، إن هذا التصرف أمر طبيعى للعلاقة التاريخية بين الأقباط والمسلمين وطالب الجيش والشرطة بالتواجد أمام الكنائس للحفاظ عليها من جماعة الإخوان المسلمين وأعمالها الإجرامية.
وفى الغربية شكلت حركة شباب 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، لجاناً شعبية، لحماية كنائس مدينة المحلة الكبرى، وقال أحمد عبد الوهاب، المنسق الإعلامى للحركة، إن الحركة نظمت سلسلة بشرية، أمام كنيسة الأنبا أنطونيوس بشارع البحر، لحمايتها من أى هجوم محتمل من أعضاء جماعة الإخوان، وأضاف أن مهاجمة الكنائس دليل واضح على إرهاب ودموية الجماعة، وفضح لنواياهم الحقيقية.
وفى المنيا شكلت مجموعات من شباب المسلمين دروعاً بشرية، أمام مقر مطرانية الأقباط الأرثوذكس، فى مدينة سمالوط، لحمايتها أثناء مرور مسيرة نظمها أعضاء الإخوان، عقب صلاة الجمعة، وخصصت المطرانية قاعة العلاقات العامة لاستقبال الشباب والمواطنين لمواجهة أى اعتداءات.
وفى بنى سويف، شكل عدد من شباب تمرد سلاس بشرية لحماية كنيسة مارجرجس، بالواسطى، ومطرانية بنى سويف، بعد وصول أنباء عن قيام مجهولين باقتحامها وإلقاء مولوتوف عليها.
وقال عماد عشماوى منسق حركة تمرد بالواسطى، «قررنا الوقوف فى لجان شعبية، مع الآباء والكهنة، للدفاع عن الكنيسة، التى تعرضت لهجوم، الخميس من أنصار الإخوان بالطوب والحجارة وحاولوا كسر الأبواب الحديدية، إلا أننا تصدينا لهم مع شباب الحركة».
وفى مركز ومدينة الفيوم توافد المئات من الأهالى ومعهم القوى السياسية والثورية إلى مبنى مديرية أمن الفيوم وقسم شرطة البندر والأمن الوطنى، وصمموا على التواجد بجوار قوات الشرطة والجيش التى انتشرت بكثافة فى المحافظة لتأمين منشآتها.
وفى مركز سنورس طالبت عائلات المدينة وجمع كبير من المثقفين والشخصيات العامة والأحزاب والقوى الشعبية والسياسية الإخوان بعدم انتهاج عمليات عنف وتخريب حفاظاً على مؤسسات الدولة المملوكة للجميع وحقناً للدماء وحماية لأرواح الأهالى. وأعرب المشاركون فى الاجتماع الذى عقد مساء الخميس الماضى بمقر إحدى الجمعيات الأهلية وحضره رموز تلك العائلات وممثلون عن الأحزاب والقوى السياسية والشعبية ومندوب عن نقابة السائقين والمواقف والأهالى أصحاب المنازل والمحال التجارية القريبة من مركز الشرطة.
وبعثوا رسالة تحذير إلى أعضاء الجماعة بالمدينة عن أملهم ألا تصل الأمور إلى حد مؤسف فى التعبير عن الرأى، وإلا ستكون ممتلكات الإخوان أنفسهم ليست بالبعيدة عن عنف مماثل لو لجأوا لهذا الأسلوب وطالبهم بأن يتجهوا إلى السلمية من أجل الحفاظ على مدينة سنورس بعيدا عن أعمال العنف والتخريب.
وفى قرية الروضة تم تشكيل 5 لجان شعبية إحداها لحماية مبنى الكنيسة فيما شكلت باقى اللجان أكمنة على مداخل ومخارج القرية تضم كل لجنة 30 فردا بإجمالى 150 جميعهم من أهالى القرية تطوعوا لحمايتها بعد اقتحام مركز شرطة طامية الأربعاء الماضى وخلو المركز من التواجد الشرطى
وفى مركز إبشواى أقام العشرات من الشباب لجانا شعبية حول كنيسة مارجرجس، عقب ورود أنباء عن اقتحامها من قبل بعض المؤيدين للرئيس المعزول، وقسم الشباب أنفسهم مجموعات لإقامة دوريات فيما بينهم.
وفى مركز طامية قسم الأهالى أنفسهم إلى مجموعات لحماية المبانى المستهدفة خاصة كنيسة مارجرجس بالمركز نفسه وفيلا كاهن الكنيسة روفائيل الذى تم اقتحام مسكنه الخميس وحال الأهالى واللجان الشعبية دون وصول النيران إلى داخل الفيلا وسيطروا على الموقف وقرروا حماية المنشآت العامة وممتلكات الأقباط.
وفى مركز إطسا أقامت اللجان الشعبية ورديات حول المنشآت العامة ومركز الشرطة هناك والكنائس وحالوا دون وصول مؤيدى مرسى إليها جميعا، وحذروا من محاولات اقتحام قسم الشرطة وأكدوا على حمايته.
وأعلن مجلس عائلات قرية سنهورالقبلية الذى ضم المئات من أهالى القرية عن تشكيل لجان شعبية لحماية الكنيسة وخرج الأهالى عقب أداء صلاة الجمعة بأعداد كبيرة من مساجد القرية، إلى كنيسة القديسة العذراء مريم وأحاطوا بها من جميع الاتجاهات لحمايتها.
وقال القمص داوود حبيب راعى الكنيسة فى اتصال هاتفى إن مشهد تلاحم المسلمين والأقباط ورغبتهم الحقيقية فى حماية الكنيسة يعيد للأذهان مواقف ثورة 1919 والتناغم فى العلاقة التى تربط بين قطبى الأمة ضد أى محاولات لزرع الفتنة.
من جهته أكد اتحاد شباب ماسبيرو أن أعمال العنف تستمر وتزداد من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم تجاه الشعب المصرى يوماً بعد يوم، خاصة ضد أقباط مصر الذين يتعرضون لانتهاكات عدة ما بين حرق وهدم كنائسهم وسلب ونهب ممتلكاتهم وقتلهم والتمثيل بجثثهم، إضافة إلى التهجير القسرى والاختطاف.
ونشرت غرفة العمليات المركزية التابعة للاتحاد رصداً للاعتداءات على الأقباط والتى اشتملت على حرق وهدم عشرات الكنائس ونهب المحال المملوكة لأقباط وتنفيذ هجمات على المدارس التابعة للكنيسة، حيث تم حرق 32 كنيسة بالكامل بعد سلب ونهب محتوياتها، منها 11 كنيسة فى محافظة المنيا، معقل الجماعة الإسلامية، منها كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام للأقباط الأرثوذكس، إضافة إلى 3 كنائس فى محافظة سوهاج، منها كنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس وبها مبنى الخدمات بأرض المطرانية، و5 كنائس بالفيوم منها دير الأمير تواضروس الشطبى بقرية النزلة مركز يوسف الصديق، و4 كنائس فى السويس و6 كنائس فى أسيوط وكنيستان بالجيزة، وكنيسة بالعريش.
وأكد التقرير حرق 5 مدارس تابعة للأقباط بالكامل، منها 3 فى المنيا، ومدرسة فى كل من السويس وبنى سويف، إضافة إلى جمعية أصدقاء الكتاب المقدس بالفيوم ونادى الشبان المسيحيين بالمنيا، وملجأ الجنود بالمنيا ومكتبة دار الكتاب المقدس بالمنيا وجمعية الجزويت والفرير بالمنيا، وسفينة الدهبية التابعة للهيئة الإنجيلية بالمنيا ومكتبة دار الكتاب المقدس بأسيوط.