في الوقت الذي حطم فيه فيلم «قلب الأسد» الذي يقوم ببطولته الفنان محمد رمضان، الرقم القياسي لإيرادات السينما المصرية في أول أيام عرضه، أجمع النقاد على أن تلك النوعية من الأفلام عمرها قصير، ولن تدوم طويلاً، مؤكدين أن صناع العمل لم يأتوا بجديد، متنبئين بانخفاض أسهم «رمضان» إذا حصر نفسه في هذا النمط الذي قدمه في أفلامه الثلاثة «الألماني» و«عبده موته» و«قلب الأسد»، دون أن يعمل على تجديد وتطوير أدائه للشخصية.
وقالت الناقدة ماجدة خير الله، إن سبب نجاح فيلم «قلب الأسد» هو عدم وجود العديد من الخيارات أمام المشاهد، حيث إن المنافسة بين الأفلام المعروضة هذا الموسم ليست قوية، كما أن الأفلام الأجنبية ممنوعة من العرض في أول 4 أيام من العيد، مما يدفع بالجمهور إلى مشاهدة الفيلم لأنه الأقرب لمحاكاة واقع الكثير من الشباب.
وترى «خيرالله» أن محمد رمضان يمثل نموذجًا لابن البلد خفيف الظل الشجاع وهي نفس التركيبة التي نجحت في فيلم «عبده موته» ولكنها استبعدت أن يحقق الفيلم نفس الإقبال الشديد بعد انتهاء موسم العيد لأنه ليس من نوعية الأفلام ذات العمر الطويل، فهو ليس مثل فيلم «إكس لارج» للفنان أحمد حلمي الذي ظل يعرض لفترة طويلة وبنفس القوة والإقبال.
وشكك الناقد نادر عدلي، في الإيرادات التي حققها الفيلم قائلاً: «إذا أجرينا عملية حسابية بسيطة نجد أن متوسط سعر التذكرة في عدد الكراسي في عدد السينمات التي يعرض فيها الفيلم لا يحقق هذا الرقم الضخم في اليوم الواحد».
وأرجع أسباب نجاح الفيلم إلى أنه يتماشى مع حالة العنف والبلطجة السائدة في الشارع المصري الآن، والتي يلعب فيها المهمشون من البلطجية دورًا مهما بتعاونهم مع بعض التيارات السياسية لتحقيق أهدافهم مقابل الحصول على المال.
ويرى «عدلي» أن السر وراء هذا الإقبال على الفيلم يتمثل في أنه يقدم حلًا للغز الطرف الثالث الذي كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة؛ فمن ذهب لمشاهدة الفيلم يريد أن يعرف من هو الطرف الثالث، وكيف يجند البلطجية لخدمته، وما أنسب الطرق للتعامل مع البلطجي إذا تعرض له في الشارع.
وأشار إلى أن الفيلم يمثل محاكاة لواقع معين، فعند تغيير هذا الواقع سيصبح الفيلم بلا فائدة، موضحًا أن أحمد السبكي لا يقدم جديدًا، ولا محمد رمضان يطور من ذاته، واصفاً الفيلم بأنه «عربة جديدة في قطار الألماني وعبده موته»، معتبرًا أن هذه النوعية من الأفلام ستنجح في هذه المرحلة، لكنها لن تنجح في المستقبل، لأن البطل المقبل ستكون شخصيته من الثوريين الذين أشعلوا ثورة يناير، وهم شباب الطبقة المتوسطة القادرون على قراءة الواقع قراءة صائبة ولديهم ولع بالتكنولوجيا والمعرفة ورغبة جامحة في تغيير الواقع للأفضل.
واتفقت الناقدة ماجدة موريس على أن فيلم محمد رمضان حقق هذه الإيرادات بمحض الصدفة لأنها «أرزاق»، وأكدت أن نجمه سيخفت بعد أن تتشبع الناس من هذه النوعية من الأفلام كما حدث مع غيره من النجوم.
وأضافت«موريس»: «إذا أراد محمد رمضان أن يعيش في وجدان السينما المصرية فعليه أن يبحث عن أفلام ذات ثقل ثقافي وفكري، وعليه أن يعي أن أذواق الناس تتغير ووعيها يتبدل، وإذا لم يطور نفسه فسيبلي بحالة من الاستنساخ والإفلاس الفني».
وأشادت «موريس» بالمنتج أحمد السبكي لإصراره على التواجد رغم كل ما يحدث من اضطراب في الحياة السياسية والاقتصادية الآن، وذلك بفضل ذكائه وقوته وتواجده على الساحة دون خسارة لأنه يعرف تماماً كيف يجذب الجمهور.