رغم أن معبر رفح كان يعمل طوال أيام العدوان الـ8 على قطاع غزة، فإن حركة المسافرين، صباح الخميس، كانت أكثر نشاطًا منه عن الأيام السابقة.
أسباب السفر تنوعت، فمن المسافرين من غادر غزة للعلاج الدوري في المستفشيات المصرية أو مستشفيات دول عربية أخرى، ومنهم من غادروا لاستئناف أعمالهم، سواء داخل مصر وخارجها، ومنهم من اضطر لمغادرة القطاع فور إعلان التهدئة، لاستكما الدراسة. والبعض قرر الخروج من غزة، قاصدين مجرد زيارة أقاربهم، بعد العدوان، سواء داخل مصر أو منها لدول عربية أخرى.
على سبيل المثال، الحاجة فوزية العارور كانت إحدى المسافرات اللواتي دخلن مصر، عن طريق معبر رفح، للعبور في طريقها للأردن لتلقي العلاج. وقالت لـ«المصري اليوم» إنه «كان من المفترض أن أغادر القطاع قبل أسبوع تقريبا، إلا أن أحداث العدوان أجبرتني على تأجيل سفري». وأضافت «حمد لله أننا خرجنا من الحرب سالمين، وشكرا للمقاومة التي رفعت رؤوسنا عاليا، ولدولة مصر التي خدمتنا ولاتزال».
أما سعاد عابد، النازحة الفلسطينية منذ عام 1967 إلى ليبيا، فقد غادرت القطاع بعد 8 أيام من الخوف، لتعود إلى أسرتها في ليبيا. فقالت لـ«المصري اليوم»: «هذه هي الزيارة الثانية لي إلى القطاع منذ عام 67، أما زيارتي الأولى فكانت أثناء الثورة الليبية».
وأضافت «كان الأطفال رغم القصف يلعبون في الشارع والحياة بدت كما لو كانت طبيعية. ورغم الخوف، كنت أنتظر النصر، الذي كنت أثق أنه قادم لا محالة».
من جانبه، قال (محمد س.) والذي كان من المفترض به أن يغادر غزة الأسبوع الماضي لاستئناف دراسته في دولة الإمارات، إنه لم يتمكن من السفر، إلا بعد سريان حالة التهدئة، مساء الأربعاء، للاطمئنان على ذويه، قبل وداعهم.
ورصدت «المصري اليوم» العديد من سكان غزة، من جميع الفئات العمرية، الذين غادروا القطاع في نقطة المعبر، بعد إعلان الهدنة ومعاودة الحياة إلى طبيعتها في سائر أنحاء القطاع، الذي شهدت ساعات صباحه الأولى، يوم الخميس، نشاطا ملحوظا واستئنافا للحركة التجارية وحركة المرور، بعد أسبوع من الشلل الجمود التام.