وزير الداخلية: 43 من رجال الشرطة استشهدوا في فض اعتصامي رابعة والنهضة

كتب: معتز نادي الأربعاء 14-08-2013 23:02

شدد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، مساء الأربعاء، على أنه لن يتم السماح مجددا بأي اعتصام آخر لأنصار الرئيس المعزول في ميادين الجمهورية، موضحًا: «لن نسمح بأي اعتصام آخر في ميادين الجمهورية مهما كلفنا من تضحيات، ومواجهة السلاح بالسلاح ولن يكون هناك وقتها أي ضبط للنفس».

جاء ذلك خلال كلمة «إبراهيم»، في مؤتمر صحفي عقده بوزارة الداخلية، حيث طالب الحضور بالوقوف دقيقة حداد على «شهداء الشرطة»، الذين توفوا في أحداث فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، كما نفى اعتقال أي من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح «إبراهيم» أن «قرار الفض» جاء إنفاذا للتكليف الصادر من الحكومة، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية وضعت الخطة والتنفيذ بعناصر بشرية مدربة للتعامل مع الاعتصامين، مضيفًا أن الوزارة عقدت لقاءات عدة لتنفيذ تلك العملية بـ«أقل قدر من الخسائر».

وأضاف: «كانت التعليمات واضحة بعدم استخدام الأسلحة والاستعانة بمكبرات الصوت لمناشدة الجميع بالانصراف، وفي إطار حرصنا على المواطنين تحملنا كثيرا من الإسقاطات التي اتهمنا بالتخاذل»، مؤكدًا أن إطالة المدة قبل فض اعتصامي «رابعة والنهضة» كان بسبب إتاحة الفرصة لـ«تجنب إراقة دماء أبناء الوطن».

وتابع: «جميعنا مصريون وخلافنا السياسي لا يجب أن يكون مبررا للصدام»، مشددًا على أن الشرطة تعمل من أجل أمن الوطن واستقراره كي ينعم أبناؤه بالسكينة، مضيفًا: «حين استشعرنا التحريض والتعنت والواضح وتعطيل مصالح المواطنين وتعذيبهم وقتلهم وإلقاءهم خارج تلك الاعتصامات، كان لابد من اتخاذ القرار، الذي جنب البلاد شر فتنة لا يعلمها إلا الله».

وأشار إلى أنه تم تحديد موعد الخطة، بعد أخذ موافقة مجلس الدفاع الوطني، وقال إن مجموعات أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، «بدأت في إطلاق الطلقات بكثافة، وتعاملت القوات بأقصى درجات ضبط النفس، وتعاملت الشرطة بمهنية في فض اعتصام النهضة، دون خسائر، وضبطت مثيري الشغب، وضبطت 10 بنادق آلية، و29 بندقية خرطوش، وأكثرمن 9 آلاف طلقة حية، و6 قنابل يدوية، وكميات من الأجهزرة اللاسلكية والأسلحة البيضاء وأدوات الشوي في ميدان النهضة».

وأضاف: «في ميدان رابعة تحصن عدد من المعتصمين من العناصر الإخوانية ببعض المباني المرتفعة، وأطلقوا النيران بكثافة عالية آلية وخرطوش على القوات، التي كانت حريصة على عدم إزهاق أرواح المواطنين، وطالبت بتضييق الطوق الأمني والتعامل مع مصادر إطلاق النار، وتمكن رجال الأمن البواسل من اقتحام أماكن تلك العناصر، وأحكمنا السيطرة على الميدان وتم ضبطهم بالأسلحة، وناشدنا المتواجدين بالخروج الآمن، وتم ضبط سيارتي البث الإذاعي».

وقال إنه تم ضبط «9 من الأسلحة الآلية، وطبنجة، و5 فرد محلي، وكميات كبيرة من الأسلحة البيضاء والملابس الواقية وأدوات الشوي»، مضيفًا: «فوجئنا إزاء فض اعتصام رابعة أنه صدرت تكليفات لعناصر الإخوان بمهاجمة المنشآت الحكومية والشرطية والدينية لإحداث الفوضى، وتصدت لها القوات، ودافع رجال الشرطة البواسل عن مواقعهم، إلا أن بعض العناصر، التي كان معها أسلحة ثقيلة تمكنت من اقتحام منشآت شرطية، وتمت مواجهتها».

وأعلن «إبراهيم» استشهاد عدد من رجال الشرطة الأبطال الذين سيذكرهم التاريخ، حسب تعبيره، وأوضح أنه تم استشهاد 43 من رجال الشرطة من بينهم 18 ضابطًا، و2 منهم برتبة لواء وعقيدين في مركز كرداسة أثناء اقتحامه، وتم استهدافه للأسف بطلقات أر بي جي، وبعد قتل الضباط مثلوا بجثههم، و15 فرد و9 مجندين، وموظف مدني بإدارة الفيوم، كما أشار لوقوع 211 مصابا منهم 56 ضابط، بالإضافة لوفاة 149 شخصا، حسبما اعلنت وزارة الصحة.

ولفت إلى أن أنصار مرسي اقتحموا 21 قسما ومركزا وتعدوا على 7 كنائس، واقتحموا الدور الأرضي بوزارة المالية واتلفوا محتوياته، ومجمع محاكم الإسماعيلية، وشخص استولى على سيارة نقل أموال، وتم ضبطه وبحوزته أسلحة نارية.

وتاعب: «الشعب كلفنا بمهمة وطنية وحملنا المسؤولية أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة، ونحن قادرون عليها، وأتقدم بكل الشكر لكافة القوات المشاركة في المواجهات، والذين دافعوا بكل بسالة عن إرادة الشعب، وماضون في رسالتنا».

وردًا على سؤال حول ضبط قيادات «الإخوان»، أجاب: «أتمنى ضبطهم وبإذن الله نضبطهم، وجاري حصر المطلوبين وأعدادهم كبيرة»، مشيرًا إلى أنه تم الاستعداد بخطة فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، موضحًا: «كنا مستعدين للحصار وتطوير الخطة بالفض فورًا إذا تم التعدي على القوات، وهذا ماحدث، وناشدنا المعتصمين بالانسحاب وتعاملنا معهم بالمياه والغاز، لكن واجهنا إطلاق نار كثيف أدى لاستشهاد عدد من الضباط، واضطررنا لمحاصرة المكان، ولغاية لما القوات الخاصة ضبطت عددا كبيرا بالأسلحة، وجاري فحص المضبوطين وهيبقى فيه بيان بنوعيتهم وانتماءاتهم».

وأضاف: «كنا نؤمن كافة المنشآت الشرطية، وكان يراهنون على أن الفض سيحدث عددا كبيرا من القتلى، وبعض القنوات كانت تبالغ في العدد، وفضينا النهضة دون خسائر، وبدأنا فض رابعة من محور طيبة، دون خسائر، لكن حب يحدثوا بعض الخسائر بتمثيل نفسه على أنه ضحية»، في إشارة منه لأنصار مرسي.

وشدد على أن «حجم الخسائر في رابعة لا يوازي حجم الخسائر لضباطي، وتم الفض وفقًا للمعاير العالمية»، حسب قوله، كما وصف المعتصمين بـ«عصابات مسلحة».

وأضاف: «شوفتوا حجم الطلقات الموجودة، والحمدلله أنني أخطرت جميع القنوات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان، والكل كان مدعوًا، وقسم العلاقات العامة بالوزارة أخطر الجميع، والبعض قدر يصد ويدافع في المنشآت لكن هوجم بأسلحة ثقيلة بالأر بي جي، وحاولوا يقتحموا سجن أبو زعبل فتصدينا لهم وتصدينا لهم في سجن الفيوم، وأعتقد كانوا عاوزين يرجعونا لمشاهد 28 يناير 2011».

وحول توجه عدد من أنصار مرسي لميدان النهضة، قال: «النهضة خلاص، ودلوقتي فيه البعض طلع من الاعتصامين وتوجه إلى مصطفى محمود في محاولة تكوين يؤرة جيدة، وفيه تعاون بين الجيش والشرطة وفقًا للقانون، وهناك حظر للتجول، ولن نسمح بأي اعتصام آخر في ميادين الجمهورية مهما كلفنا من تضحيات، ومواجهة السلاح بالسلاح ولن يكون هناك وقتها أي ضبط للنفس».

وأشار إلى انه جاري تمشيط المناطق المحيطة بالاعتصامين، وقال: «عندنا معلومات أن البعض كان يؤجر شققا مفروشة، وفيه احتمال يكونوا متواجدين فيها، وسيتم فرض حصار على هذه الأماكن وتمشيطها، وبمجرد استقرار الأحوال ويستقر الشارع المصري وفي أقرب وقت ممكن سيعاد الأمن للوطن قبل 25 يناير أو أكثر، والأمن العام يقوم بعمل حملات لضبط الأسلحة»، كما أبدى استنكاره لحرق محال للمسيحيين أو كنائس»، وأضاف: «من يفعل ذلك ليس مصريا».

وحول التعامل مع قنوات مثل الجزيرة الإخبارية، قال: «سنعمل مع وزارة الاستثمار سنعمل معها على إلغاء تواجدها في مصر، والشرطة قادرة على حماية البلاد».